الأحداث الجسام التي تمر بها في حياتك هي المقياس الحقيقي لمعرفة مدى صدق مشاعر الآخرين تجاهك، لذا لا تغتر بكثرة عدد من تجدهم حولك في لحظات فرحك ورخائك، فالتجارب علمتنا أن الأوفياء لك لن تجدهم أمام ناظريك إلا في لحظات ضعفك وانكسارك، لأن مشاعرهم تجاهك صادقة، فهم لا يرتضون أن يروك في حالة يرثى لها ويقفوا مكتوفي الأيدي، فهم يستشعرون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعرفون جيدا الأدوار المنوطة بهم، دون فضل منهم ولا منة، وهذا ما شاهدناه واقعا في ردة الفعل الواسعة من قبل جماهير الأهلي عقب خسارة فريقهم برباعية قاسية أمام القادسية، حيث تحولت حالة السخط الجماهيري عقب المباراة إلى حالة التفاف ودعم تشعرك بفخر الانتماء لهذا الكيان العريق، وتؤكد لك أن الأهلي خلفه مدرج عاشق لن يتخلى عن فريقه في أحلك الظروف، ووضح ذلك جليا من خلال الحملة الجماهيرية الكبيرة التي رفعت شعار "لن تسير وحيدا يا أهلي"، في إشارة واضحة إلى وقوف أنصار هذا الكيان العريق خلف فريقهم، بالرغم من الخسارة التي أوجعتهم كثيرا، لذا على جميع عناصر منظومة العمل الرسمي داخل النادي من إدارة وأجهزة فنية ولاعبين أن يضطلعوا بدورهم على أكمل وجه، وأن يعلموا أن خلفهم مدرجا لملم كل جراحه من أجل الكيان، ومن أجل أن يعود أهليهم الذي عشقوه إلى موقعه الطبيعي الذي يليق به، وأن يبذلوا الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، وتقديم البطولات والألقاب هدية لهؤلاء العشاق الذين يستحقون الكثير.
مشاركة :