في محيط مدينة الموصل استعادت القوات العراقية قرى مسيحية ومناطق واسعة من سيطرة تنظيم داعش، وعلى بعد حوالي عشرين ميلا من الموصل عاد بعض الأهالي إلى الحمدانية المعروفة أيضا بقرقوش، ولكن المنطقة لحقها الدمار، وكثيرون ما زال هاجس الخوف يرافقهم، والعودة لمعظمهم ليست خيارا مناسبا في الوقت الراهن وتقول امرأة: إلى أين عسانا نعود؟ إلى الخراب؟ إلى أي مدينة نرجع وهي بهذا الخراب؟ مدينة الحمدانية الطيبة كانت بحفلاتها وأنسها كيف نعود إليها وهي بهذا الخراب؟ هل نرجع إلى هذا الظلم والبيوت المحروقة؟ هذه مأساتنا، هكذا تحول بيت خالي، أليس هذا محزنا؟ إنه محزن؟ أما من اختاروا البقاء فقد شرعوا في تهيئة بيوتهم ومحلاتهم التجارية، وانضم إليهم متطوعون لطلاء الجدران وواجهات المحلات التي كتبت عليها شعارات تنظيم داعش وتقول امرأة أخرى: مع الصبغ يمكن محو ما كتب، ولكن في الصميم ينبغي أن نصلح فكر الانسان، كيف يمكن للآخر أن يحبنا ونحبه، وكيف يمكن أن يفهمنا ونفهمه، وكيف يمكن للآخر أن يتعايش معنا ونتعايش معه، هذا صعب جدا، لأن التغيير يتطلب أجيالا وفي مخيم للنازحين في اربيل يواصل مسيحيون صلواتهم في فضاءات أعدت للغرض، في انتظار العودة إلى القرى والبيوت الآمنة
مشاركة :