الحلبة.. غذاء فاتح للشهية

  • 2/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحلبة من أهم الأعشاب الطبيعية ذات الفوائد المتعددة للغاية، ويمكن أن يتناولها الإنسان بطرق وأساليب مختلفة، وتتم زراعتها في العديد من دول العالم، وقد اكتشفت الكثير من الحضارات القديمة أهميتها الصحية، وهي من المشروبات التي لايلتفت إليها الكثير من الناس بينما يتناولها بعضهم في المناسبات الخاصة فقط. ويمكن أن يكون سبب ابتعاد الأشخاص عنها يعود إلى أنها تسبب نوعاً من رائحة العرق غير المرغوبة، لكن هذا ليس مبرراً لعدم تناولها، لأن فوائدها تفوق أي سلبيات أخرى ويمكن التغلب على تلك الرائحة التي تسببها ببعض مزيلات العرق. وينصح الأطباء بتناول الحلبة عند الإصابة بكثير من الأمراض، وفي حالات تسهيل عملية الولادة؛ إذ تحتوي على الكثير من المعادن، فهي تستخدم الآن على نطاق واسع في مجال صناعة الأدوية، إضافة إلى استخدامها كغذاء يحتوي الكثير من العناصر الهامة والضرورية للجسم. وفي هذا الموضوع سنتناول فوائد الحلبة لبعض أجهزة الجسم، ومكوناتها الغذائية بالتفاصيل، ومجالات استخداماتها، والدور العلاجي الذي تؤديه. معادن وفيتامينات بينت العديد من الدراسات أن الحلبة تحتوي على سكريات ومعادن كالحديد، والفسفور، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والنحاس، والزنك، والماغنسيوم، كما تشتمل على البروتينات وبعض الفيتامينات مثل أ و ج، و د، و ب1، وب2، وب3، وب6، وبها زيوت ثابتة وأخرى طيارة، وهذه الزيوت تفيد في الاستخدامات الطبية والعلاجات، ويستخرج منها زيت الحلبة ومغلي الحلبة، ومنقوع الحلبة، ويتم طحنها وتوضع مع الأغذية كنوع من التوابل، وتدخل في تكوينها بعض الأحماض الأمينية مثل تريبتوفان، وليسين، وتستخدم الحلبة كثيراً بالعالم سواء في الأدوية أو الأغذية، حيث تضاف إلى بعض الأدوية لتخفيف طعمها. مرض السكر وتؤثر الحلبة بشكل كبير وإيجابي على مرضى السكري، فهي تعمل على تقليل مستوى الجلوكوز، مثل مفعول الأدوية لخفض السكر، كما تستطيع أيضاً تنظيم مستوى السكر بالجسم، حيث يمكن أن تؤدي بذور الحلبة المطحونة إلى تقليل معدل امتصاص السكر، بسبب احتوائها على ألياف الجلكتومانان القابلة للذوبان في الماء، فضلاً عن أنها تنشط الجسم وتساعده على إنتاج الأنسولين، وذلك عن طريق الأحماض الأمينية المسؤولة عن زيادة إفراز الأنسولين بالجسم. وتؤكد بعض الدراسات أن الحلبة تجعل مرض السكر تحت السيطرة، في حال ما إذا تم استهلاك 15 جراماً يومياً، بأي طريقة وبأي صورة من أنواع الحلبة. فهي تعد حلاً طبيعيا لمرض السكري، كما أن الانتظام في تناولها يومياً يساعد خلايا الجسم على التفاعل مع الجلوكوز في الدم؛ ولذلك ينصح الخبراء بتناول الحلبة مع وجبة الإفطار لمرضى السكري من النوع الثاني، ويمكن للأشخاص الذين يشعرون أنهم في بداية الإصابة بمرض السكري، أو لديهم تاريخ وراثي من هذا المرض أن ينتظموا في تناولها، للوقاية من هذا المرض أو تأخيره قدر الإمكان. وطرق تناول الحلبة كثيرة، تبدأ من غليها كمشروب، أو إضافتها مع التوابل، وغالباً ما يختفى طعمها المر مع خلطها بالطعام، ويجب وضعها بعد طهي الطعام؛ لأن القيمة الغذائية لها تقل بارتفاع درجات الحرارة. تخفيض الكوليسترول وأجريت دراسة حديثة على بعض المتطوعين من مرضى السكري، حيث تمت إضافة 100 جرام من مسحوق الحلبة إلى الحمية الغذائية لهؤلاء المرضى، وتبين أن مستوى السكر انخفض في الدم بصورة ملحوظة، كما تراجع وجود الجلوكوز، وفضلاً عن ذلك لاحظ الباحثون أيضاً انخفاضاً في نسبة الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية. وتساعد الحلبة على زيادة الكوليسترول النافع، ومحاولة توازنه مع الكوليسترول الضار بالجسم، وذلك من خلال احتوائها على مركبات الصابونين الستيرويدية، التي تعوق وتمنع امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، وأيضاً يتوقف الكبد عن إنتاج الكوليسترول بسبب الحلبة، ويترتب على ذلك ضعف احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وتمنع تكون الجلطات المفاجأة، ولها قدرة كبيرة على معالجة حالات الأنيميا الحادة وفقر الدم. المناعة والعقم وتستخدم الحلبة في تقوية وتعزيز أداء الجهاز المناعي في