منصات الاستماع الالكتروني جرعة دعم لقطاع الموسيقى في ظل النمو الكبير الذي يشهده للمرة الاولى منذ ظهور الانترنت. هيمنة البث التدفقي وفي الولايات المتحدة، اكبر سوق عالمية للموسيقى، سجلت الاشتراكات في خدمات البث التدفقي ازديادا بنسبة فاقت الضعف في 2016 بحسب شركة "باز انغل ميوزيك". وبالنسبة للاري ميلر مدير برنامج الاقتصاد الموسيقي في جامعة نيويورك فإن الانعطاف الذي سجلته هيئة "ريكوردينغ اكاديمي" القائمة على جوائز غرامي والتي تتسم عادة بطابع محافظ، من شأنه التشجيع على تقديم مزيد من الاعمال الحصرية عبر خدمات البث التدفقي. وقال "هذا الامر يمثل على الارجح احد اهم الاحداث على صعيد تثبيت بروز ان لم نقل هيمنة البث التدفقي كطريقة لايجاد الموسيقى او سماعها". وقد عرفت الالبومات الثلاثة الاكثر مبيعا في الولايات المتحدة، وكلها مشاركة في المنافسة على جائزة افضل البوم، استراتيجيات توزيع مختلفة. ونشرت بيونسيه الاكثر ترشيحا هذا العام مع تسع فئات، في نهاية ابريل/نيسان البومها غير المتوقع "ليمونايد" عبر منصة "تايدل" للبث التدفقي المملوكة لزوجها جاي زي. وفي اليوم التالي، بدأ بيع الالبوم عبر متجر "آي تيونز" الالكتروني التابع لمجموعة "آبل" ثم طرح في الاسبوعين التاليين للبيع في الاسواق على شكل اقراص مدمجة. لكن العمل لم يطرح للاستماع عبر شركات منافسة لـ"تايدل". كذلك طرح البوم "فيوز" لمغني الراب الكندي درايك بشكل حصري لمدة اسبوعين عبر خدمات "آبل" (البث التدفقي والمتجر الالكتروني)، في ضربة موفقة بالنسبة للشركة العملاقة في اطار مسعاها للترويج لخدمتها للبث التدفقي. وفي وقت لاحق طرح العمل عبر المنصات المنافسة وعلى شكل اقراص مدمجة واقراص فينيل. في المقابل، امتنعت النجمة البريطانية اديل عن إتاحة البومها "25" على منصات البث التدفقي خلال الاشهر السبعة الاولى التي تلت طرحه، فقد آثرت هذه المغنية وهي من الاكثر بيعا للالبومات في القرن الحالي طرح مجموعتها الموسيقية بالاشكال الثلاثة التقليدية اي الاقراص المدمجة واقراص الفينيل والتحميل الالكتروني. وبحسب ميلر فإن هذه السياسة تعتبر الاكثر منطقية بالنسبة لمغنية بهذا القدر من الشهرة لكنها "استراتيجية نشر لا يمكن اعتمادها سوى من حفنة من الفنانين". انتقادات لاذعة ولم تلق خدمات البث التدفقي استحسانا كبيرا لدى جميع الفنانين. فقد اظهرت مغنية البوب الاميركية تايلور سويفت مقاومة لهذا المنحى وجعلت نفسها رأس حربة في مواجهة "سبوتيفاي" بحجة أن الشركة السويدية لا تدفع ما يكفي من المبالغ المالية المتوجبة عليها كحقوق للفنانين الذين تبث اغنياتهم عبر خدمتها. وقد قامت في نهاية المطاف بطرح البومها "1989" عبر خدمة "آبل" للبث التدفقي بفعل المردود المالي الاكبر. واحترم نجم الهيب هوب فرانك اوشن موجبات عقده مع شركة انتاج اعماله مع نشر البوم بصري بعنوان "اندليس" بشكل حصري عبر "آبل ميوزيك". لكنه نشر في اليوم التالي بشكل مستقل البومه المنتظر الثاني "بلوند". وهذه الخطوة الشجاعة بحسب وسائل الاعلام اثارت سخط رئيس "يونيفرسال" اكبر شركة انتاج للالبومات الموسيقية. وأثار مغني الراب كانييه ويست من ناحيته المرشح لنيل ثماني جوائز غرامي، ضجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير/شباط 2015 من خلال طرح البومه الجديد ومجموعته للالبسة الجاهزة في اسبوع الموضة في نيويورك بشكل متزامن. وقد كان الالبوم "ذي لايف اوف بابلو" الذي تم بثه لاحقا على منصات اخرى، اول البوم في تاريخ الموسيقى يتصدر تصنيف "بيلبورد 200" الاسبوعي لافضل مئتي البوم لناحية المبيعات بعد بثه حصرا عبر خدمات البث التدفقي. وأحد اكثر المنتقدين لخدمات البث التدفقي كان اسطورة البوب الراحل برينس الذي سمح لشركة "تايدل" ببث اعمال البوميه الاخيرين فقط.
مشاركة :