تشير نتائج دراسة حديثة نشرت بمجلة الميكروبيوم، إلى أن المجوعات الميكروبية التي تعيش بالأمعاء ربما سوف تمثل طريقة علاجية محتملة لعلاج التوحد. كثر الحديث خلال السنوات الأخيرة عن دور ميكروبات الأمعاء في سلامة أو مرض الإنسان، فهي تلعب دوراً كبيراً في الاستجابة المناعية وفي الحفاظ على صحة الجسم، وتتكون تلك التركيبة الميكروبية من مجموعات من كائنات مجهرية تتعايش مع بعضها بعضاً داخل الجسم وهي بمثابة حاجز وقائي ضد الميكروبات الضارة، كما أنها تساعد في عملية الهضم وفي إنتاج بعض الفيتامينات، وتوصلت دراسات سابقة إلى أن طريقة تكون التركيبة الميكروبية يرتبط ببعض الأمراض مثل التهاب الأمعاء والالتهابات البكتيرية والبدانة، وربطت بعض الدراسات بين التركيبة البكتيرية داخل الأمعاء وتنوعها، واضطراب طيف التوحد وهو إعاقة نمائية تؤثر في عدد كبير من الأطفال حول العالم، وتشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أن علاج ذلك الاضطراب يمكن أن يكمن في تحسين ميكروبات الأمعاء. أجريت الدراسة الحديثة - التي قام بها علماء من جامعة أريزونا، وجامعة اهايو، وجامعة مينيسوتا - على 18 مصاباً بالتوحد تتراوح أعمارهم بين 7-16 عاماً، خضعوا للعلاج لمدة 10 أسابيع بواسطة المضادات الحيوية وتنظيف الأمعاء مع الزراعة الموسعة لميكروبات البراز (أخذ الميكروبات من شخص سليم وزرعها بقولون لشخص آخر عن طريق كبسولات فموية أو التنظير) وما استخدمه العلماء هنا هو ميكروبيوم يحتوي على 1,000 سلالة مختلفة من البكتريا وتم تطبيق طــــريقة علاجــــية ثبتـــت فعاليتها من قبل في علاج أحــــد أنواع الالتــــهاب البكتيري. امتدت الفترة العلاجية لمدة 14 يوماً بمضاد بكتيري تبعتها فترة من الصوم من نصف يوم إلى يوم كامل مع تنظيف أمعاء المشاركين، ثم تمت إعادة تشكيل التركيبة الميكروبية بواسطة إعطائهم جرعة عالية من الميكروبات البشرية بالطريقة الفموية أو التنظير ثم المتابعة بعلاجات أخرى لفترة 7-8 أسابيع، وبعد فترة من المتابعة لتأثير العلاج وجد أن هناك تراجعاً بنسبة 80% في أعراض مشاكل الجهاز الهضمي التي ارتبطت من قبل مع حالة التوحد، كما تحسنت الأعراض السلوكية للمرضى مثل عادات النوم والمهارات الاجتماعية.
مشاركة :