اعتبر الكاتب الأميركي تيم ليستر أن ما يحول دون هزيمة تنظيم الدولة حتى الآن في سوريا هو عدم تنسيق أعدائه جهودهم على الأرض ضده كما لا يملك أي من أعدائه القوة الكافية للإطاحة به من الرقة، غير ذلك فإن التنظيم يواجه أعداء من كل اتجاه في منطقة مفتوحة لا يسهل معها تعزيز صفوفه. وسلط الكاتب في مقال نشر على موقع سي إن إن الإخباري الأميركي الضوء على معركة الرقة ضد تنظيم الدولة وقال إن المسلحين أقاموا خطوط دفاع متعددة المستويات حول المدينة وأنهم سيخوضون حرب مدن إذا أطبق عليهم الحصار. وتابع الكاتب القول إن الحرب السورية الطويلة شملت خليطا مذهلا من الميلشيات والعصائب المسلحة لكن بالأساس ثمة ثلاثة متنافسين في سباق معركة الرقة: الأول هم الأكراد متمثلين في قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى لإقامة كيان ذاتي. أما الطرف الثاني فهم المجموعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا بالسلاح والقوات الخاصة التركية والدعم الجوي التركي، والروسي أحيانا، فيما الطرف الثالث المتنافس على انتزاع الرقة هو جيش بشار المدعومة بميلشيات إيرانية وسورية ولبنانية شيعية. وحول وضع هذه القوات، يشرح الكاتب أن الأطراف الثلاث تتنافس لكنها تتعاون في بعض الأحيان، أما في الغالب فهي تتجاهل بعضها، مشيرا إلى أن أقرب هذه القوات للرقة هم وحدات الحماية الشعبية التي تبعد عن المدينة 20 كيلوا مترا، لكنها توقفت الآن في محاولة لتحرير مدينة الطبقة التي بها أيضا سد مهم على نهر الفرات. ولفت الكاتب إلى أن وحدات الحماية تتلقى دعما جويا أميريكا بهدف عزل مدينة الرقة عن طريق تدمير الجسور على نهر الفرات بحيث تستنفد الخيارات أمام المسلحين ولا يبقى لهم إلا الاستسلام أو القتال أو الموت حصارا. وأيضا من بين الأهداف التي تسعى لها وحدات الحماية الشعبية هي قطع الاتصالات بين الرقة وبين مدينة الزور الأمر الذي سيصعب على التنظيم استخدام الحدود العراقية السورية. ويؤكد الكاتب أن الدعم الأميركي لأكراد سوريا متواصل ويشمل دما بالسلاح وأيضا بالجنود الأميركيين. ولتخفيف مخاوف تركيا إزاء تعزيز قوة أكراد سوريا، يسعى الجيش الأميركي للتأكيد على السلاح المقدم يذهب لميلشيات عربية تعمل جنبا إلى جنب مع الأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين. ولفت الكاتب إلى المتنافس الثاني وهم الجماعات المعارضة السورية وأشار إلى تعثرهم في مدينة الباب وعجزهم عن استعادتها في وجه مقاومة شرسة من تنظيم الدولة، بينما حاول المتنافس الثالث وهو جيش بشار التقدم في الباب لكنه أوقف أيضا. ويقول الكاتب إن الرقة، على عكس الموصل، ستهشد كارثة إنسانية لعدم وجود وكالات إغاثة أممية في المنطقة. وأشار الكاتب إلى أن معركة الرقة أيضا مرهونة بالتطورات الحادثة في العلاقات الأميركية التركية التي تشهد تحسنا بطيئا، لكن المسؤولين الأميركيين لم يقروا بعد ما هي خياراتهم في الرقة.;
مشاركة :