قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يرى في الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرصة لإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين والتي شهدت فتوراً خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أردوغان الذي لم يكن يفوت فرصة لانتقاد الغرب ومواقفه تجاه الإسلام، بقي هادئاً إزاء قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحظر سفر رعايا سبع دول إسلامية إلى أمريكا. مسؤولون تحدثوا للصحيفة الأمريكية، اعتبروا أن هذا الهدوء من طرف أردوغان؛ لأنه يعتبر ترامب فرصة مناسبة لإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين عقب ما شهدته من فتور وصل إلى حافة الانهيار إبان فترة الرئيس أوباما. الينور شفيق أحد كبار مستشاري أردوغان، قال إن هناك آفاقاً لبداية جديدة في ظل حكم الرئيس ترامب. ويضيف شفيق: ما نراه اليوم على أرض الواقع، أن خطة أوباما لتسليح الأكراد توقفت، مبيناً أن الرئيس أردوغان تلقى تأكيدات بهذا الخصوص من مدير الـسي آي إيه في أثناء زيارته الأخيرة إلى أنقرة. تركيا، اقترحت إقامة نوع من الكانتون الخاص بأكراد سوريا في شمال شرقي سوريا، على ألا يكون لهم أي وجود بالمناطق ذات الغالبية العربية، سوف نطردهم من منبج، من غربي الفرات، يمكن لهم أن يستقروا في شرقي الفرات، ولكن عليهم أن يبتعدوا عن حزب العمال الكردستاني، بحسب شفيق. وتابع: لا يمكن أن يكون هناك بارزاني آخر في سوريا، في إشارة إلى مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الذي يرتبط بعلاقة ممتازة مع تركيا. العلاقات الأمريكية التركية كانت قد توترت بفعل الأزمة في سوريا واختلاف وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن، كما أن لدى تركيا اعتقاداً واسعاً بأن الولايات المتحدة كان لها يد في الانقلاب الفاشل الذي وقع صيف العام الماضي، وأيضاً رفض واشنطن تسليم المعارض التركي فتح الله غولن الذي يقيم في بنسلفانيا الأمريكية. وتفاقمت حدة الخلافات بعد تسليح واشنطن مقاتلين أكراداً في شمالي سوريا ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني التركي الذي تعتبره تركيا تنظيماً إرهابياً. مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض، تأمل أنقرة أن يقوم بإجراء تغيير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً فيما يتعلق بأكراد سوريا؛ فأنقرة تطالب بإلغاء الخطة الأمريكية التي أُقرت في عهد أوباما والتي تقوم على أساس العمل جنباً إلى جنب مع المليشيات الكردية لاستعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم الدولة. كما يعتقد المسؤولون الأتراك أن هناك فرصة في عهد ترامب لاستعادة المعارض التركي فتح الله غولن، ويمكن أن تسهم واشنطن أيضاً في اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة بحق جماعة غولن، ومنها شبكة مدارسه الواسعة. يقول أوزغور أونلهشكلر، مدير مكتب أنقرة لصندوق مارشال الألماني: إن الآمال مرتفعة لدى أنقرة جداً. الاعتقاد هنا بأن العلاقات ستكون أفضل من السابق، وهو السبب ربما الذي يفسر سكوت أردوغان عن قرار ترامب بحظر سفر رعايا سبع دول إسلامية. الاجتماع الذي ضم الأسبوع الماضي أردوغان ومايك بومبيو الرئيس الجديد للـسي آي إيه الأمريكية، اعتُبر مؤشراً جيداً، كما أن المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان، والاتصال الذي جرى بين رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، كل هذه أمور تبشر بخير، وفقاً للـنيويورك تايمز. في المقابل، يرى آخرون أن الآمال التركية المعقودة على تغيير كبير في سياسة واشنطن، ربما لا تكون في محلها. يقول أرون شتاين، المختص بالشأن التركي في مركز أبحاث الأطلسي بواشنطن، إنه يستغرب هذه الثقة من طرف أنقرة بتغيير السياسة الأمريكية. ويضيف شتاين: ربما لا تكون القوات التركية والمقاتلون السوريون الذين دربتهم أنقرة هم أفضل الشركاء بالنسبة للإدارة الأمريكية وهي تستعد لوضع خطة لمحاربة تنظيم الدولة واستعادة مدينة الرقة السورية، ربما هذا التجاذب في اختيار الأنسب يؤخر عملية استعادة الرقة حتى عام 2018، حتى تقرر إدارة ترامب كيف ستخوض حرب الرقة، مع القوات التركية وحلفائها السوريين أم مع المليشيات الكردية؟. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :