تختصر الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية في هيئة «دبي للثقافة»، لطيفة بن دميثان، وصفة السعادة في الإمارات بأنها نتاج «المجتمع المترابط»، واصفة دولة الإمارات بأنها كلها بمثابة عائلة واحدة، والجميع وجد حكومة تلبي كل احتياجاته. تخرجت لطيفة بن دميثان في كلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي، وحملت إجازة في الأدب العربي، وعملت في هيئة الصحة بدبي، ثم انتقلت إلى مجلس دبي الثقافي في عام 2007. ومنذ الإعلان عن هيئة دبي للثقافة عام 2008، انضمت إلى الهيئة منذ تأسيسها، وعملت في إدارات عدة؛ لتتولى بعد ذلك إدارة مكتب نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، إضافة إلى مسؤوليتها عن المشروعات الخاصة بالمكتب. كما تشغل منصب الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية، وجاء هذا المنصب نتيجة اهتمام سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الهيئة، إذ ارتأت سموها أن يكون هناك ما يخدم السعادة، وذلك بتحقيق الإيجابية في بيئة العمل، بهدف نشرها في الهيئة أولاً ما ينعكس من خلال الفعاليات في المجتمع. 1- انطلاقاً من المسؤوليات التي تجمع بين الثقافة والسعادة، كيف ستعملين على الربط بين الاثنتين، وما الأجندة التي تعتزمين تطبيقها بغية تحقيق مهامك؟ خضعنا لبرنامج تدريبي على كيفية تحقيق السعادة، وتعلمنا الكثير من الآليات الخاصة بها، كما تم إطلاعنا على أفضل الممارسات العالمية، ومن خلال البرنامج الذي تدربنا عليه تعرفنا إلى أفضل المبادرات على المستوى العالمي في تحقيق السعادة، إلى جانب تعرفنا إلى السبل التي من خلالها يتم قياس مؤشرات السعادة، وكان الهدف من ذلك تسليحنا بالآليات التي من خلالها يمكن أن نحقق السعادة عبر برامجنا الخاصة، إذ يمكن التغيير قليلاً بالمحتوى بما يتناسب مع ثقافتنا، فدولة بوتان - على سبيل المثال - هي أسعد دولة بالعالم، لكن بيئتها مختلفة عن بيئتنا، ونسعى إلى وضع ما تعلمناه في إطار البيئة المحلية، ونقله للمبادرات الخارجية. 2- ما المعايير التي تحقق السعادة للمواطنين، وكيف يمكن أن يطبق ذلك من خلال هيئة دبي للثقافة؟ هناك خطة مدتها ثلاث سنوات، وتم التركيز بنسبة 70% على تطوير ثقافة الموظفين، ليحتضنوا مفهوم السعادة في حياتهم اليومية، وإن العمل في المجال الثقافي يجعل إيصال السعادة أسهل من المجالات الأخرى، فهذا المجال ينطوي على الجوانب الإبداعية التي تلامس إنسانية الإنسان، لذا من خلال المبادرات نستهدف وضع عنصر السعادة في كل المبادرات. وفي جميع المبادرات سيوضع مؤشر للسعادة، بالإضافة إلى أننا كنا أول شريك للسعادة مع «دبي الذكية»، ولدينا تحديات نختار من خلالها أبطال السعادة، من خلال 15 برنامجاً، كي نوائم مؤشراتنا معها، ونعمل على مواءمة الخطط، وسيبرز ما سنحققه بعد فترة للجمهور. 3- إلى أي مدى يمكن وصف الإمارات بكونها بيئة خصبة للسعادة، وكيف يترجم ذلك في الحياة اليومية؟ السعادة تكون من المجتمع نفسه، فالمجتمع المترابط أساس السعادة، وحينما درسنا مؤشراتها، اكتشفنا أن السعادة لدى الإنسان تتمحور حول العائلة، ودولتنا عائلة واحدة، والشعب - سواء الإماراتي أو المقيم - وجد حكومة تلبي كل احتياجاته. وهناك الكثير من الخطوات التي يقوم بها القادة وهدفها إسعاد الشعب، منها وزارة الشباب التي تعمل بشكل أساسي على متطلبات الجيل الشاب، إلى جانب التطلع للمستقبل وليس الحاضر، إذ فتحت الإمارات أبوابها لتحتضن الطاقات. والانعكاسات المترتبة على هذه الخطوات هي التي تبرز سعادة الشعب، كالأمن، وصورة دبي في الإعلام العالمي، وكذلك ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدعم الشباب. 4- تعملين في «دبي للثقافة» منذ 2008، كيف تقيمين تجربتك مع «الهيئة»، لاسيما في مجال الحفاظ على الموروث الثقافي؟ كنت محظوظة لأنني من الجيل الأول الذي عمل في «دبي للثقافة»، وتدرجت عبر السنوات، كما أنهم في الهيئة يعتمدون الموظف الشامل، ويطورون المهارات حسب مكامن القوة عند كل شخص، لذا أجدها أكبر انعكاس للحكومة الرشيدة، وفي 10 سنوات تمكنت من تحقيق مركز مميز، والفهم الحقيقي للثقافة أتى من الهيئة، ومن الأشخاص الذين استقينا من تجاربهم السابقة. أما الموروث الثقافي الذي عملت عليه، فيمكنني القول إننا قد وصلنا إلى فهم مميز في الهيئة، وهو وجود أكثر من تطبيق لهذا الموروث، وليس مجرد مبادرة للتراث، فثقافتنا تركز على من ينقلون الموروث للجيل الجديد في يومياتهم، وفي متحف الاتحاد حينما دربنا الذين يشرحون للناس محتوى المتحف، بات لديهم اطلاع كبير على الموروث، وشغف بنقله للجمهور. 5 - تلعب دبي دوراً محورياً في المجال الثقافي بالمنطقة، كيف تعملون في «الهيئة» على رفد هذا الدور من خلال أنشطتكم، وما الخطط المستقبلية لذلك؟ لدى القيادة الرشيدة رؤية بأن تكون دبي المكان الذي يستقطب جميع المبدعين من مختلف المجالات ومن أنحاء العالم، ونحن نحاول أن نكمل دور الدول الثانية، سواء العالمية والإسلامية، لذا خططنا المستقبلية تعمل على إيجاد نوع من التواصل لرفعه إلى مستوى جديد، فمثلاً هناك حي دبي للتصميم، الذي نعمل مع مؤسسات أخرى لجعله منافساً لقطاعات أخرى حول العالم. كما تحتضن دبي الثقافة والفن من خلال المزج وجلب الخبرات العالمية، وأفضل مثال على هذا المزج «كريتوبيا» المنصة الافتراضية التي تعبر عن هجرة العقول الثقافية إلى الامارات، فهي هجرة إلكترونية معاصرة، والاستراتيجية المحددة في ما يخص هذا الأمر تمتد إلى عام 2030، وليست هناك خطط قصيرة في «الهيئة».
مشاركة :