مخاوف من تنامي العداء للعولمة ومطالبة بالشفافية مع جيل ما بعد الألفية

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت القمة العالمية للحكومات التي انطلقت أولى فعالياتها أمس في دبي، جلسة حوارية حول مستقبل التجارة الحرة في ظل المتغيرات التي شملت العولمة وتنامي النزعات الحمائية في بعض المراكز الاقتصادية العالمية الكبرى مثل أميركا بعد فوز دونالب ترمب في انتخاباتها الرئاسية. وتحدث في الجلسة، الرئيس السنغالي ماكي سال، ونائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماري كفنمي، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية سلطان بن سليم. وبدأت الجلسة بكلمة من "ماري كفنمي" تناولت فيها شراكة المنظمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أكدت أن هذا الشراكة تساهم في استشراف شكل الاقتصاد العالمي في المستقبل وتحديد توجهاته الحالية. وقالت كفنمي "إن هذا الوقت المناسب لتقف فيه الدول وحكوماتها أمام مسؤوليتها لمواجهة التفاوت واللامساواة وغياب العدالة، وأضافت "أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعزيز المساءلة والشفافية في المؤسسات الحكومية كما في المنظمات والهيئات الدولية على حد سواء". الجسور بين شعوب العالم قال الرئيس السنغالي ماكي سال "إنه لا يمكن للدول الانعزال داخل حدودها في وقت تتكامل فيه الاقتصادات والأسواق وتتشابك فيه المصالح. وحول سؤال عما إذا كانت هناك مخاوف من تنامي النزعات العدائية ضد العولمة، أجاب الرئيس السنغالي "نعم هناك مخاوف، لكن يتوجب علينا أن نحمي شكل التجارة الحالي وأن نعزز من تبادل السلع والخدمات وأن نمد الجسور بين شعوب العالم، وأشار إلى أن العلاقات السلمية بين الدول والشعوب تتطلب عولمة القواعد والمعايير في التعامل مع القضايا الراهنة". أما سلطان بن سليم، فأجاب على السؤال ذاته بأن مشاعر معاداة العولمة لا يجب أن تؤثر في العلاقات التجارية بين الدول، وأن هذه المشاعر شهدت ارتفاعا ملحوظا بعد أن رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب رايتها. جيل ما بعد الألفية في جلسة حوارية حول "كيفية تعامل الحكومات مع جيل ما بعد الألفية" تحدث توم كولابوس مؤلف الكتاب الشهير "تأثير جيل ما بعد الألفية". وأشار إلى أهمية أن يعمل المجتمع والحكومات مع جيل ما بعد الألفية وتحفيزه على المساهمة في وضع حلول للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العالم، والمساهمة كذلك في خلق فرص تنموية كبيرة تؤثر في مختلف نواحي الحياة. وقال "إن جيل ما بعد الألفية قادر على إحداث تغييرات مهمة في المجتمع في مختلف النواحي، معتبراً أنه جيل يحظى بتأثير كبير في مجالات التكنولوجيا المتنوعة". وأكد تومكولابوس أهمية تعامل الحكومات بشفافية مع جيل ما بعد الألفية حتى تستطيع الاستفادة من مقدرته والوصول من خلاله إلى أفكار إبداعية تؤثر في المجتمع بشكل إيجابي. وقال "علينا أن نؤمن أن ما يمكن صنعه في المستقبل أكبر بكثير مما تم إنجازه في الماضي". هل تدمر أنظمة التعليم مواهبنا استضافت القمة في جلسة تحت عنوان "هل تدمر أنظمة التعليم مواهبنا؟" الدكتور سكوت باري كوفمن، المدير العلمي لمعهد الخيال بجامعة بنسلفانيا، حيث بدأ "كوفمان" حديثه عن تجربته الخاصة حيث كان مصاباً بإعاقة سمعية جعلته ينظر للطلبة على أنهم متفوقون عليه بسببها، ثم بدأ يكتشف تدريجياً أن التفوق لا علاقة له بالقدرات الحسية لدى البشر بقدر ما هو مرتبط بالعاطفة والشغف تجاه الحياة، وقال "كوفمان": لقد اكتشفت أن النظام التعليمي في مدرستي عزز فكرة تفوق الآخرين علي لأنه يعتمد أدوات تقليدية جداً في المقاربة بين الطلاب، وبدأت منذ ذلك الوقت أشكك بقدرة أنظمة التعليم التقليدية على تطويرنا". وأكد كوفمان أن خلل أنظمة التعليم التقليدية يتمثل في أنها تتعامل مع الطلبة بنمطية، وعلى أساس أن جميعهم متساوون بالقدرات والميول، لكن هذه الحقيقة خطأ كبير وهي أساس الخلل القائم في أنظمة التعليم التقليدية لأن لكل طالب شخصيته وميوله وقدراته الإدراكية، بالإضافة إلى شغفه وميوله الخاص". الذكاء المعقد قال كوفمان "إن الذكاء مسألة في غاية التعقيد ولا يمكن فهمها بالمطلق أو تحديد اتجاهات الأشخاص في الحياة بناء على تصورات الغير حول