كيف تحدّد أياً من العلاقات الزوجية السعيدة ستنتهي بالطلاق؟

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يشعر الزوجان بالتعاسة في غضون السنوات الأولى من زواجهما، لا عجب في أن تنتهي علاقتهما بالطلاق. لكن بعض الأزواج الآخرين يعكسون نمطاً مختلفاً بالكامل: خلال السنوات الأربع الأولى، يؤكد الزوجان أنهما راضيان تماماً عن زواجهما. ولكن بحلول ذكرى زواجهما العاشرة، يكونان قد تطلقا. كيف يمكننا أن نفهم ما حدث عندما ينتهي زواج سعيد بالطلاق؟ وماذا يميّز الأزواج الذين يشعرون بالسعادة في البداية ولا تدوم علاقتهم عمن يستمر زواجهم؟ في دراسة معمّقة، استعان جاستن لافنر وتوماس برادبوري بأشخاص تزوجوا حديثاً وتتبعا علاقاتهم طوال عشر سنوات. قيّم هذان الباحثان شخصية المشاركين في أول مرة التقياهم فيها. وبمرور الوقت سألاهم مراراً عن مدى شعورهم بالرضا حيال زواجهم، التزامهم بعلاقتهم، وتجاربهم مع الإجهاد. اتضح أن الزوجين يتفاعلان أحدهما مع الآخر في نقطتين مختلفتين من الزمن. في إحدى الجلسات، طلب الباحثان من كل مشارك تحديد مصدر التوتر في علاقته ومناقشته. وفي جلسة أخرى، تحدث كل مشارك عن أمر يود تبديله في نفسه مع أنه لا يشكّل مصدر توتر. أفاد كلا الزوجين في 136 علاقة أنهما يشعران بالرضا عن زواجهما خلال السنوات الأربع الأولى، وأن معدل الرضا لم يتراجع كثيراً أو البتة بمرور الوقت. ولكن رغم معدلات الرضا الزوجي العالية والمستمرة التي شعر بها كلا الزوجين خلال السنوات الأربع الأولى، انتهى 15% من هذه العلاقات بالطلاق بعد عشر سنوات من الزواج (في المقابل، انتهى نحو نصف العلاقات، التي لم تكن سعيدة جداً، بالطلاق بعد عشر سنوات). ولكن ما يميّز الأزواج السعداء في البداية الذين انتهى بهم المطاف إلى الطلاق عمن ظلوا متزوجين؟ إليك أولاً أوجه الشبه بين مَن شعروا بالسعادة في البداية وتطلقوا ومَن ظلوا متزوجين: لم يكونوا أقل التزاماً بعلاقتهم. لم يملكوا عدداً أكبر من الخصال الشخصية السلبية (على سبيل المثال، لم يكونوا أكثر عدائية). لم يخوضوا تجارب أكثر صعوبة في الحياة، ولم يتعرضوا لأي إجهاد يومي مزمن. في تفاعلهم أحدهم مع الآخر، تمتعوا بالميل ذاته إلى القبول بالتسويات، اللجوء إلى الفكاهة، التعبير عن الحب، وطمأنه الشريك. • وماذا عن أوجه الاختلاف؟ إليك ما ميز الأزواج الذين تطلقوا: • كانوا أصغر سناً. • عبروا عن مقدار أكبر من الغضب والاستياء في تفاعلاتهم. • عبروا عن مقدار أكبر من الخلاف واللوم. • كانوا أكثر ميلاً إلى مخالفة الشريك رأيه. • عند مناقشة مسألة شخصية يرغب شريكهم في تبديلها، عبّروا غالباً عن تشاؤم في غير محله، منعوا الشريك من التعبير عن مشاعره، وأصروا على أن يحل مشاكله وحده. •وهكذا نلاحظ الكثير من اللامبالاة والمشاعر المقيتة في العلاقات التي انتهت بالطلاق. ولكن تذكّر أنهم كانوا مستعدين للتسوية، المرح، الطمأنة، والحب بقدر الأزواج الذين استمروا في علاقتهم. يعتقد الباحثان أن هذه المزايا الإيجابية ولّدت على الأرجح معدلات لا مبرر لها من الثقة بالزواج خلال السنوات الأربع الأولى. لربما فكروا: «صحيح أن شريك حياتي يبدو لامبالياً أو عنيداً قليلاً، إلا أنه يتعاطى معي أيضاً بدفء ومرح. سننجح في علاقتنا الزوجية». إلا أن آمالهم هذه تحطمت.

مشاركة :