رغم ما يُعرف عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اهتمامه بمظهره على شاشات التليفزيون ووسط الحشود، تبدو الطريقة التي يصافح بها ضيوفه أو مواطنيه غريبةً من نوعها، على الأقل هذا ما تظهره الصور واللقطات التي تُنشر وتُبث للقاءاته مع العديد من هؤلاء الضيوف. بعض من رأوا هذه الصور تساءلوا عما إذا كان ترامب يخشى المصافحات أو يكرهها، في ضوء أنه كان يتجنب - في بداية حملته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض - مصافحة أنصاره، وهو ما لم يعد قادراً عليه الآن بعد فوزه بالمنصب، إذ بات ملزماً بحكم البروتوكول بمصافحة الكثيرين يومياً. ربما يكمن السر &ndash كما تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية - في أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة يعاني مما يُعرف بـ«الخوف من الجراثيم»، أو ما يُطلق عليه علمياً اسم «رُهاب القذارة»، وهو مصطلح صيغ في عام 1879 على يد طبيب يُدعى ويليام هاموند. ويصف هذا المصطلح حالة من يتملكهم خوف مرضي، من أن تنتقل إليهم جراثيم حقيقية أو متوهمة، بسبب التلامس مع الآخرين، وهو ما يدفعهم إلى غسل أياديهم مراراً وتكراراً طوال الوقت. لكن نظرية خوف الرئيس الأميركي من الجراثيم، لم تبد كافية في نظر البعض، لتفسير ذاك النمط الذي يتبعه في المصافحة، والذي يقوم على جذب يد من يصافحه بقوة وعلى نحو انفعالي قليلاً، كما حدث مؤخراً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُقْدِمُ فيها الرئيس الأميركي على المصافحة بهذه الطريقة، التي يراها كثيرون محاولةً منه لتأكيد هيمنته وإثبات نفوذه. ففي ليلة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، صافح ترامب نائبه مايك بينس على الشاكلة ذاتها. وهو ما كرره مؤخراً مع القاضي نيل غورسيتش خلال إعلان الرئيس الأميركي ترشيحه لعضوية المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وبنظر فريقٍ ثالث لا يرتبط الأمر بخشية من المصافحة أو محاولة لاستخدامها لتأكيد القوة والسطوة، بقدر ما يتعلق بأن الرئيس الأميركي - الذي لم يكمل شهره الأول في البيت الأبيض - ذو طابع مختلف في كل شيء، حتى في الطريقة التي يصافح بها الآخرين!
مشاركة :