لم تعد قضية تطاير الحصى والصلبوخ تهدد السيارات والمركبات في الشوارع فقط، بل امتدت لتهدد حركة الملاحة في مطار الكويت. ورغم إثارة «الراي» القضية في الثامن من يناير العام الماضي، وصرف ملايين الدنانير لمعالجتها فإن المشكلة تتجدد باستمرار في واجهة الكويت وبوابتها إلى العالم. وفيما لا يزال المدرج الغربي في المطار يخضع للصيانة منذ أكثر من سنة، يتواصل تطاير الحصى والصلبوخ في المدرج الشرقي من دون التوصل إلى حل جذري، رغم عمليات الإصلاح والترقيع الماضية. وكشف مصدر واسع الاطلاع في الإدارة العامة للطيران المدني لـ «الراي» ان «أصل المشكلة يكمن في تردي نوعية الخلطة المستخدمة للاسفلت»، مبيناً ان «جهات عدة مسؤولة عن توريد الخلطة تضم وزارة النفط ووزارة الأشغال والشركات المصنعة وغيرها». وحذر المصدر من ان «مشكلة الأرضيات لا تقتصر فقط على المدرج، بل تشمل جميع ممرات الطائرات التي تعاني أرضياتها من التهالك، فضلاً عن أن مدخلي مواقف الطائرات رقمي 50 و60 يحتويان على كميات كبيرة من الحصى والصلبوخ المتناثر بشكل واضح للعيان». ولفت المصدر إلى انه «رغم اختلاف الآراء الفنية حول سبب المشكلة، فإن غياب الحلول العملية والواقعية لها بات يهدد سلامة الطائرات على مدرج المطار»، موضحاً ان «البعض أرجع سبب المشكلة إلى وجود خلل في خلطة البيتومين التي تعتبر المكون الرئيسي لخلطة الاسفلت، بينما أشاع البعض استخدام ركام وحصى مستعمل في عمليات الرصف، فضلاً عن إلقاء اللوم على الامطار الحمضية التي تُفتت الطبقة الأولية للمدرج». وأشار إلى ان «عملية رفع الحصى أو الفحص اصبحت اليوم صعبة بسبب الضغط الكبير في حركة اقلاع وهبوط الطائرات نتيجة وجود مدرج واحد فقط»، مبيناً أن «عمليات الفحص التي كانت تتم يومياً في السابق تقلصت إلى كل يومين ووصلت حالياً إلى مرة واحدة اسبوعياً».
مشاركة :