أوردت صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» أن النيابة العامة المالية تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية هذا الأسبوع في شأن تحقيقها المستمر منذ 17 يوماً والخاص باحتمال شغل زوجة مرشح حزب «الجمهوريين» اليميني المحافظ للانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون ووولديه وظائف وهمية. ويشكل هذا النباء تطوراً مقلقاً لفيون الذي اختار الابتعاد بضعة أيام من باريس، ومواصلة حملته الانتخابية في جزيرة لا ريونيون التي كانت منحته نسبة تأييد 60 في المئة في الانتخابات التمهيدية لحزبه. وأوضحت الصحيفة أن النيابة العامة المالية التي استمعت مطولاً إلى اقوال المعنيين، فيون وزوجته بنيلوب وولديه ماري وشارل، إضافة إلى أشخاص آخرين، تستطيع إحالة القضية إلى النيابة العامة إذا رأت أنها غير مخولة البت فيها، وكذلك إحالة شخص أو أكثر من المعنيين إلى المحكمة الجزائية، علماً أن الصحيفة استبعدت الادعاء ضد مجهول. وسيعني ذلك عملياً انسحاب فيون من السباق الرئاسي، بحسب ما كرره مرات. وسيجد اليمين الفرنسي الذي تشهد صفوفه بلبلة عميقة وإرباكاً، بالتالي نفسه ملزماً إيجاد مرشح بديل لفيون لخوض المعركة الرئاسية، ما يشكل مهمة عسيرة، خصوصاً أن آخر موعد رسمي لتقديم طلبات الترشيح إلى الرئاسة هو ١٧ آذار (مارس) المقبل. وكان محــاميا فيون وزوجــته طــعنا بصــلاحية النيابة العامة المالية التي تترأسها القاضية إيليان هوليت باعتبارها «غير مخوّلة الحكم على طبيعة عمل شخص منتخب ومعاونيه، وتنتهك مبدأ الفصل بين السلطات». وتسببت قضية الوظائف الوهمية في تدهور شعبية فيون، الذي تشير استطلاعات للرأي إلى أنه سيحتل المرتبة الثالثة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية خلف الوزير السابق إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وظهر هذا التدهور خلال الجولات الانتخابية لفيون التي شهدت إطلاق مواطنين شعارات تصفه بأنه «نصاب»، ويدعون إلى انسحابه من سباق الرئاسة، وهو ما حصل أيضا في جزيرة لا ريونيون، حيث اشتبك أنصاره مع معارضين لترشيحه. على صعيد آخر، ألقى محتجون على «وحشية» الشرطة ضد شاب أسود مقذوفات على الشرطة وأحرقوا سيارات وصناديق قمامة في منطقة بوبيني المتاخمة لضاحية أولنيه سو بوا في باريس. وكان المحتجون أحرقوا سيارات وصناديق قمامة ليل 7 الجاري، فاعتقلت الشرطة بعضهم، وهو ما تكرر في مدينة مرسيليا بعد مسيرة داعمة للشاب الأسود السبت ايضاً. ومنطقة أولنيه سو بوا واحدة من عدة مناطق مكتظة بالمهاجرين كانت شهدت أعمال شغب عام 2005، بعد مقتل شابين صعقاً بالكهرباء داخل محطة حاولا الاختباء بها لتجنب اعتقالهم. وتسببت هذه الحادثة في أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع، وشهدت حرق نحو 10 آلاف سيارة و300 مبنى، ما دفع وزير الداخلية حينها نيكولا ساركوزي إلى إعلان الطوارئ، ما جذب انتباه العالم إلى التناقضات بين باريس وضواحيها المحرومة اقتصادياً.
مشاركة :