أكد نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المؤسسية في سوق «دبي الحرة» مدير بطولة سوق دبي الحرة للتنس، صلاح تهلك، أن إجمالي الكلفة المالية لاستضافة «تنس دبي» منذ ولادتها عام 1993، وصولاً إلى نسختها الخامسة والعشرين التي تنطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري، بلغ ربع مليار دولار، مشيراً إلى أن البطولة، التي تحتفل باليوبيل الفضي، نجحت في فرض مكانتها على الساحة الدولية، منها انتزاع الفوز في 11 مناسبة كأفضل بطولات الاتحاد الدولي على صعيد الـ500 نقطة. وقال تهلك لـ«الإمارات اليوم» إن: «الجوائز المالية السخية للبطولة، بجانب الجهود المبذولة من قبل اللجنة المنظمة في كل نسخة، ضمن السعي للحفاظ على مكانة البطولة كأفضل البطولات في فئتها، كانت وراء ارتفاع الكلفة المالية للنسخة الواحدة إلى نحو 10 ملايين دولار، وبالتالي بلوغ إجمالي الاستضافة على مدار 25 عاماً ربع مليار دولار». وأوضح تهلك أن «اختيار كبار نجوم اللعبة بحجم السويسري روجيه فيدرر، والصربي نوفاك ديوكوفيتش، وغيرهما من المصنفين الأوائل عالمياً الذين سبق لهم المشاركة، يؤكد أن تنس دبي هي الأفضل عالمياً، ما يزيد من عبء المسؤولية نحو بذل مجهود مضاعف مع كل نسخة، بهدف الحفاظ على مكانة البطولة». وتعد «تنس دبي» إحدى أبرز بطولات الـ500 نقطة على المستوى العالمي، ونجحت على مدار ربع قرن في استقطاب كبار نجوم اللعبة، بحجم الأميركي أندريه أغاسي، والألماني بوريس بيكر، والكرواتي غروان إيفانيسيفيتش، والأميركي أندي روديك، وصولاً للإسباني رافائيل نادال بطل نسخة 2006، والصربي نوفاك ديوكوفيتش المتوج بألقاب 2009-2010-2011-2013، والأسطورة السويسري روجيه فيدرر الساعي في نسخة 2017 لحصد لقبه الثامن، وانتهاءً بالمصنف الأول عالمياً وحامل ذهبية أولمبياد البرازيل البريطاني اندي موريه الساعي الأسبوع المقبل لاستهلال مسيرة لقبه الأول في دبي، في مسيرة حافلة رافقها تهلك. وتالياً نص الحوار مع مدير بطولات تنس دبي صلاح تهلك: ■بدايةً حدثنا عن المراحل الأولى للبطولة. - المشاركة العربية في البطولة كانت مميزة في بعض الفترات. - أتوقع منافسة قوية على اللقب خصوصاً من قبل فيدرر. - لا توجد منافسة مباشرة أو غير مباشرة بين بطولتي دبي والدوحة. - نسعى دائماً إلى توجيه بطاقات الدعوة للاعبين المحليين. ■■ الترويج لدبي كان الهدف من إنشاء البطولة، لتأتي البداية مع نسخة 1993 التي أقيمت على الملاعب المكشوفة في نادي دبي للطيران، وحرصنا خلالها على بناء مدرجات مؤقتة تتسع لـ4000 متفرج، ومع نجاح ضربة البداية توجهنا لاحقاً إلى بناء الاستاد الحالي، الذي خضع مراراً لعمليات تطويرية خاصة على صعيد زيادة السعة الجماهيرية. ■من هو النجم المفضل في «تنس دبي»؟ ■■ نجوم كبار رافقوا تاريخ البطولة، إلا أن النجم الأكثر تحبباً لتنس دبي يبقى السويسري روجيه فيدرر، حامل الرقم القياسي بسبعة ألقاب، وذلك لارتباطه دائماً بوعده، وعدم الانسحاب من أي نسخ أكد فيها المشاركة، خصوصاً أن فيدرر، الذي يملك مسكناً في دبي، يحرص بصورة سنوية على زيارة دبي قبيل انطلاق الموسم، ضمن خطة إعداده للبطولات العالمية، كما أن فيدرر حصل على لقبه الأول في مسيرته الاحترافية عام 2001 في بطولة ميلان الإيطالية التي كانت تملك حقوقها حينها سوق دبي الحرة، ولهذا السبب ظل وفياً لبطولات سوق دبي الحرة، بجانب إعجابه الشديد بدبي. ■ما هو الجديد في نسخة اليوبيل الفضي، وما هي الأجواء الاحتفالية بالذكرى الـ25؟ ■■ على مدار ربع قرن قدمنا الكثير من الابداعات الاحتفالية، والكرنفالات الجماهيرية احتفاءً بالبطولة، إلا أننا في اللجنة المنظمة حرصنا على أن تكون احتفالية مرور ربع قرن على انطلاق البطولة بعيدة عن أسلوب الإبهار البصري، والتركيز على جهور المناسبة من خلال عملة فضية تحمل شعار «25 عاماً»، التي ترمز إلى عمر البطولة، بجانب توزيع فيلم وثائقي لمدة 52 دقيقة على اللاعبين يروي تاريخ البطولة. ■ماذا قدمت «تنس دبي» للتنس العربي؟ ■■ المشاركة العربية في بطولة سوق دبي الحرة للتنس كانت مميزة في بعض الفترات التي شهدت مشاركة المغربي يونس العيناوي، ومواطنيه كريم العلمي وهشام أرازي، بالصورة ذاتها قدمت البطولة فرصاً إضافية للتونسي مالك الجزيري الذي يشارك هذا العام للمرة الرابعة على التوالي، خصوصاً أن الجزيري يملك شعبية جماهيرية في دبي بدأت منذ مباراته الشهيرة في نسخة 2015 حين أحرج السويسري روجيه فيدرر الذي احتاج إلى مجموعة إضافية لإقصاء الجزيري، إلا أن اللافت في المشاركة العربية عموماً كان مشاركة العيناوي في نسخة 2002 حين بلغ المباراة النهائية، وقدم مستوى رائعاً رغم خسارته حينها من الفرنسي فابريس سانتورو. ■هل أسهمت «تنس دبي» في تطوير التنس الإماراتي؟ ■■ نسعى دائماً إلى توجيه بطاقات الدعوة للاعبين المحليين، سواء في الأدوار التأهيلية أو الدخول مباشرة في التصفيات الرئيسة، إلا أن البطولة هي ضمن جولات اللاعبين المحترفين العالميين، وعلى لاعبينا الإماراتيين مساعدتنا في هذا المجال، من حيث تطوير مستواهم، حتى نضمن في كل عام الحفاظ على بطاقات الدعوة الموجهة لهم، خصوصاً أنه في العديد من النسخ نجد صعوبة في تأمين المشاركة، خصوصاً في حال قام أحد المصنفين الكبار عالمياً بتوجيه رسالة إلى الاتحاد الدولي، أو اللجنة المنظمة برغبته في المشاركة بعد اغلاق باب التسجيل، إذ نضطر حينها إلى تلبية رغبته عبر بطاقات الدعوة أو ما تعرف في عالم التنس بـ«وايلد كارد». ■ما هو دور اللجنة المنظمة نحو الارتقاء بالبطولة إلى مستوى 1000 نقطة؟ ■■سوق دبي الحرة تتطلع دائماً إلى دخول نادي الـ1000 نقطة، لكن هذا الأمر مرتبط بالتوقيت، والروزنامة السنوية للاتحاد الدولي، بجانب توفير ملاعب إضافية، وتوسعة الاستاد الرئيس من ناحية مقاعد الجمهور، وسبق للاتحاد الدولي عرض هذا المقترح علينا، إلا أننا رفضنا المقترح، لأننا لسنا على عجلة في خوض هذه التجربة، وتركيزنا خلال الفترة الحالية منصب على مواصلة حصد النجاحات من الناحية الجماهيرية، والنقل التلفزيوني للبطولة التي تابعها العام الماضي نحو 800 مليون مشاهد. ■هل توجد منافسة بين بطولتي الدوحة ودبي؟ ■■لا توجد منافسة مباشرة أو غير مباشرة بين بطولتي دبي والدوحة لخطف الأنظار في المنطقة، بل على العكس تماماً، فكلتا البطولتين تكمل الأخرى، وأتمنى رؤية بطولة دولية ثالثة على صعيد منطقة الشرق الأوسط بمستوى هاتين البطولتين، لما له من دور في تحفيز اللاعبين على المشاركة نظراً لعامل قرب المسافة. ■ما هي توقعاتك لنسخة 2017 سواء لبطولتي الرجال والسيدات؟ ■■ في ظل قيمة النجوم المشاركين في السيدات والرجال، أتوقع منافسة قوية على اللقب، خصوصاً من قبل فيدرر القادم من انتصارٍ عريض في بطولة أستراليا المفتوحة، بجانب تواجد المصنف الأول عالمياً اندي موراي الذي يعيش حالياً الفترة الأفضل في تاريخه، خصوصاً عقب تتويجه صيف العام الماضي بذهبية ريو دي جانيرو في دورة الألعاب الأولمبية.
مشاركة :