«اجرح صيامك» و»سلّي صيامك»

  • 7/28/2013
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

لو سألت مدير أي قناة تلفزيونية دون استثناء ما رأيك في إنتاجكم لهذا العام؟ لهمس في أذنك بعبارة واحدة المنتجين ضحكوا علينا، منحناهم أكبر الأرقام وقدموا لنا أعمالاً دون المستوى. ولو سألت المشاهد لقال لك: "يا اخي ما ادري ليش أعمال هالسنة مافيها اللي يقنعك رغم الاسماء الضخمة". لقد طال انتظارنا لعودة سعاد عبدالله وحياة الفهد في عمل يجمعهما فأتى (زي قلته)، وسمعنا عن "ابو الملايين" الذي استغرقت كتابة نصه سنوات فأتى في مجمله محاولة لتقليد "درب الزلق" بطريقة عصرية الا انها غير مقبولة، ففي "درب الزلق" كان المال محور الحدث تعويض حصل عليه شاب لا يملك خبرة، فأهدر ماله في شراء أحذية كلها يسار، وفي شراء "ابو الهول والاهرامات"، أما في "أبو الملايين" فكيف يهدر رجل في العقد الأخير من عمره مالاً جمعه بكد وتعب في مشاريع لا يمكن قبولها إلا من قبل ذلك الشاب حسيونه. في مسلسل "العراف" لعادل إمام مطلوب منك أن تعجب بنصاب يملك الأخلاق الحميدة والصفات التي لا تتكرر ولكنه لا ينصب إلا على الأغنياء وهو أسطورة لن تتكرر يستطيع أن يكون طبيب (تتلف ايديه في حرير) ومحام لا يشق له غبار وأي مهنة في الدنيا، في تسفيه صريح لمفهوم التعليم واكتساب الخبرة فالكل يشيد بمناقب الرجل حتى الحكومة التي تطارده، وعلى من أراد أن يكون قدوة لمجتمعه أن يكون ذلك النصاب. في رمضان لا تخلو الشاشة من أعمال تنقسم إلى "سلي صيامك" و"اجرح صيامك"، ومن أعمال "اجرح صيامك" على سبيل المثال سيرة حياة الراقصات أو حياة الفتيات على غرار "آسيا" وصبايا. في رمضان يتم على الشاشة شرب الحشيش وتعاطي المخدرات وشرب المسكرات أكثر مما نشاهده في الأفلام. إنتاجنا المحلي للخلف در فالكل يستظرف دمه والكل يدعي انه هو من سيصلح المجتمع فأصبحت كلها نقدا (عمال على بطال) وفي ظل غياب الناقد الذي يشرح الاعمال اصبح الكل يدبر المقابلات لنفسه ليقول لقد لمسنا الاعجاب الكبير من الجمهور بطرحنا، وهنا اسألك بالله اذا قابلت خمسة والا ستة ومدحوك هل هذا هو الجمهور؟ ماهي وحدات القياس لديكم لإعجاب الجمهور وللعلم فإن النقد للنقد فقط يحقق نتائج عكسية ويخلق حصانة لمن يوجه له النقد إن كان الطرح رزيناً كما في بعض الأعمال أما البعض الآخر فامتهن التهريج وأصبح المضحوك عليه هنا هو المشاهد على اعتقاد أنهم يضحكونه. الطريف هنا أن بعض أعمالنا المحلية فيها البطل موجود من الشارة للشارة وبعضها لا نجد البطل فيها إلا اسم في الشارة . برامج المسابقات في هذا العام وجه لها معالي وزير التجارة د . توفيق الربيعة ضربة موجعة بمنع رسائل الاس ام اس والتي تستنزف أموال الناس على أمل الفوز ولم يحترم القرار بشكل كامل سوى التلفزيون السعودي أما البقية فلقد بحثوا عن حلول بديلة بالاتصال بأرقام خارجية ولكن تأثير صدمة القرار عليهم كانت قوية للغاية، ولهذا أعتبرُ وزير التجارة في هذا العام بطل الأعمال الرمضانية بمنعه للقمار في شهر الصيام وحماية الناس مما كانوا يجهلونه..

مشاركة :