إعادة انتخاب راخوي رئيساً لـ«الحزب الشعبي» في إسبانيا

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أُعيد انتخاب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي مساء أمس (السبت) على رأس «الحزب الشعبي» المحافظ الحاكم منذ العام 2011 في إسبانيا، بعدما تجاوز كل العقبات المرتبطة بسلسلة فضائح فساد شوهت صورة الحزب. وانتخب راخوي (61 سنة) بـ 95 في المئة من الأصوات التي أدلى بها المندوبون الإقليميون الذين حضروا إلى مدريد في إطار المؤتمر العام للحزب الذي يختتم اليوم، أي 2630 صوتاً من أصل 2645، وفق ما أعلنت رئيسة المؤتمر كريستينا سيفونتس. ولم يترشح أحد لينافس رئيس الوزراء داخل هذا الحزب المنظم جداً ويقوده راخوي منذ 2004. وعيّن راخوي ماريا دولوريس دي كوسبيدال وزيرة الدفاع في منصب نائب رئيس الحزب، متجاهلاً نقاشاً داخل الحزب حول ضرورة عدم تعدد الوظائف. وقال رئيس الحكومة عند تقديم ترشيحه: «لا نريد ثورات ولا تقلبات كبيرة». وأضاف: «نريد أن نحكم بحذر». وكانت سلسلة من النتائج السيئة في الانتخابات في 2015 و2016 خصوصاً بسبب قضايا فساد طاولت حزبه، أضعفت راخوي. ففي 20 كانون الأول (ديسمبر) 2015، خسر «الحزب الشعبي» غالبيته المطلقة في مجلس النواب، إذ أصبح يشغل 123 مقعداً من أصل 350 بدلاً من 186 مقعداً. بعد أشهر وفي أيار (مايو) 2015، واجه نتائج سيئة في انتخابات المقاطعات والبلديات وخسر مدينة مدريد. وحل ثانياً حينذاك «حزب المواطنة» (سيودادانوس) الكاتالوني من يمين الوسط، الذي نما على الصعيد الوطني بإدانته فساد الطبقة الحاكمة. ووصل التراجع إلى حد أن راخوي واجه ربيع 2016 معارضة حتى نواب من داخل حزبه. ولكن الحزب تمكن من تجاوز الأزمة وحسن نتائجه في الانتخابات التشريعية الجديدة التي نظمت في نهاية حزيران (يونيو) 2016 بعد أشهر من التعطيل السياسي وتمكن من الحصول على 137 مقعداً. وراخوي عضو في «الحزب الشعبي» منذ 1977 وصعد سلم السلطة تدريجاً بدءاً بتوزيع ملصقاته في غاليسيا مسقط رأسه. وأسس «الحزب الشعبي» في العام 1976 مانويل فراغا الوزير السابق في عهد فرانسيسكو فرانكو. وهو حالياً حزب يميني تقليدي مؤيد للوحدة الأوروبية. وكان رئيس الحكومة المحافظ خوسيه ماريا أثنار (1996-2004) الذي يمثل التيار المتشدد في الحزب تخلى في كانون الأول عن رئاسته الفخرية وانتقد خصوصاً سياسته حيال مسألة انفصال كاتالونيا (شرق) التي اعتبر أنها مفرطة في اعتدالها. في المقابل، فاز بابلو إيغليسياس اليوم برئاسة حزب «بوديموس» الإسباني اليساري المتطرف بعدما أعاد أنصاره انتخابه مؤيدين دعوته للعودة إلى الشارع في حركة التظاهرات. وصوت أكثر من 155 ألف شخص في الانتخابات التمهيدية للحزب التي شهدت إعادة انتخاب إيغليسياس رئيساً واختيار غالبية كبيرة من مرشحيه لمجلس القيادة. ودعم أنصار إيغليسياس استراتيجيته لمستقبل حزب «بوديموس» في خطوة يأملون بأن تنهي أشهراً من الخلاف الداخلي في الحزب الذي يعد من الأحزاب اليسارية الرائدة في أوروبا. وحصل إيغليسياس على أكثر من 89 في المئة من الأصوات، وأيد 56 في المئة نظرته المستقبلية. وحزب «بوديموس» الذي تأسس في 2014 وانبثق من حركة الاحتجاج الكبرى المناهضة للتقشف والتي اجتاحت إسبانيا خلال أزمتها الاقتصادية الخانقة، قريب من حزب «سيريزا» اليوناني و«الجبهة اليسارية الفرنسية»، ويحظى بشعبية كبيرة لكنه يشهد انقساماً داخلياً بعد صعوده السريع إلى الساحة السياسية المحلية. وبفضل وعوده بالتغيير الجذري حصل «بوديموس» على 71 من مقاعد البرلمان في إطار ائتلاف يساري أوسع. وتقدم إيغليسياس على صديقه الرجل الثاني في الحزب إنيغو أريخون.

مشاركة :