الجسم، حيث يساعد تناول منقوع الحلبة كل يوم صباحاً على تدعيم المناعة لدى الأشخاص، ومن ثم مقاومة الجسم للكثير من الأمراض المعدية، وتعتمد هذه الطريقة على نقع حبوب الحلبة في الماء ليلاً، ثم تناولها في الصباح بصورة منتظمة، وذلك للحصول على نتيجة واضحة وجيدة، كما تستخدم الحلبة في علاج بعض الرجال المصابين بحالات معينة من العقم؛ إذ كشفت بعض الأبحاث أن تناول زيت بذور الحلبة على هيئة قطرات في الفم يساهم بزيادة الخصوبة عند الرجال. وتقوم الحلبة بالعمل على زيادة انقباضات الرحم الذي يسهل عملية الوضع، كما تعمل على تخفيف ألم الحيض، وتقليل أعراض وأضرار سن اليأس عند المرأة، حيث تحتوي بذورها على مركبات كيماوية مثل ديوسجنين، وايسوفلافون، وهي مركبات تتشابه في عملها مع هرمون الإستروجينين الأنثوي الموجود في دماء السيدات بشكل معتاد وطبيعي، وهذا الهرمون يقل عند الوصول إلى سن اليأس كلما تقدمت المرأة في السن، ما يؤدي إلى ظهور علامات سن اليأس. أما في حالة تناول الحلبة المغلية، فإن المواد الكيماوية سابقة الذكر تقوم بعمل هرمون الإستروجين، ما يخفف أغراض وسلبيات سن اليأس للمرأة، التي منها الاكتئاب والتقلصات والتشنجات. البشرة والشعر وتساهم الحلبة بشكل كبير في علاج مشاكل البشرة، حيث تخلص الجلد من الرؤوس السوداء والتجاعيد، وتقضي على البثور، من خلال غسل الوجه ثلاث مرات بالماء المغلي مع بذور الحلبة، وهناك طريقة أخرى وهي وضع معجون من بذور الحلبة على الوجه لفترة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة. كما أن الحلبة لها دور كبير في علاج مشاكل الشعر، عن طريق وضعها ضمن النظام الغذائي للشخص، وفي بعض الحالات يمكن استخدام عجينة من مسحوق الحلبة المخلوطة بالماء لوضعها على الرأس، فتترك لمعاناً وتألقاً ولوناً متوهجاً للشعر، وفي حالات الأشخاص اللذين يعانون ضعف الشعر وتساقطه، يمكن غسله بمحلول الحلبة كل يوم صباحاً، وستكون النتيجة جيدة؛ حيث يعطي الشعر قوة ويمنع تساقطه، ويخلص الرأس من مشاكل القشرة المستمرة. وعلاوة على ذلك تقي الحلبة من سرطان القولون لاحتوائها على مضادات الأكسدة، والمواد عديدة التسكر، كما تلعب دوراً في فتح الشهية وزيادة الوزن، وتساهم في علاج الإمساك والإسهال، بسبب الألياف الكثيرة الموجودة بها، فضلاً عن أنها تخفف عسر الهضم، وتطرد الديدان، ولها قدرة كبيرة على علاج البواسير. العناصر الغذائية إذا تعرفنا إلى مكونات وتركيب الحلبة الغذائي، سنعرف لماذا كل هذه الأهمية، حيث تحتوي 100 جرام من الحلبة على 24 جراماً من البروتين، و6 جرامات من الكربوهيدرات، و22 جراماً من الدهون، و58 جراماً من الألياف الغذائية، و 25 مل جراماً، من معادن الكالسيوم، و178 مل جراماً من الحديد، و34 مل جراماً من الماغنسيوم، و195 مل جراماً من الفسفور، و300 مل جرام من البوتاسيوم، و775 مل جراماً من الصوديوم، و69 مل جراماً من الزنك، إضافة إلى العديد من المركبات الأخرى، كالثيامين، والنياسين، والرايبوفلافين، والفولات، والأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، والبروتينات سابقة الذكر، ولاتحتوي على أي نسبة من الكوليسترول. معروفة تاريخياً تشير الأبحاث إلى أن موطن الحلبة الأصلي منطقة البحر الأبيض المتوسط، وغرب آسيا ودول جنوب أوروبا، ثم انتشرت في العديد من دول العالم، وهي من الأعشاب التي استخدمت منذ قديم الزمان، وتم تسجيل أقدم استعمال لها على ورق البردي عام 1500 قبل الميلاد، وكانت وصفة لعلاج بعض الحروق، وذكر ابن القيم في كتابه الطب النبوي أن العرب عرفوا أهمية الحلبة منذ زمن بعيد، وفي العصر الحديث أصبحت محط أنظار الكثير من الباحثين، وأجريت عليها الكثير من الأبحاث والدراسات، لمعرفة أسرار هذه الحبوب وفوائدها التي لا تحصى للجسم والصحة العامة، وتعد الحلبة من الأعشاب الشائعة الاستخدام الآن في العالم، وسجلت مقولة شهيرة للعالم الإنجليزي كليبر عن أهمية الحلبة، ذكر فيها أنه لو وضعت جميع الأدوية في كفة والحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفة الحلبة، وهذه المقولة دليل على الجانب الطبي الكبير لهذه الحبوب، ومدى الاستفادة الجليلة التي تسهم بها هذه الأعشاب في صناعة العديد من الأدوية والعقاقير.

مشاركة :