اعتبر رام بوكساني، رائد الأعمال الهندي، أن الحلم الإماراتي أقوى وأكثر تأثيراً من الأميركي، وأعرب عن سعادته بالحياة في دبي مدينة التكنولوجيا الفائقة التي بنى مسيرته الشخصية بالتوازي مع قصة نجاحها، حيث كان يبلغ 18 عاماً عندما اتخذ قراره بالقدوم إلى الإمارة، واستغرقته الرحلة البحرية من بومباي خمسة أيام، شكلت مرحلة فاصلة في حياته، حيث أوصلته إلى دبي التي يقول عنها: «أشعر بالانتماء إلى هنا». ونوه بوكساني بروح التسامح التي تسود دبي والإمارات، كما أبدى إعجابه في سيرته الذاتية «السير في الطريق السريع» بنموذج الإمارات في جذب الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية. نصيحة وسأل «البيان الاقتصادي» بوكساني الذي سيكون أحد ضيوف مهرجان طيران الإمارات للآداب في مارس المقبل عن نصيحته لرواد الأعمال في الإمارات، وهل يمكن الحديث عن الحلم الإماراتي كما يتم الحديث عن الحلم الأميركي؟ فقال: الحلم الإماراتي يتمتع بمكانة أقوى وأكثر تأثيراً من نظيره الأميركي، فما تمّ تحقيقه في دولة الإمارات من إنجازات باهرة خلال فترة قصيرة لا تتعدى ثلاثين عاماً أمر لم تقم به أي دولة أخرى في العالم. وأضاف: إن المنطق يقودك من نقطة محددة إلى أخرى بينما الخيال فإنه يفتح المجال أمامك إلى ما هو أبعد من ذلك، وفوق ذلك كله فإن الإمارات تتميز برؤيتها المتفردة التي تعتمد الإبداع والابتكار وتشجعه وتوفر البيئة الملائمة لتطويره. فمنذ فترة قصيرة كانت البلاد تعيش في حقبة القرن التاسع عشر، وتمكنت الإمارات في فترة لا تتعدى 30 إلى 40 عاماً من تحقيق قفزة نوعية بحيث أصبحت دولة عصرية حديثة تواكب تطورات القرن الحادي والعشرين، وقد تحقق ذلك بفضل ما يتمتع به حكام دولة الإمارات من قيادة رشيدة تشجع الخيال والإبداع وتفتح المجال أمامه. مفاهيم جديدة وشدد بوكساني على أن الإمارات دولة شابة ولهذا فإنها منفتحة نحو المفاهيم الجديدة، وفي هذا الإطار تسمح بمشاريع الاندماج ولا تمتلك قيوداً نحوها، فهنالك بعض الدول التي تضع قوانين صارمة تحكم مشاريع الاندماج وذلك بهدف حماية صناعاتها ومشاريعها. وبالتالي نجد أن مشاريع إماراتية مثل موانئ دبي تنتشر حول العالم وتدير عدداً من الموانئ الأخرى، وكذلك مجموعة جميرا المتخصصة في مجال الضيافة قد تمكنت من تحقيق انتشار واسع حول العالم. وتابع: أما بالنسبة لقطاع المأكولات والمشروبات فإنني أعتقد أننا في حاجة إلى تكوين علامات تجارية محلية، وكذلك تحقيق الاستقرار في الأسواق إلى جانب تعزيز الانتشار على مستوى العالم. وتعد علامة باتشي من أبرز الأمثلة على ذلك فقد تمكنت من تحقيق انتشار واسع في الأسواق العالمية عبر عمليات الاندماج. وأشعر بأن عمليات الاندماج تشهد نجاحاً كبيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها مقصورة حالياً على قطاعات الأزياء والمأكولات والضيافة. ضيافة وبلا شك -يقول بوكساني- تعد المطاعم من أكثر المرافق التي يقصدها السياح حول العالم، كما أن بعض العلامات التجارية التي نشأت في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية تتمتع بشهرتها وانتشارها الواسع في العالم، وبالتالي فإنّه لا مفر للسياح من المرور بأحدها، وقد يصبح هؤلاء سفراء لهذه العلامات عند عودتهم إلى ديارهم، كما أنّ الأطفال والشباب ينجذبون بشكل كبير إلى هذه العلامات التجارية بفضل ما تقدمه من وجبات شهية إلى جانب حملاتها التسويقية المكثفة. وفي هذا الصدد أرى أنّ الإمارات في حاجة إلى ابتكار علامات تجارية للمأكولات ومطاعم خاصة بها لتسهم في الحفاظ على مفاهيم الاقتصاد الأخضر والإسلامي. تحديات وبشأن التحديات التي تواجه من يريد تأسيس عمل في الإمارات، مثل ارتفاع التكاليف التشغيلية أو الإيجارات، يقول: تعد تكاليف العمليات من أبرز العوائق التي تقف أمام ازدهار المشاريع، ولتجاوز ذلك يتوجب على الحكومات تقديم الدعم عبر توفير الطاقة والمياه والأراضي وبعض الامتيازات في الضرائب لرواد الأعمال الشباب، وعلاوة على ذلك يتوجب على الحكومات شراء هذه منتجات هذه المشاريع بسعر معقول وبيعها بأسعار تنافسية في السوق لتجنب الخسارة، وهذا من شأنه أن يعزز الثقة لدى الشباب تجاه الدخول في مجالات جديدة وتحدي قدراتهم فيها، وعلاوة على ذلك فإنّه لا بد من التفكير في الكيفية التي يمكن بها إبراز منتجاتهم بصورة تحمي أعمالهم في السوق وتقيهم من عواقب المنافسة. ثقافة وفيما إذا كانت ثقافة ريادة الأعمال وجدت طريقها إلى الشباب الإماراتي والخليجي، يرى بوكساني أن ثقافة ريادة الأعمال تشهد إقبالاً متزايداً بين الشباب في المنطقة، إلا أن معظمها لا يزال يعتمد على أعمال العائلة، بينما يتطلب الإبداع اعتماد المزيد من الابتكار والإقبال على التحديات بشكل أكبر، ومن غير الملائم أن نترك هذا الأمر لتعالجه العائلة، إنما يتوجب على الحكومة أن يكون لها دور فعال في هذه الحالة. ودعا بوكساني إلى ضرورة التنسيق بين الجهات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، وتوفير أسواق مرنة لرواد الأعمال الشباب يعد أمراً هاماً لنمو أعمالهم وازدهارها. واعتبر أن استضافة معرض اكسبو 2020 ستسهم في تحقيق نمو استثنائي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذلك بفضل التدفق الغزير للزوار الذي سيخلق طلباً متزايداً على كافة القطاعات، وفي الوقت ذاته فإنه يتوجب توفير الحماية لبعض القطاعات حتى نتمكن من رؤية نموها بصورة ملموسة بدلاً من تعريضها لتحديات المنافسة في السوق. نمو عن أكثر القطاعات الاقتصادية التي ستشهد نمواً والتي يجب أن يركز عليها رواد الأعمال، يرى رام بوكساني بأنّ المقاربة الأولى يجب أن تشمل تطوير القطاعات التي تشهد أداءً اقتصادياً ممتازاً عبر عمليات الاندماج، كما أنه يتوجب خلق علامات تجارية بنكهة محلية بدلاً من تعريض المستهلكين المحليين للمنتجات العالمية، ويمكن لقطاع السلع الاستهلاكية تقديم المزيد إذا ما قامت الحكومة بتوفير الحماية له.
مشاركة :