لم يمر وقت طويل منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2012، عندما أقيل المدرب الأرجنيتني ماوريسيو بيليجرينو من منصب المدير الفني لفالنسيا الإسباني، حتى عاد المدرب المخضرم بعد أكثر من أربع سنوات بقليل ليثأر لنفسه، ويقود نادي ألافيس المتواضع إلى نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا للمرة الأولى في تاريخه. وقال المدرب الأرجنتيني، عقب تأهله مع ألافيس إلى نهائي كأس ملك إسبانيا: هذا الفوز بمثابة هدية تقديراً للاحترافية. وفاز ألافيس في مدينة فيتوريا الإسبانية على سيلتا فيجو بهدف دون رد في إياب الدور قبل النهائي للبطولة، ليعبر إلى المباراة النهائية لملاقاة برشلونة. ابتسم الحظ أخيراً لبيليجرينو، بعد أن مر بالعديد من التجارب المريرة في الماضي، وخاصة مع فالنسيا، الذي كان لاعباً مميزاً بين صفوفه، قبل أن يمنحه هذا النادي فرصة للعمل كمدرب. بيد أن مغامرته التدريبية لم تكن موفقة بالشكل المطلوب، وتمت إقالته من منصبه بعد أشهر قليلة، ليرحل تعيساً والدموع تملأ عينيه ويسيطر عليه إحساس كبير بالإخفاق والفشل. ولم يصادف التوفيق أيضاً بيليجرينو البالغ من العمر 45 عاماً في تجربته التدريبية الثانية مع نادي استوديانتيس الأرجنيتني، قبل أن يحقق نجاحاً معقولاً مع نادي أرجنيتني آخر (اندبيندينتي)، ولكن نجاحه الحقيقي كمدرب محترف لم يلبث إلا أن يتحقق الآن مع نادي ألافيس المتواضع. وكان بيليجرينو يحتاج إلى أن يثأر لنفسه، بعد تجربته المريرة في فالنسيا، ليثبت لنفسه أنه جدير بالعمل كمدير فني في الدوري الإسباني. واختار بيليجرينو الرهان الأصعب بتولي مسؤولية أحد الفرق الصاعدة حديثاً، والتي تهدف فقط إلى البقاء في دوري الأضواء، حتى لو تحقق هذا الأمر في الجولة الأخيرة، ولكنه ورغم قناعته هذه حقق ما هو أهم ووصل إلى أقصى ما يمكن أن يحلم به أي فريق من هذه الفئة. ويقدم ألافيس موسماً استثنائياً مع مجموعة من اللاعبين تبلغ قيمتهم السوقية 49 مليون يورو (52 مليون دولار)، حيث يحتل المركز الثاني عشر في الدوري الإسباني برصيد 14 نقطة، بعيداً عن مناطق الهبوط، ليضمن نظرياً البقاء مع الكبار في الموسم المقبل. وتزين ملعب مينديزوروزا، معقل ألافيس، ليعيش مع فريقه ليلة تاريخية بعد عبوره إلى نهائي الكأس إثر تغلبه بهدف دون رد على سيلتا فيجو. وأرجع بيليجرينو الفضل في هذا الإنجاز للاعبين وقال بنبرة متواضعة: اللاعبون هم أصحاب الفضل، إلا أن ألافيس، الذي يمكن تصنيفه على أنه نادي النجم الواحد، هو فريق يحمل بصمة مدربه في العديد من الوجوه الفنية مثل قدرته الدفاعية الضخمة والنظام والتناغم الكبيرين بين خطوطه، ودراسة الخصوم، وقبل كل هذا رغبته في المنافسة. ولم يحتاج النادي، الذي يقع مقره في إقليم الباسك الإسباني، إلى وقت طويل لكي يثبت أن عودته للتألق في الكرة الإسبانية، أمر لا مفر منه وأنه يسير نحو هذا الهدف بخطى ثابتة، حيث نجح في الجولة الأولى من الدوري الإسباني في التعادل 1 - 1 مع أتلتيكو مدريد، على ملعب الأخير. وعاد ألافيس مرة أخرى أمام أتلتيكو مدريد ليدلل على أنه يقدم كرة حديثة وتعادل معه في مباراة الدور الثاني بدون أهداف في 28 يناير الماضي، ولكنه أطلق صيحته التحذيرية الكبرى على ملعب الكامب نو، عندما فاز على برشلونة 2 -1. ولعب بيليجرينو بين صفوف ألافيس في الفترة الأخيرة من حياته الكروية، واختتم مسيرته بين جدرانه، وها هو الآن يحقق معه إنجازات في عالم التدريب، بعد أن منحه هذا النادي فرصة ليشعر بأنه مدرب له قيمته الكبيرة، ويحمل الجماهير على نسيان حقبته المخيبة للآمال مع فالنسيا.
مشاركة :