بدأت قصة عشق أهالي منطقة جازان للنباتات العطرية، لتحكي طوال عقود، عبر أبناء المنطقة جيلاً بعد جيل، وأصبح هذا العشق ثقافة يفاخرون بها في جميع مناسباتهم وبكل تظاهرة ثقافية أو اجتماعية وطنية، على غرار المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية. الزائر لقرية جازان يلحظ هذه العلاقة التي تربط أبناء المنطقة والنباتات العطرية التي تزرع بها، وكيف يعيشونها كتراث وثقافة وأسلوب حياة، وذلك عندما يُرى باعة هذه النباتات منتشرين بين أروقة القرية التراثية وجنباتها، الأمر الذي ميزها بالروائح العطرية الجيزانية الفواحة في جميع أركان القرية. ولاقت هذه الميزة إعجاب جماهير الجنادرية، ما جعلها تحظى بإقبال كبير خلال الأيام الماضية من عمر المهرجان. ويأتي نبات الفل على رأس قائمة النباتات العطرية في جازان، مما أسهم في تسميته بسيد النباتات العطرية، متميزاً برائحته العطرية الفواحة، ولونه الأبيض الزاهي، الذي يزين شجره المشابه كثيراً للنخيل، ويكثر خلال موسم نزول الأمطار، وتعارف أبناء المنطقة على وضعه كحلقة على الرأس العصابة، وعلى شكل مسابح في أحيانٍ أخرى الكباشة، في حين يفضّل بعضهم لبسه عقداً على الصدر.