بعد أن تحدث لنا عن بداياته الفنية كيف كانت وعن النحت السعودي كيف يراه وعن فلسفته في أعماله الفنية يؤكد لنا النحات السعودي سلطان عسيري أن فن النحت أصعب الفنون وأخطرها، وأن فن النحت لا يلقى الدعم الإعلامي بعكس المطرب والشاعر كل هذا والعديد من المسائل في هذا الحوار إليكم. تحدث لنا عن مراحلك الأولى التي تفتحت بها موهبتك الفنية وكيف اكتشفت أن في داخلك نحاتاً أو رساماً؟ ومن الذي قادك إلى هذا الفضاء الإبداعي؟ - بدايتي كانت منذو الصغر والموهبة فضل من الله وفي فترة المرحلة الابتدائية درست علي يد الأستاذ والفنان هاشم مهنا - رحمه الله- وهو من صقل موهبتي وتعلمنا منه المدارس الفنية في تلك السن المبكرة واعتبر أنه من قادني إلى فضاء الإبداع وساهمنا معه بمعرض فني للمدرسة كان مميزاً وناجحاً وتعلمنا منه أشياء لم نكن نعرفها بالسابق تعلمنا الشغل بالصلصال والجبس والخشب ومن هنا احترفت النحت وكان البداية مع خامة الخشب ثم الحجر وهذه البدايات. كيف ترى وتقيم فن النحت السعودي؟ ومن هم أشهر النحاتين السعوديين؟ - النحت في المملكة يبشر بالخير ولكن هو من الفنون المظلومة والمهضومة إعلامياً إذا كان الفن التشكيلي ما زال مغيباً عن جميع الفنون فالنحت لم يأخذ حقه في الوجود فتجدهم يهتمون بالتصوير وباقي الفنون كالرقمية والمفاهمية والنحت يحضر على استحياء رغم ذلك بدأ يفرض نفسه على الساحة ومن أشهر الفنانين الفنان ضياء عزيز وأعماله أعتبرها عالمية ومن بعده الفنان محمد الثقفي الذي ابتكر طريقة في النحت وأضاف إليها بعض الوسائط التي ميزت تجربته وأخرج لنا أعمالاً راقية جداً ويوجد لدينا الفنان علي الطخيس وعصام جميل وفهد الأزوري وحمدان القارزي وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم لكن النحت بالمملكة يبشر بالخير. هل بالفعل النحت أصعب الفنون؟ - نعم أصعب وأخطر الفنون لأننا نتعامل مع مادة صلبة وبأدوات كهربائية خطيرة ومن هنا تأتي الصعوبة. ما المادة التي تفضل أن تنجز منها منحوتاتك ولماذا؟ - المادة التي أفضلها الصخر الصلب مثل الجرانيت لأنه لا ينكسر بسهولة وكلما كان الصخر صلباً كان هناك تمكن من الإنتاج لأن بعض المواد كالرخام قابلة للكسر وقد ينكسر العمل في الأخير وهذا ما يسبب لنا إحباطاً وكذلك تستهويني خامة الخشب ولقد أقمت معرض خاص بخامة الخشب فيه أكثر من خمسين عمل لقاء نجاح كبير. هل تعمل بالأدوات التقليدية كالمطرقة وغيرها أم تستخدم أدوات حديثة؟ - الأدوات المستخدمة في النحت تبدأ من المطرقة والأزاميل وكذلك الأدوات الكهربائية الحديثة التي تسهل لنا سرعة إنجاز الأعمال والنحاتين استفادوا من التقنيات الحديثة كما أسلفت سابقاً لأنها تنجز الأعمال بسرعة وبدقة احترافية. كيف تفكر بالعمل الفني؟ وما اللحظة الحرجة في الإبداع برأيك؟ - العمل يبدأ بفكرة ويتم تدوينها ثم نبدأ في التنفيذ وقد تتغير الفكرة أثناء العمل وقد تأتي فكرة جديدة لعمل آخر أثناء العمل وكل إنتاجنا ينتمي للمدرسة التجريدية فنحن نوصل الفكرة بطريقة الإيحاء ولا نجسم الأرواح أما اللحظة الحرجة في الإبداع هي عندما تتعب في عمل وينكسر في الأخير ويذهب جهدك أدراج الرياح وتصاب بإحباط. ما فلسفتك تجاه أي عمل فني؟ وماذا تعني لك أي لوحة ترسمها أو منحوتة تنحتها؟ - الحمد لله أنا لي هدف في جميع أعمالي هو إبراز الأعمال التي تظهر عروبتنا وإسلاميتنا فلدينا مخزون قوي وجميل ومشرف والحضارات الإسلامية أكبر شاهد على الإبداعات في كل المجالات فلماذا نقلد الغرب وعندنا هذا الإرث الكبير والكنوز الثمينة من الإبدعات لذلك تلاحظ أن أعمالي تسير في هذا النهج والحمد لله أنني تميزت بهذا الشيء، وبخصوص ماذا تعني لي أعمالي فأنا أعتبرها مثل أبنائي أفرح بها وأتشرف بما أنجزت لأنها تعتبر شاهدة لي في رسالتي الفنية. لماذا لا يوجد نحاتون نجوم على غرار المطربين والممثلين؟ - يوجد لدينا فنانين ولكن الفن التشكيلي هو مظلوم بعكس الفنون الأخرى فتجد الشاعر له نجومية والأديب كذلك والفن التشكيلي آخر الركب والسبب هو الإعلام والمتلقي والفنانون أنفسهم، عندما دخلت المحسوبية والأنانية والمحاباة ساعدت على توسيع الفجوة وتحجيم التشكيل. حدثنا عن مشروعك الفني القادم؟ مشروعي القادم بمشيئة الله تقدمنا بأوراق لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بفكرة إقامة ملتقى دولي للنحت بقرية المفتاحة التشكيلية بأبها واقترحنا أن يكون الملتقى دولياً وسنوياً وننتظر موافقة الأمير وأنا واثق من موافقته وقد تم عمل دراسة كاملة في سبيل إنجاحه ونسأل الله أن يوفقنا في ذلك.
مشاركة :