ذكائهم"، وأشار كوفمان إلى أن العلماء والباحثين المختصين في مسألة الذكاء توصلوا بعد دراسات معمقة ومكثفة إلى أهمية التفوق وأهمية الطاقات أكثر من أهمية المعرفة ذاتها، لأن المعرفة بدون طاقة لا تضيف للحياة شيئاً على حد تعبير كوفمان. وشدد كوفمان على أن يكون دور الأنظمة التعليمية هو فهم الناس وليس إفهامهم، لأن بدون فهم دقيق وعلمي لعواطف الطلبة ومخاوفهم ورغباتهم، لن يتمكن النظام التعليمي من تحرير إتاحة مساحة لإبداعهم وابتكاراتهم. واعتبر كوفمان أن مهمة أنظمة التعليم مراعاة أحلام كل طالب، فالحلم، كما قال، يتفوق على المنهاج العلمي في تحفيزه للطلبة في الإبداع والنجاح. وقال هوفمان: "إن الدراسات الحديثة خلصت إلى أن شغف الطالب بصورته المستقبلية التي يرسمها في مخيلته عامل أساسي في تحقيق أحلامه". جولة في عقول المتطرفين قال آري كروغلانسكي، أحد أبرز أساتذة علم النفس في جامعة ميريلاند، أنه بات من الممكن بالنسبة للحكومات مواجهة التطرف والانحراف المتعمد عن السلوكيات والقوانين العامة، من خلال اتباع سلسلة خطوات محددة. وجاءت تصريحاته خلال الجلسة الجانبية التي حملت عنوان "داخل العقول الأكثر خطورة: رؤى للحكومة". وقال كروغلانسكي: "آخذين بالحسبان أن العقل البشري يتّسم بالطواعية والمرونة، فإن مواجهة التطرف ليس بالأمر المستحيل. وانطلاقا من ذلك، فإنه من الأهمية بمكان بالنسبة للحكومات الحد من كل ما يؤدي إلى الشعور بالإهمال وقلة الأهمية بالنسبة للأفراد من خلال إرساء ركائز التعليم وتفعيل السياسات ذات الصلة. وتشمل الطرق الممكنة للحد من ذلك تصميم وتنفيذ برامج مكافحة الإرهاب والتطرف، وإظهار الصورة الحقيقة السلبية للعنف على كافة المستويات، وتعزيز المثالية والاعتدال، فضلًا عن القيام بتأسيس شبكات لمكافحة العنف". وأضاف: "لا تتوقف الأهمية عند مكافحة التطرف في ميدان المعركة فقط، ولكن أيضًا منع التوجه نحو التطرف والسعي إلى عكس اتجاهه. وقد أظهرت البحوث التي أجريت لعقود أن الإرهابيين لا يعانون من الانفصام ولا من الاكتئاب أو الأمراض النفسية. لذلك من المهم أخذ ما توصل إليه علم النفس بالحسبان للتعامل مع المتطرفين. وفي حديثه عن حالات التطرف العنيف، أشار البروفيسور إلى نموذج الاحتياجات الثلاث للتطرف، وهي السعي إلى تحقيق الكرامة التي يمكن توجيهها بطرق مختلفة، والسرد العنيف الذي يضفي شعورا بالأهمية، وسعي الفرد إلى تأسيس رابط له مع الآخرين. الإيمان بالقدرات أكد عدد من الشخصيات القيادية البارزة في القارة الإفريقية أنه بإمكان الدول النامية التي لا تمتلك بنية تحتية متطورة، أن ترتقي إلى أعلى سلّم التنمية وأن تبرز كدول رائدة في حال ركزت على المنهجيات والأنظمة والتقنيات المناسبة التي تناسب احتياجاتها. جاء ذلك خلال جلسة "القفزات التنموية المبتكرة في التجربة الإفريقية" التي شهدت مشاركة كل من رئيس جمهورية غينيا، ألفا كوندي ونائب رئيس جمهورية غانا "محمودو بوميا" وأدار الجلسة أشيش ثاكار، مؤسس مجموعة "مارا" ومؤسسة "مارا". تحدث المشاركون في الجلسة عن المنافع المرتبطة بتنمية القارة الإفريقية وكيف يمكن تعزيزها لضمان تنافسية القارة حول العالم. وقال الرئيس الغيني في معرض تعليقه على الموضوع "تكمن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في ثلاثة أمور هي الطاقة والبيئة والبنية التحتية. لا شك بأن الدول الإفريقية حققت تقدماً ملحوظاً في العديد من المجالات، وأنا متفائل على الرغم من النظرة العامة التشاؤمية حيال القارة خلال الأعوام القليلة الماضية. لقد كانت قمة الاتحاد الإفريقي مهمة جداً في تعزيز روح المسؤولية لدى المواطنين الأفارقة. يجب علينا أن نطور البنية التحتية، وأن نعزز التجارة بين دول القارة، وأن نخلق فرص العمل في قطاعات الطاقة والبنية التحتية للشباب، وأن نكون مستعدين للثورة الصناعية الرابعة". بدوره علق نائب الرئيس الغاني قائلاً "لقد تبنت عدة دول إفريقية سياسات ومنهجيات إصلاحية، وهي تسعى إلى بناء اقتصاد عالمي قوي وتنافسي. وأعتقد أن التطورات التقنية الحديثة ستساعدنا على تحقيق القفزات التنموية التي نطمح إليها، خاصة مع تسارع معدلات استخدام الأجهزة المحمولة الذكية. ينبغي علينا أيضاً العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مشاركة :