يعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بمنزلة لمحة أولى عن كيفية ممارسة قطب العقارات السابق الدبلوماسية خلال فترة رئاسته الحالية التي تستمر أربعة أعوام.فبعد اجتماع في المكتب البيضاوي وعقد مؤتمر صحفي مشترك ومأدبة غداء عمل في البيت الأبيض، يتوجه ترمب وآبي إلى بالم بيتش في فلوريدا ليقضيا بعض الوقت في "مار آلاجو"، المنتجع الشخصي للرئيس الأمريكي، ومن المقرر أن يلعب ترمب وآبي الجولف اليوم في ملعب قريب يملكه الرئيس.وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض للصحفيين مشترطا ألا يتم الكشف عن اسمه، أن اجتماع آبي مع ترمب الذي يأتي في وقت مبكر من بدء رئاسته يوضح مدى الأهمية التي يوليها الرئيس الأمريكي لتلك العلاقة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.وكان آبي هو أول قائد لدولة أجنبية يلتقي ترمب عندما كان رئيسا منتخبا في مانهاتن بعد أيام فقط من انتخابات التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر)، وسيكون ثاني زعيم يزور البيت الأبيض بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي زارت ترمب في السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير)، وقبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو المقررة الأسبوع الحالي.وأضاف المسؤول أن "الرئيس ترمب يعتقد أن عليه التعرف أكثر على القادة الذين سيقضي كثيرا من الوقت في التعامل معهم"، مشيرا إلى أن ترمب يعتقد أنه يمكنه التعرف أكثر على الناس في أماكن غير رسمية، متوقعا لقاءات مشابهة خارج واشنطن مع قادة زائرين من وقت إلى آخر.ويحاول آبي القيام بمقاربة على صعيد شخصي بعد أن شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان توترا إثر رفض ترمب اتفاقية الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ، ورغبة الرئيس الأمريكي في إعادة النظر في الالتزامات الدفاعية القائمة منذ زمن.ولزيارة آبي أصداء في التاريخ، فقد سبق لجده رئيس الوزراء نوبوسوكي كيشي أن لعب الجولف مع الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور، وقال ترمب في مقابلة إذاعية أخيرا "رياضة الجولف تسمح لك بمعرفة الأشخاص بشكل أفضل مما لو كان اللقاء على طاولة غداء".لكن الهدف من اللقاء سيكون خصوصا اختبار ما إذا كانت مقاربة رجال الأعمال التي ينتهجها ترمب في الدبلوماسية يمكن أن تنجح في هذا المجال الذي له قواعده.ومن المتوقع أن يقترح آبي استحداث ألاف الوظائف في الولايات المتحدة من خلال مشاريع خطوط قطارات فائقة السرعة، إضافة إلى استثمارات نقدية بمليارات خاصة من شركات يابانية.وفي مقابل هذه المبادرات، يأمل آبي أن يلتزم ترمب بالمعاهدات الدفاعية والتجارية الثنائية القائمة، فالبيت الأبيض يدرس حاليا مشاريع لزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الاستيراد، ما سيكون له وقع كبير على المصانع اليابانية.وذكر آبي أمام الصحفيين قبل مغادرته مطار طوكيو "أريد أن أعقد قمة، توجه رسالة بأن التحالف الأمريكي الياباني سيتعزز أكثر مع الرئيس ترمب. وسنعمل معا على تنمية اقتصاد البلدين أكثر بالاستناد إلى قواعد التجارة الحرة والعادلة". من جهته، يركز ترمب على رغبته في التغيير وعزمه على نقض الاتفاقات والعلاقات القائمة رافعا شعار: "أمريكا أولا"، وتشجع سياسة ترمب الشركات اليابانية إلى التفكير في إقامة منشآت لها داخل الولايات المتحدة. ومن بين هذه المجموعات اليابانية شركة "شارب" التي باتت تملكها التايوانية "هون هاي/فوكسكون" التى صرح مسؤولوها للصحفيين بأنهم يدرسون بناء مصنع للشاشات الإلكترونية على الأراضي الأمريكية.وهاجم ترمب مرات عدة الأسبوع الماضي الشركات التي تنتج في المكسيك وتصدر إلى الولايات المتحدة، وذكر بالاسم مجموعات أمريكية ومجموعة "تويوتا" اليابانية. Image: category: عالمية Author: الاقتصادية من الرياض publication date: السبت, فبراير 11, 2017 - 19:55
مشاركة :