سوريا- وكالات: تحارب مقاتلات عربيات العدو الأكثر خطورة وهو تنظيم داعش إلى جانب زميلاتهن الكرديات رغم ضغوط المجتمع والتقاليد. وعلى بعد 20 كم من مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش، تشارك بتول (21 عاما) في المعركة التي تخوضها قوات سوريا الديموقراطية، وتقول "تحديت عشيرتي وأبي وأمي، والآن أتحدى العدو". وإذا كان من المألوف رؤية مقاتلات كرديات يحاربن جنبا إلى جنب مع الرجال، فظاهرة المقاتلات العربيات خارج قوات الجيش، جديدة نسبيا في سوريا. وتقاتل بتول منذ سنتين ضمن "قوات حماية المرأة" التي تشكل جزءا من وحدات حماية الشعب الكردية في خطوط المواجهة الأمامية في الريف الشمالي الشرقي لمدينة الرقة وهي تنتمي إلى العشيرة الشرابية إحدى العشائر العربية المعروفة في المنطقة. وتروي لفرانس برس بينما تقف بالقرب من خيمة بيضاء وسط سواتر ترابية وتلف رقبتها بوشاح خمري منقوش بورود صغيرة، "قال لي أهلي: تتركين السلاح أو ننكرك. فرفضت. ومنذ ذلك الحين، لا يكلمونني". وتتابع "انضممت إلى حركة المرأة من أجل تحرير المرأة وتخليصها من العبودية. نحرر الوطن لا لكي نبقى نحن بين أربعة جدران". وبتول واحدة من عشرات المقاتلات العربيات اللواتي يشاركن في حملة "غضب الفرات" ضمن قوات سوريا الديمقراطية وتهدف العملية التي بدأت في نوفمبر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى طرد تنظيم داعش من الرقة، أبرز معاقلها في سوريا. وفيما الشابة صاحبة الملامح الناعمة والخجولة تتكلم، يمكن سماع صوت قصف طيران التحالف الدولي ودوي قذائف الهاون تنهال على نقاط تمركز عناصر تنظيم داعش في قرية الطرشان المجاورة، قبل رؤية الدخان يتصاعد في البعيد وهي المعركة الأولى التي تشارك فيها بتول ضد داعش. وبسبب حياتها إلى جانب المقاتلات الكردية، تصدر منها من دون انتباه بعض الكلمات الكردية بين وقت وآخر تجلس بين رفيقاتها داخل خيمة حيث يتم تحضير الشاي من دون أن تترك سلاحها، وتقول "حين حملت السلاح للمرة الأولى، خفت كثيرا، السلاح الآن قطعة مني لأنه سوف يحررني ويحميني". وتقول "العلاقات بيننا وبين الفتيات الكرديات هنا جيدة، نختلف في اللسان (اللغة)، لكن كلنا هنا لنحرر أنفسنا ونحرر الوطن". وتقول المتحدثة باسم "حملة غضب الفرات" والقيادية ضمن قوات سوريا الديمقراطية جيهان شيخ أحمد إن "تجربة وحدات حماية المرأة انعكست على جميع المكونات والقوميات في سوريا. وبعد تحريرنا لمناطق ذات غالبية عربية كالشدادة وتل حميس ومنبج، ازدادت أعداد المقاتلات العربيات بيننا"، مشيرة إلى أن عددهن تجاوز الألف.
مشاركة :