"هم البنات للممات" هل هذه هي المرأة في أمثال فلسطين الشعبية؟

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعددت أشكال الفولكلور الشعبي الفلسطيني، إلا أن الأمثال الشعبية بقيت الأكثر تداولاً في الحياة اليومية، إذ لا يخلو حديث أهل أي منزل فلسطيني منها. يتعلمها الأبناء منذ الصغر من الآباء الذين نقلوها من أجدادهم، وهي طريقتهم لإيصال صوتهم، والقول إن لهم جذوراً في الأرض التي يتصارعون هم والإسرائيليون عليها. فما هي أشهر أمثال أهل فلسطين؟ "هم البنات للممات" ذكرت الأمثال المرأة، أياً كان عمرها ودورها ووظيفتها ومكانتها. فلم تترك أماً أو أختاً أو إبنة أو حماة إلا تحدثت عنها. ​اعلان أول مثل يذكره الفلسطيني عند الحديث عن النساء هو "هم البنات للممات" والمقصود أن هموم أبي البنات لن تزول إلا عندما يموت. وقد أعطت الأمثال الرجل مكانة أعلى من المرأة وجعلت إنجاب البنت همّاً وإنجاب الولد عزّاً: "ولما قالوا غلام انسند ضهري وقام، ولما قالوا بنيّة انهدت حيطة عليّ". كيف لا وإنجاب الذكر يرفع مكانة المرأة عند زوجها وأهله. وقد كانت العائلات الفلسطينية تسعى دوماً لتزويج الفتاة عند وصولها لسن البلوغ، وجاء في الأمثال: "المرأة يا سترها يا قبرها" أو "البنت يا جبرها يا قبرها" و"إخطب لبنتك قبل ما تخطب لابنك"، أي ابحث لها عن عريس يخطبها قبل أن تبحث لإبنك عن عروس. بعض الأمثال المنصفة رغم تهميش دور الفتاة في الحياة، هناك أمثال عدة أنصفتها، منها: "البنات رزقة وأبوهن مرزوق" أي أن البنات مصدر للرزق والبركة في حياة والدهن، ومثل آخر يقول: "بيت البنات بيت البركات" و "إذا كان سعدك قوي بكري بالبنت وثني بالصبي". نصائح لاختيار الزوجة وتعددت الأمثال الشعبية التي توصف المرأة التي تصلح للزواج، وقدمت بعض تلك الأمثال النصائح للرجل لدى اختار زوجته، منها أن يتزوج من الأقارب: "خد بنت عمك بتشيل همك"، ويُقال أيضاً: "عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت". ترفض أمثال أخرى زواج الأقارب: "خذ من الزرايب ولا تاخذ من القرايب"، و"القرايب عقارب". وتدعو غالبية الأمثال إلى اختيار المرأة المليحة، التي تجمع جمال الشكل وجمال الطبع، فيقال: "خد الحلو واقعد قباله وإن جعت شاهد جماله". كما تنصح أمثال أخرى بالزواج من المرأة الأصيلة: "خذ الأصيلة ونام على الحصيرة" وذلك لأنها ستتحمل الظروف الصعبة التي قد يمر بها زوجها. كذلك نصح المثل الشعبي الرجل بالزواج بالمرأة المطيعة: "بارك الله في الدار الوسيعة والفرس السريعة والمرأة المطيعة". أكمل القراءة وشددت الأمثال الشعبية على دور الأم في الحفاظ على الأسرة والأبناء، فيقول المثل: "الأم تعشعش والأب يطفش". ويقال أيضاً: "بنت الرجال عانت واستعانت، وبنت الأنذال حطت رأسها ونامت". وهنا يبيّن المثل أن المرأة ذات الأصول تعين زوجها وأسرتها في الحياة بعكس المرأة القليلة الأصل أو كما وصفها ببنت الأنذال، التي لا تفعل شيئاً سوى النوم. الكنة والحماة وتناولت الأمثال العلاقة بين الأم وزوجة إبنها أو "الحماة والكنّة"، واصفةً علاقة إحداهما بالأخرى بطريقة طريفة ومضحكة. تفيد الأمثال بأنه من المستحيل أن تكون علاقتهما جيدة: " لو الحماة حبت الكنة لكان إبليس دخل الجنة". ويقال أيضاً: "أنكوي بالنار ولا حماتي تقعد معايا في الدار". وتحاول الكنّة مواجهة الصراع مع الحماة بطريقتين، إما أن تحرض زوجها وتشّن حرباً على الحماة فتقول لزوجها "أهلك لا تقربهم بيقرصك عقربهم"، أو تتجه للطريقة الأخرى وهي استرضاء الحماة: "يا حماتي حبيني لولا إبنك ما شفتيني". ويقول مثل آخر: "يا حماتي مكنتيش كنّة؟ فترد قائلة: كنت ونسيت". وصوّرت الأمثال العلاقة بين الحماة والكنّة على أنها قائمة على الصراع على السلطة الأنثوية، فالحماة تعتقد أن الكنّة جاءت لتخطف إبنها، لذلك تحاول ضبط صلاحياتها قدر الأمكان، فيقول المثل "إتعبي يا خايبة للغايبة"، وتقول الحماة في المثل "لو كانت فلة بتظل على القلب علة". فالحماة لن تحب كنتها مهما حاولت الكنة إرضاءها كلمات مفتاحية فلسطين التعليقات

مشاركة :