أفادت وثائق محكمة ومسؤولون أميركيون وبريطانيون ومحامون أن بريطانياً خطط لشن هجوم عبر تلغيم حذاء في طائرة، تحول إلى شاهد أساسي لممثلي الادعاء الأميركيين الساعين إلى اعطاء هيئة المحلفين الأميركية فكرة عن الحياة داخل تنظيم القاعدة، بعدما تآمر في وقت سابق مع زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن. وأدلى ساجد بادات (33 عاماً)، الذي تحوّل إلى مخبر تابع للحكومة، بإفادة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في محاكمات في نيويورك خاصة بشخصين متهمين بالانتماء إلى القاعدة. ومن المقرر أن يقدّم إفادة في محاكمة الداعية المصري أبو حمزة المصري، الذي بدأت محاكمته هذا الأسبوع. وما زال بادات الذي قضى عقوبة بالسجن ويعيش بهوية جديدة في بريطانيا، ويرفض الذهاب إلى الولايات المتحدة للشهادة لأنه مطلوب لدى السلطات الأميركية بتهم خاصة بمحاولة تفجير طائرة بمتفجرات مزروعة في حذاء. ويجد محامو الدفاع أنفسهم في مواجهة شهادته التي تضر بموقف موكليهم، ويقولون إن الحكومة تستخدم بادات كـ"شاهد" في المحاكم الأميركية، في انتهاك لاتفاق مع السلطات البريطانية بأن يدلي بشهادته "في الولايات المتحدة"، حيث من المحتمل أن يواجهه محامو الدفاع خلال الاستجواب، في حين تترك لائحة الاتهام ضده معلقة إلى أجل غير مسمى. وأبرم بادات اتفاقاً رسمياً مع السلطات البريطانية يقدم بموجبه معلومات، ويشهد ضد المتشددين مقابل تخفيف العقوبة عنه. وفي عام 2012 نشر مكتب الادعاء الملكي البريطاني بياناً على موقعه على الإنترنت، يفيد بأن بادات هو "أول بريطاني يدان بالإرهاب" يتفق مع السلطات على "تقديم أدلة في محاكمة ضد إرهابيين آخرين". وأضاف البيان أن بادات وافق في إطار الإتفاق بوضوح على تقديم الأدلة "في الولايات المتحدة" ضد شخص متهم بأنه مخطط تابع للقاعدة. وركزت معظم الإفادات التي أدلى بها بادات حتى الآن في القضايا التي تنظر فيها المحاكم الأميركية، على تفاعله مع بن لادن وغيره من قادة تنظيم "القاعدة" أثناء التدريب الذي تلقاه في أفغانستان، ما ساعد ممثلي الادعاء على تكوين صورة بشأن الكيفية التي عمل بها التنظيم من دون أن يؤدي ذلك إلى إدانة مباشرة لمتهمين في المحاكمة. وفي مطلع الأسبوع، قدم بادات شهادة عبر دائرة مغلقة في قضية أميركية يحاكم فيها بابار أحمد وسيد طلحة أحسن المقيمان السابقان في جنوب لندن، واللذان أدارا مواقع على الإنترنت مؤيدة لتنظيم القاعدة. وقال المتهمان إنهما مذنبان بتهم "دعم الإرهاب" في ولاية كونيتيكت، بعدما قضيا أعواماً في السجون البريطانية يناضلان ضد تسليمهما إلى الولايات المتحدة. واتهم محامو أحمد وأحسن السلطات الأميركية بـ"التحايل" من خلال الإبقاء على قضية جنائية قائمة ضد بادات، ما يحول دون استجوابه أمام أعضاء هيئة المحلفين، موضحين أنه في عام 2009، كتبت مسؤولة في وزارة العدل الأميركية إلى محامي بادات موافقة على دراسة ما إذا كان تعاونه قد يقود إلى حل القضية الأميركية الخاصة به. لكن محامي أحد المتشددين البريطانيين قالوا في رسالة إلى قاض اتحادي الشهر الماضي، إنه بعد مرور خمسة أعوام "لم تحل الولايات المتحدة القضية الخاصة ببادات". وادلى بادات بشهادته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في محاكمة جرت اخيراً في مانهاتن لسليمان ابو غيث، صهر بن لادن الذي وجه خطابات تهديدية بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وأثناء إدلائه بشهادته أمام محاكم أمريكية قال بادات إن "بن لادن تحدث معه شخصياً بعبارات حماسية في إطار استعداداته لتنفيذ هجومه بحذاء ملغوم". وقال مساعد المدعي العام الأميركي ايان مكجينلي، إن السلطات الأميركية "مازالت تبحث اتهامات لبادات بإخفاء متفجرات في حذائه". الولايات المتحدةبن لادنابو حمزة المصري
مشاركة :