مشعل بن عبد الله في قلب الحدث «تعظيم سلام» !

  • 4/16/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

كان الاسبوع الماضي اسبوعا تراجيديا.. ضرب اهالي جدة في الصميم.. حقيقة اذا كان معظم النار من مستصغر الشرر.. فان هذا الهلع والفزع الذي اصاب الناس.. والذي ما كان له ان يكون لولا ان وجد التربة الصالحة.. اكاد ابلغ من الياس اعلى درجاته ومن القنوط منتهاه.. ولعل ذلك مرده الى اننا اترفنا حتى نسينا قواعد الحياة.. التي هي تبدأ من الولادة وتنتهي عند الوفاة.. وبين ذلك احداث وصور من المعاناة قد تكون موجعة واليمة وقد لا تخلو من لحظات السعادة والنشوة. الإعلام الحاضر الغائب لعل حجة اي مسئول هو القاء اللوم دائما على الاعلام وانه يجسد الحدث ويكبر الصغير ويؤزمه في اثارة من شأنها ان تكون لها تداعيات وخاصة عند من حظوظهم من الوعي والثقافة والدراية دون مستوى القدرة على التمييز او الارتكاز على قاعدة ايمانية تمتلك القدرة على الفرز والتمييز بين الغث والسمين.. وفي يقيني ان الاعلام ليس بالضرورة مسئولا ان يمكيج الواقع ويدوكره حتى يخرجه من صورته الحقيقية الى صورة افلاطونية وان كان هناك من يتسرعون في نقل الاخبار والنفخ فيها حتى تكون فقاعات تتطاير في الهواء. الوضوح والشفافية في هذه الامور اود من باب الحقيقة واقرار الواقع ان اشير الى الجهد الكبير الذى بذله سمو محافظ جدة الامير مشعل بن ماجد والدكتور سامي باداوود مسئول الصحة في مدينة جدة والدكتور طه عدنان سمان مدير مستشفى الملك فهد.. ان هذا المستشفى (الغابة المتشابكة) مستشفى كبير وينهض باعباء كبيرة.. كان الله في عون من يديره وفي عون كل المخلصين في اداء عملهم من الاطباء والاجهزة الفنية المعاونة. مشعل بن عبد الله في قلب الحدث.. تعظيم سلام ضرب مشعل بن عبدالله المثل الاعلى للقيادي الفذ الذي يواجه الحدث في مهده وجها لوجه لا ان يكل الى من يقوم بالنيابة عنه وخاصة في حدث كهذا الذي صعق الناس وفاجأ الجميع بتداعياته الكثيرة والمتسارعة مما اثار الرعب والخوف.. وكانت فرصة ثمينة لأولئك المتربصين المتعطشين دوما للظهور على السطح ولو كلفهم هذا السقوط في قرار الخيانة.. اذ انهم يمارسون السادية وإثارة المشاعر.. فهم يجدون لذة لا تدانيها لذة وخاصة في ظل سيادة الوسائط الاجتماعية ومن يتعاطاها في شهوة بوهيمية لا تقيم وزنا للدين او القيم الأخلاقية لتسري الشائعات على ألسنتهم وتتطاير فقعاتها كالشرر المتطاير. وهكذا وجه امير منطقة مكة صفعة لأولئك.. كانت بحق ضربة معلم لم يتوان او يسوف إنما اقدم في شجاعة وبطولية واقتحم وزار مستشفى الملك فهد مسرح الحدث.. شبح البعبع الجديد كورونا.. وتحدى الجميع والرائع انه لم يمهل الموتورين أعداء المجتمع بل باغت الجميع بالزيارة.. وإمعانا في الثقة وليدلل بالبرهان العملي ان الوضع في مجمله وفي الحقيقة لا يصل الى ذلك المعدل الذي ترك اثاره السلبية عند الكثيرين. استطاع امير مكة الشهم النبيل ان يجسد فلسفته في الإدارة وتقدم الجميع متصالحا مع نفسه ووطنه.. فكان ان أرسل تطميناته.. وعجبي فالامير لم يمارس حقا مشروعا له اعني ارتداء الكمامة الواقية في حالة إيمانية كان لها مغزاها وقد عانقت مضامينها قلوب المواطنين. محمد عارف الرمز الذى فقدته رابغ الاسبوع الماضي نعت رابغ ابنا من ابنائها البررة من اولئك الذين حملوا مشاعل النور والعلم والتعليم.. الاستاذ محمد احمد عارف.. الذي نقش في اذهان الصغار معاني العلم والاخلاق الحميدة وفتح امامهم افاقا واسعة حتى ان منهم اليوم من تسنم مناصب عليا في الدولة.. ومنهم رجال الاعمال وهذا هو ديدن المعلمين الذين يغرسون اشجار المعرفة ليتفيأ ظلالها ابناؤهم.. رحل المعلم الكبير وترك في الاذهان علما وفي القلوب رنة حزن وأسى. أم عارف معلمة القرآن في الدور واذا كان الشيء بالشيء يذكر فان جدة فقيدنا الراحل كانت هي الاخرى معلمة للقرآن.. وكانت تلقن تلميذاتها القرآن ومعانيه الكريمة.. وسكن في كل منزل فضل هذه الشيخة.. وهكذا هم المعلمون ورثة الانبياء.. فالشكر لها ولحفيدها يرحمهما الله.. ولكل من مارس هذه المهنة العظيمة.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

مشاركة :