روسيا توقف اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة بمدينة الباب

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - تدخلت روسيا لوقف اشتباك بين القوات الحكومية السورية وقوات معارضة مدعومة من تركيا في شمال سوريا حسبما ذكرت مصادر من الطرفين الجمعة في أول مواجهة بينهما في معركتهما مع تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة نفسها. ويواجه تنظيم الدولة الإسلامية هجوما في حملتين منفصلتين في شمال سوريا من قبل القوات الحكومية المدعومة من روسيا ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا. ويدل الاشتباك الذي دار الخميس بالقرب من مدينة الباب التي يهيمن عليها تنظيم الدولة الإسلامية على خطورة اشتعال قتال جديد بين الحكومة وخصومها المعارضين. وتدعم روسيا وتركيا أطرافا متصارعة في الحرب السورية لكنهما بدأتا في الآونة الأخيرة بالتعاون في الملف السوري وتوسطتا في هدنة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة وتعملان سويا في محاولة إحياء محادثات السلام. وقال مسؤولون من المعارضة إن الاشتباك دار في قرية جنوب غربي مدينة الباب. وأكد مسؤول في تحالف عسكري يقاتل دعما للحكومة السورية وقوع اشتباك. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته "تدخل الروس وضبطوا الوضع". ويتلقى الرئيس بشار الأسد دعما في الحرب من قبل الجيش الروسي ومجموعة فصائل مدعومة من إيران. واتهم مسؤولان بالمعارضة القوات الحكومية بالتسبب في إشعال الاشتباك. وذكر أحدهما أن القوات الحكومية تحركت نحو مراكزهم بدبابات. وقال مسؤول المعارضة الأول "المسلحون أطلقوا النار لتحذيرهم من الاقتراب لكن الدبابات ردت واندلع الاشتباك". وقال المسؤول "لاحقا تدخلت روسيا لتهدئة الوضع. هذا الحادث كله بدا وكأنه اختبار". وقال مسؤول ثان في المعارضة وهو قيادي في منطقة الباب "أطلقوا النار وجرى الرد على النار". وقال مسؤولا المعارضة إن مقاتلي المعارضة استولوا على عربة مدرعة من القوات الحكومية. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين روس للحصول على تعليق. وكانت ضربات جوية روسية قتلت بطريق الخطأ ثلاثة جنود أتراك خلال عملية ضد الدولة الإسلامية في شمال سوريا الخميس. ولم يتضح ما إذا كانت المواجهة التي تحدثت عنها المصادر قد وقعت في نفس منطقة الضربة الجوية. وأقامت تركيا وحلفاؤها المعارضون في الجيش السوري الحر منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع في شمال سوريا في مناطق انتزعوها من تنظيم الدولة الإسلامية منذ أغسطس آب في عملية "درع الفرات". وهم يقاتلون من أجل السيطرة على مدينة الباب منذ ديسمبر كانون الأول ولكنهم صعدوا من هجومهم هذا الأسبوع وسيطروا على مشارف المدينة. وفي الوقت نفسه كثف الجيش السوري هجومه باتجاه مدينة الباب وتقدم بشكل سريع في الأسابيع القليلة الماضية وبات على بعد بضعة كيلومترات من مشارفها الجنوبية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في وقت سابق هذا الأسبوع إنه أمكن تجنب وقوع اشتباكات مع القوات السورية بفضل التنسيق الدولي بما في ذلك التنسيق بين تركيا وروسيا. وقال الكرملين الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بنظيره التركي رجب طيب إردوغان وقدم تعازيه في ضحايا الضربة الجوية ملقيا باللائمة على سوء التنسيق بين موسكو وأنقرة. مواجهات بين متشددين والمعارضة في الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن جماعة جند الأقصى وهي جماعة إسلامية متشددة قوية في سوريا حققت مكاسب سريعة على حساب فصائل أكثر اعتدالا في شمال محافظة حماة وجنوب محافظة إدلب في الأيام الماضية. وأضاف المرصد السوري أن جند الأقصى التي كانت لها صلات بجبهة فتح الشام- فرع القاعدة في سوريا سابقا- استولت هذا الأسبوع على أسلحة وقواعد من جماعات تنشط تحت لواء الجيش السوري الحر واعتقلت عشرات المقاتلين. ويمثل تقدم الجماعة ضربة أخرى للفصائل التي يدعمها الغرب والتي منيت بهزائم أمام القوات الحكومية وتعرضت لهجمات من مقاتلين إسلاميين في غرب البلاد في الشهور القليلة الماضية. وتدور أكبر معركة فيما بين المعارضة بين جماعات الجيش السوري الحر- التي تحالفت مع جماعة أحرار الشام الإسلامية التي تتمتع بنفوذ قوي- وفصائل أخرى أكثر تشددا تحالفت مع جبهة فتح الشام. وتحالف جند الأقصى في تلك المعركة تحديدا التي تدور في محافظة إدلب غير واضح تماما. كانت جماعة جند الأقصى قد أعلنت مبايعة جبهة فتح الشام في أكتوبر تشرين الأول. غير أن جبهة فتح الشام أعلنت في يناير كانون الثاني "عدم تبعية جند الأقصى لجبهة فتح الشام تنظيميا" فيما أرجعته إلى خلافات معها. وقال المرصد السوري إن مكاسب جند الأقصى التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية ضمن المنظمات الإرهابية أثارت مخاوف من إمكانية أن تستغل الحكومة السورية وحلفاؤها الروس وجود جماعة متشددة ذريعة لشن هجمات جوية في المنطقة. وتشارك فصائل معارضة أخرى أكثر اعتدالا في وقف هش لإطلاق النار قائم منذ ستة أسابيع بين الحكومة والمعارضة. ولا تشمل الهدنة جماعات متشددة أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين المرتبطين بالقاعدة.

مشاركة :