تنظيم داعش يحذر كما فعل في العراق أواخر سنوات الألفية الثانية من إمكانية تحوله إلى حرب عصابات معولا على دعم جزء من الطائفة السنية. العرب [نُشرفي2017/02/13، العدد: 10542، ص(6)] ثقة في دحر التطرف باريس- يرى خبراء ومراقبون أن الهزائم المتلاحقة لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق خاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وليبيا مؤشر على قرب انهياره، غير أن التنظيم يحاول تدارك هزائمه باعتماد استراتيجية تتطلب منه العودة إلى الصحراء لمحاولة النهوض والعودة بأكثر قوة بعد فترة من الوقت، واستخدام آليات جديدة لشن هجمات إرهابية، وهو ما اعتمده مؤخرا لاستهداف الأمن القومي الأوروبي وما يعرف بهجمات الذئاب المنفردة. ويحذر التنظيم الجهادي، كما فعل في غرب العراق أواخر سنوات الألفية الثانية، من إمكانية تحوله إلى حرب العصابات معولا على دعم جزء من الطائفة السنية لمواجهة التحالف الدولي القوي الذي تمكن من النيل من داعش وتحرير مناطق خاضعة لسيطرته آلت إلى انسحابه من مناطق عدة في كل من سوريا والعراق. وكان المتحدث باسم التنظيم ومسؤول الدعاية أبومحمد العدناني، قال في رسالة قبل مقتله بأشهر الصيف الماضي “تحسبين أميركا أن الهزيمة فقدان مدينة أو خسارة أرض؟”. وأضاف “هل انهزمنا عندما خسرنا المدن في العراق وبتنا في الصحراء بلا مدينة أو أرض؟ وهل سنهزم وتنتصرين إذا أخذت الموصل أو سرت أو الرقة أو جميع المدن وعدنا كما كنا أول حال؟، كلا ستنتصرين ويهزم المجاهدون في حالة واحدة إذا استطعتِ انتزاع القرآن من صدور المسلمين”. وفسر دومينيك توماس، خبير الحركات الجهادية في معهد الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية للصحافة الفرنسية تصريحات قادة داعش “وفقا لمنظورهم، أنه اختبار من الله. فالهزائم علامات لانتصارات الغد”. وأشار الخبير الفرنسي إلى تصريحات تدعم وجهة نظره “يقولون لقد عشنا ذلك فعلا في الأنبار سابقا (حيث هزموا على يد تحالف بين الجيش الأميركي وبعض العشائر) وفي العقد السابق، حتى عندما أعلنت وفاتنا، عرفنا كيف ننهض من الرماد”. وتابع الخبير “إنهم يراهنون على فشل الحكم بعد استعادة هذه الأماكن، لا أوهام لديهم حول ما ترغب السلطات في بغداد تقديمه إلى المدن التي تستعيدها”. ويقولون “سيقعون في الأخطاء نفسها، وسترتكب الميليشيات الشيعية انتهاكات”، كل هذا سيصب في صالحهم لمواصلة حرب عصابات ستكون بدايتها ضعيفة لكن هدفها العودة بقوة مرة أخرى، إنها سياسة الفوضى التي ستسمح لهم في نهاية المطاف باستعادة مكانتهم”. وكان تقرير صدر في واشنطن في ديسمبر الماضي بعنوان التهديد الجهادي بمشاركة 20 خبيرا دوليا اعتبروا أن “ورقة التنظيم المقبلة يمكن أن تكون العودة إلى الصحراء فهو واثق من إمكانية الاستمرارية بإحداث تغييرات استراتيجية يحد فيها من هزائمه”. ورأى الخبراء أن التنظيم سيبقى على الأرجح منظمة إرهابية تقليدية، وسيكون قادرا على استغلال غضب السنة وإثارة التوتر الطائفي طوال السنوات الخمس أو العشر المقبلة في العراق وسوريا وليبيا، وربما غيرها. وميدانيا، تتضاعف مؤشرات حول عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى التخفي، رغم أنه يقاتل محاولا عرقلة تقدم قوات التحالف. وأوضح الخبراء في التقرير أن المجموعة المتطرفة قادرة وستعود إلى الاستراتيجية التي انتهجتها بين العامين 2007 و2011، عبر التحول إلى حركة تمرد نجحت في زعزعة استقرار الحكومة العراقية العاجزة عن نيل ثقة عشائر سنية كبيرة في مناطق بأكملها. ويقول الخبيران باتريك راين وباتريك جونستون “يجب على التحالف عدم الخلط بين تحول التنظيم من شبه دولة إلى شبكة إرهابية، وهو خيار استراتيجي متعمد عقب هزيمة داعش بشكل نهائي”. :: اقرأ أيضاً الأحزاب السياسية المصرية في قفص المحكمة الدولة الإسلامية تنزل تحت الأرض وتترك الذئاب المنفردة فوقها النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي يعيشون كابوسا
مشاركة :