دبي:الخليج يشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات التي تستمر حتى الرابع عشر من فبراير/شباط، بمشاركة واسعة تضم 150 متحدثاً في 114 جلسة، وحضور 4 آلاف شخصية إقليمية وعالمية من 139 دولة، حيث يقدم سموه تجربته القيادية ووصفته للمنطقة العربية لاستنهاض قواها واستئناف مسيرتها الحضارية. وأكد سموه أن الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً أو تحسيناً إدارياً أو شيئاً دعائياً، مشيراً سموه إلى أنه سر تجدد الحياة وبقاء الحكومات وتجددها ونهضة الشعوب وتقدم الدول. وقال سموه خلال زيارته معرض الحكومات الخلّاقة الذي تستضيفه القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة، وينظمه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي عندما تكون الحكومات مبتكرة فإن بيئة الدولة تكون كلها مبتكرة، وعندما تشجع البيئة على الإبداع والابتكار تنطلق طاقات الناس نحو آفاق جديدة، وتتفق مواهبهم، ويصبح تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ممكناً، وهذا أحد أسرار نجاح الدول التي تشجع شعوبها على الابتكار. وأكد سموه أن السبب الرئيسي لتفوق الأداء الحكومي في دولة الإمارات يكمن في إدارة مؤسسات الدولة بأسلوب مبتكر طوال السنوات العشر الماضية كمؤسسات خاصة تنافس القطاع الخاص وتعمل بعقليته نفسها، وتتبنى أفضل ممارساته وتقاس أعمالها وخدماتها بمعاييره نفسها. وأكد سموه أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية استقطاب المعارف وتوطينها.. مشيراً إلى أن عوامل تفوق وقوة الأمم تتغير، وأن التفوق في عصرنا الراهن يُقاس بحجم التقدم العلمي والإنتاج المعرفي، التي تمكن الحكومات من أداء واجباتها في تحقيق رفاهية وسعادة شعوبها وتوظيف كافة إمكاناتها وطاقاتها من أجل تلك الغاية النبيلة. وشدد سموه على ضرورة استمرار الحكومات بتبني نهج الابتكار في كافة مفاصل عملها، وأن تعمل على ضمان استمرارية منظومة الابتكار من خلال إعداد جيل قادر على قيادة دفة المستقبل. وأكد سموه أن سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار، منوهاً بأن الحضارة الإنسانية ارتقت من مراحلها البدائية إلى مراحل النهضة التي نعيشها اليوم من خلال الابتكار والتسخير الأمثل للموارد والعقول. وشدد سموه على أن الحكومات، ولضمان استمراريتها في أداء مهامها ومواجهة تحديات العصر الراهن ومتطلبات المستقبل تحتاج إلى عقول وكفاءات شابة متسلحة بالعلم تواكب التطورات التكنولوجية وتتميز بالتجدد والإبداع. وقال سموه في العالم الذي نعيش فيه اليوم أصبحت حركة العقول والمواهب والمعلومات مفتوحة كما لم يحدث في تاريخ البشرية من قبل، أصبحت مدن العالم المختلفة تتنافس لتوفير البيئة الأذكى والأكثر إبداعاً لاستقطاب هذه المواهب، والاستفادة منها لبناء قوتها وتميزها وزيادة تنافسيتها. وأضاف سموه: الحكومات المبتكرة هي حكومات جاذبة للمواهب، فاعلة في الأداء، متجددة في الأنظمة والسياسات والخدمات، وهي القاطرة الأساسية لنهضة الشعوب وتقدم الدول وارتفاع شأنها، الحكومات المبتكرة تطلق طاقات الشعوب وترفع من قيمة عقل الإنسان. وتابع سموه: نتطلع في دولة الإمارات إلى المستقبل في كل ما نقوم به من أعمال، وما نحققه من منجزات، وهدفنا إسعاد شعبنا والمقيمين على أرضنا وكافة شعوب العالم والعمل على استعادة مكانة الحضارة العربية من خلال إعادتها إلى واجهة العالم، ساحةً للإبداع والابتكار والحراك الثقافي والمعرفي كما كانت على مر التاريخ منبعاً ورافداً للحضارات والثقافات الأخرى.
مشاركة :