وصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم العلاقات بين بغداد وطهران بأنها «تاريخية». وأضاف معصوم خلال مقابلة مع وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس، أن هذه العلاقة لم «تكن يوما متعارضة مع مصلحة الشعب العراقي». وقال معصوم: «كما تعلمون، فالتيارات السياسية التي هي على رأس السلطة في بلدنا لديها علاقات وطيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحيث تتجاوز نطاق العلاقات السياسية المتعارفة، لذلك نحن نسعى من خلال هذه العلاقات الحميمة إلى تحقيق أهدافنا». وتابع: «حققنا مصالح من خلال علاقاتنا مع طهران في جميع المراحل التي طويناها في تاريخنا الراهن». وردا على سؤال حول معارضة بعض البلدان الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، لنشاطات بعض الشخصيات الإيرانية داخل العراق، مثل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وغيره من المستشارين العسكريين الإيرانيين الموجودين في العراق، قال الرئيس العراقي إن وجود سليماني في العراق «هو في الحقيقة ضمن برنامج حضور المستشارين الإيرانيين والأجانب لتقديم الدعم الاستشاري اللازم في محاربة الإرهاب، فهناك مستشارون عسكريون من عدة بلدان». وتابع: «لذا لا يمكن لأحد ادعاء أن تواجد المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق غير قانوني، وليس لأحد الحق في الاعتراض على ذلك، فنحن نعتقد أن حضورهم يعد أمرًا طبيعيًا». وأضاف: «أؤكد لكم بأن الكثير من الساسة في العراق لديهم علاقات حسنة مع اللواء قاسم سليماني». في المقابل، انتقد معصوم الوجود العسكري التركي في شمال العراق، وقال: «منذ دخول القوات التركية في الأراضي العراقية، أعلنا عن استيائنا، وأصدرنا بيانًا شجبنا فيه هذا الإجراء، كما أعربنا عن رفضنا له في لقاءاتنا مع مختلف المسؤولين الأتراك، وقد أكدنا على ذلك لرئيس الوزراء التركي في زيارته الأخيرة لبغداد، وأخبرناه بأن هذا الإجراء يعد نقضًا لسيادة بلدنا، ومن المؤكد أن ما قامت به القوات العسكرية التركية يعتبر عملاً غير قانوني، وسوف نبذل جهودًا ونمارس ضغوطًا سياسيا، بغية وضع حل لهذه الأزمة عن طريق السلك الدبلوماسي حتى نرغم الأتراك على مغادرة أراضينا». وبخصوص تشكيل قوات الحشد الشعبي وعلاقتها مع بعض المكونات في العراق، لا سيما قوات البيشمركة في إقليم كردستان، قال معصوم إن قانون الحشد الشعبي الذي صادق عليه أعضاء البرلمان «صادقنا عليه نحن أيضًا في مكتب رئاسة الجمهورية من منطلق اعتقادنا بضرورة الاهتمام أكثر بهذه القوات المسلحة، ولكن هناك بعض أعضاء (الحشد) ينتمون إليه بشكل غير قانوني، وقلما يلتزمون بمقرراته الخاصة، لذا يجب متابعة هذا الأمر لوضع حل له».
مشاركة :