واشنطن - وكالات- رفض رئيس النظام السوري بشار الاسد اقتراح الرئيس الاميركي دونالد ترامب إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل سورية، لكنه رحب بالتعاون مع الجيش الأميركي شرط التنسيق مع نظامه. وقال في مقابلة مع موقع «ياهو نيوز» الاخباري، نشرت امس، «إن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن وعندما لا يكون هناك إرهابيون وتدفق ودعم لهم من قبل الدول المجاورة والدول الغربية وعندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا». واعتبر أن «الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار»، وأن «المناطق الآمنة ليست فكرة واقعية على الإطلاق». وأعلن الأسد أنه يرحب بالقوات الأميركية في سورية لمحاربة تنظيم «داعش» شرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وتعترف بسيادة حكومته، قائلاً «إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية». وفي محاولة للتماهي مع مواقف ترامب المعادية للاجئين، قال الأسد ان «ارهابيين» ينشطون بين ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب. وردا على سؤال عن كلام الرئيس الاميركي عن وجود ارهابيين بين اللاجئين، قال الاسد «بالتأكيد، يمكنك أن تجد ذلك على الانترنت، يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات، صورا لأولئك الإرهابيين في سورية يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموما، نعم، هذا صحيح». وتعليقاً على الحظر الأميركي على دخول مواطنين من سبع دول ذات غالبية سكانية مسلمة، في مقدمها سورية واللاجئين القادمين منها، اعتبر الأسد أن «لكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها»، مضيفاً «إذا سألتني كرئيس.. كمسؤول في الدولة السورية.. فإن مسؤوليتي ليست في أن أطلب من أي رئيس أن يسمح للسوريين بأن يدخلوا بلده ويصبحوا لاجئين فيه.. مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سورية ليجدوا ملاذا في بلدهم.. وبالتالي لن أناقش ما إذا كان هذا صحيحا أو خاطئاً فهذه قضية أميركية». من جهة أخرى، أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أن هناك اتفاقا مع الهيئة العليا للمفاوضات وفصائل المعارضة المسلحة على تشكيل الوفد المفاوض إلى جنيف. وأوضح عضو الهيئة السياسية أسامة تلجو، في تصريح نشره الموقع الالكتروني للائتلاف، أن القوى الثلاثة حريصة على وضع أسماء شخصيات قادرة على انتزاع حقوق الشعب السوري من «النظام الديكتاتوري». وأضاف ان «القوى الحقيقية للمعارضة السورية متفقة على تشكيل الوفد، ووضع أسماء ذات كفاءة وخبرة في المفاوضات، وقادرة على تحقيق مطالب الشعب السوري خلال مفاوضات جنيف الشائكة». ومن المقرر أن تنطلق الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في 20 فبراير الجاري، وسيشارك فيها للمرة الأولى ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة. وفي إطار التحضير للمفاوضات، بدأت المعارضة السورية اجتماعاً في الرياض يستمر يومين لحسم مسألة الوفد المشارك، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة. وقال رئيس وفد الفصائل السورية في محادثات أستانة القيادي محمد علوش، في تصريحات مساء أول من أمس، أن الاجتماع الموسع يضم وفد الأستانة والهيئة العليا للمفاوضات. ميدانياً، حققت جماعة «جند الأقصى»، وهي جماعة متشددة، مكاسب سريعة على حساب فصائل أكثر اعتدالاً في شمال محافظة حماة وجنوب محافظة إدلب في الأيام الماضية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «جند الأقصى» المرتبطة بـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) استولت أخيراً على أسلحة وقواعد من جماعات تنشط تحت لواء «الجيش السوري الحر» واعتقلت عشرات المقاتلين. جاء ذلك على وقع تهديد هاشم الشيخ القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام» التي تشكلت الشهر الماضي بين «جبهة فتح الشام» وفصائل أخرى، بتصعيد الهجمات ضد جيش النظام وحلفائه. وقال الشيخ، في أول حديث مصور بالفيديو له، مساء أول من أمس، إن التجمع الجديد يسعى إلى «تحرير كافة الأراضي السورية وإلى الحفاظ على وحدتها وعلى هوية شعبها المسلم». وفي تطور لافت، تدخلت روسيا لوقف اشتباك بين قوات النظام وقوات المعارضة المدعومة من تركيا في محيط مدينة الباب بريف حلب شمال سورية. وذكرت مصادر من الطرفين، أمس، أن التدخل الروسي للتهدئة جاء اثر اشتباك بين قوات النظام والمعارضة، أول من أمس، في قرية جنوب غربي مدينة الباب. وقال مسؤول في الميليشيات الحليفة للنظام «تدخل الروس وضبطوا الوضع» لمنع تصاعد الاشتباكات، وهو ما أكده مسؤول في المعارضة، مضيفاً ان «هذا الحادث كله بدا وكأنه اختبار». وقرب دمشق، قصف طيران النظام مواقع المعارضة في حي جوبر وبلدة عربين في الغوطة الشرقية. في سياق متصل، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس، ان الطيارين الروس الذين قصفوا موقعا للقوات التركية في مدينة الباب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك خطأ، «تصرفوا وفقا لإحداثيات زودهم بها الجانب التركي». ولفت الى ان كبار المسؤولين العسكريين الروس والاتراك اتفقوا، بعد الحادث، على تطوير آليات التنسيق للحيلولة دون وقوع مثل هذا الاخطاء.
مشاركة :