قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سياسة التوسع الإسرائيلية في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ليست في صالح السلام مع الفلسطينيين. جاء ذلك في مقابلة أجراها ترامب مع صحيفة "إسرائيل اليوم" حث فيها الرئيس الأمريكي تل أبيب على "التصرف بعقلانية" في هذه المسألة. وتابع ترامب بالقول "ثمة أراض محدودة الآن. كلما توسعت اسرائيل في بناء المستوطنات قلت الأراضي المتاحة، أنا لا أؤمن بأن التوسع في الاستيطان يخدم عملية السلام. لكننا نختبر كافة الخيارات". ومنذ تنصيب ترامب في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي أعطت حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لبناء 5666 وحدة سكنية في ثلاثة أحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، وأعلنت أنها ستبني 2502 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. ويأتي حوار ترامب الذي نشر بالعبرية في الصحيفة الإسرائيلية قبيل لقائه مع نتنياهو في واشنطن الأسبوع المقبل في أول لقاء بينهما منذ تولي ترامب الرئاسة الشهر الماضي. وكان ترامب قد ألمح خلال حملته الانتخابية إلى أنه سوف يغير سياسات سلفه باراك أوباما وأنه سيكون أكثر تقبلا للمستوطنات الإسرائيلية. وعين ترامب داعما شهيرا للمستوطنات ليكون سفيرا لأمريكا في إسرائيل، كما شارك وفد إسرائيلي في حفل نصيبه. ولم يصدر البيت الأبيض منذ تولي ترامب الرئاسة أي إدانة للمستوطنات على عكس ما كان يحدث في عهد أوباما لكنه كسر صمته الأسبوع الماضي منذ تمرير قانون مثير للجدل بأثر رجعي يشرعن 3800 بيت استيطاني بني على أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ويقول الفلسطينيون إن تلك المناطق استولت عليها اسرائيل بعد حرب عام 1967 وإنها تمثل جزءا من دولتهم المستقلة التي يسعون لإقامتها وهو ما تؤيده الكثير من دول العالم. ويزعم ترامب أنه قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بعد عقود من المفاوضات. وقال ترامب "يجب أن تتحلى إسرائيل بالعقلانية بشأن عملية السلام التي ستنفذ أخيرا بعد عدة سنوات". وأعرب عن أمله في أن يستطيع التوسط في إبرام اتفاق سلام "أشمل" من مجرد التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل. ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية وتشكل عقبة في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتؤدي إلى تشرذم الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. ويعيش أكثر من 600 ألف يهودي في نحو 140 مستوطنة بنيت منذ الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967، وهي أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
مشاركة :