صدى / علم النفس الإيجابي... وقاية وعلاج - ثقافة

  • 2/12/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحدث التقدم التكنولوجي في الحياة المعاصرة وفي مختلف المجالات ثورة معرفية حيث نشطت حركة البحث العلمي في مناحي متعددة أهمها التطورات في علم النفس، الذي صار كغيره من العلوم يدخل في تخصصات كثيرة، بغية التوصل إلى أفضل النتائج، ولم يعد هذا العلم كما هو متعارف عليه سابقاً عندما يتحدث الناس في ما بينهم عنه، وأصبحت نظريات اتخاذ القرار تتحكم بها عوامل نفسية تتطلب الخوض في أعماقها لمعرفة أسباب تصرف الشخص السوي أو الخبير في مجاله بالطريقة الانفعالية غير المبررة. إن المجتمعات المتقدمة باتت تعتمد كلياً على علماء النفس وما يمكن لهم أن يقدموا ما يخدم مجتمعاتهم بصورة خاصة والمجتمعات الأخرى بصورة عامة. وكحركة علمية منظمة في علم النفس. نشأ علم النفس الإيجابي في العام 1998، حيث بدأ حركة تطورت من التفكير الإيجابي إلى علم نفس إيجابي على يد عالم النفس الأميركي مارتن سيلغمان رئيس جمعية أطباء النفس الأميركيين وصاحب المبادرة الواضحة التي سطرت خطّاً واضحاً ونداءً مسموعاً، وأصبح علمه أحد التخصصات النشطة، ومجالاً بحثياً معترفاً به، بل مقدراً في الوقت نفسه، بوصفه يزود مجال علم النفس الاجتماعي، علم النفس الإكلينيكي، وعلم النفس العام بمدخل دراسة وتحليل مثمر ومفيد جداً. وفي عام 2003 تأسس مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا ليجسد بؤرة للمشاريع التعليمية والبحثية وقد ساهم في دعم المركز الأفراد والمؤسسات من مختلف دول العالم. وشهد علم النفس الإيجابي الذي هو فرع ناشئ وحديث من علم النفس المعاصر، انتشاراً متزايداً وتطبيقات فاعلة في العديد من مجالات الحياة، وهو مدخل وبوابة لاستعادة التوازن وتصحيح المسار ومنهج في الوقاية والعلاج، له جذور وروابط مع المدرسة الإنسانية التي تؤمن بقوة الإنسان ورقي ذاته، ونشأ هذا الفرع كردٍّ على المبالغة في التركيز على أوجه الاضطرابات النفسية والعقلية، خصوصاً في علم النفس المرضي الذي حوّل علم النفس عموماً في أذهان الناس، إلى مرادف لما هو غير طبيعي وغير سوي، مع تجاهل أوجه القوة والعافية وطاقات النماء والانطلاق. علم النفس الإيجابي علم منظم قائم على الأساليب والطرق العلمية يركز على أوجه القوة لدى الأفراد والمجتمعات، وعلى كل ما هو إيجابي، ويسعى لزيادته وتطوره بدلاً من الإصلاح أو العلاج فقط، وتتمثل أطروحته الرئيسة في مجابهة هيمنة أطروحات علم النفس التقليدي على علم النفس، من خلال التركيز على الإيجابيات وتنمية جوانب القدرة والفاعلية الذاتية والجماعية في الحياة. ذلك أن علاج المرض، لا يؤدي بالضرورة إلى التغلّب عليه، بل إن المطلوب هو كشف الإمكانات الإيجابية والطاقات الحية واستثمارها في بناء نوعية حياة جديدة بالعيش. فمبدؤه الأساس زيادة مقياس الرضا عن الحياة بدلاً من المساعدة على التخلص من العيوب والسلبيات. بينما علم النفس التقليدي يركز على المرض النفسي وكيفية معالجته، وهو بذلك يشكل اتجاهاً مكملاً لعلم النفس التقليدي وليس بديلاً له، بالتركيز على المميزات والسمات الإيجابية باعتبار ذلك التركيز الإيجابي هو الأهم والأولى. إن علم النفس الإيجابي هو دعوة إلى الخروج من حالات العطالة والاستسلام، ووسيلة علمية للابتعاد عن مصاحبة المحبطين. والعمل على اكتشاف الإمكانات والفرص، بدل الاستسلام لمشاعر فقدان الأمل، فبتغيير التفكير والتركيز تتغير الحياة بالكامل، إنه التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية وتفعيل الطاقات الإيجابية الكامنة، وتحقيق الازدهار الإنساني. * كاتبة كويتية Suhaila.g.h@hotmail.com suhaila.g.h suhailagh1

مشاركة :