- تعد محاولة لدمج اليتيم بالمجتمع ومنح العديد من السيدات غير المتزوجات والمحرومات من الإنجاب فرصة "الأمومة". - الشيخ إبراهيم الزبيدي: لا يجوز لما فيه من الضرر الحاصل للمرضعة وللرضيع. - الشيخ سعود الحنان: يجوز بشرط أن الإبر أو الحبوب لاتؤثر على صحة المرأة. - د.أنوار الحربي: لا يعد حليب غير المتزوجة "إرضاعًا" ولابد من أن تستأذن المرأة لأن الحليب للزوج. - هدى الملحم : اعتمدنا على فتوى بجواز استخدام منشطات هرمونية لإدرار الحليب دون حمل. - الاختصاصي النفسي مشعل القراش: هناك جوانب إيجابية وسلبية وقد يرفض الزوج المستقبلي الطفل المحضون. - عمار عزاوي: إبر "البرولاكتين" تؤثر على المرأة غير المتزوجة وقد تسبب لها عقمًا ثانويًا. حث الإسلام على رعاية الأيتام، واحتضانهم والوقوف معهم، ونال اليتيم مكانة متميزة في الإسلام، وتعد المملكة رائدة في كفالة اليتيم، وتسهيل كل الطرق لكفالة ورعاية الأيتام، وفي إنجاز طبي جديد، تم ابتكار حقن خاصة تساعد النساء العازبات، والعقيمات في إدرار الحليب لإرضاع الأطفال الأيتام ليكن بمنزلة الأم الشرعية لهم بتوفر أهم شرط لذلك، وهو إرضاعهم من حليبهن. "سبق" تواصلت مع أطباء، واختصاصيين ومشايخ للوقوف على فوائده ومضاره، وشرعيته. فتوى في حل معضلة احتضان النساء غير المتزوجات للأطفال الأيتام، استندت إدارة الإشراف النسائي الاجتماعي بفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المنطقة الشرقية، إلى فتوى لهيئة كبار العلماء بجواز استخدام منشطات هرمونية لإدرار الحليب دون حمل. وأوضحت مساعدة مدير عام إدارة الإشراف النسائي هدى الملحم وفقًا لما جاء في تصريحات صحفية محلية، أن فتوى صادرة من هيئة كبار العلماء أكدت أن المرأة التي تناولت منشطات هرمونية لإدرار الحليب وأرضعت الطفل ٥ رضعات مشبعات في الحولين الأولين من عمره؛ تصبح أمًا له بالرضاعة. وأكدت الملحم أن الإدارة اعتمدت على هذه الفتوى بحيث تكون الأم المحتضنة أمًا من الرضاعة للطفل، بعد استخدام المنشطات الهرمونية لإدرار الحليب له. وكان مشروع الإرضاع في دور الأيتام بالمنطقة الشرقية توقف قبل نحو 5 سنوات، بعد انخفاض الإقبال على مشروع "التآخي بالإرضاع"، بسبب تخوف الأسر من اختلاط الأنساب على المدى البعيد. المساعدة لإدرار الحليب من جهة أخرى كشفت استشارية طب الأسرة وصحة المرأة والطفل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني الدكتورة رذاذ محمد ولي، أن إخضاع النساء الراغبات بـ"حضانة الأيتام" وغير القادرات على "الإرضاع" هناك إجراءات طبية، وحقن معينة من أجل مساعدتهن على إدرار الحليب. وقالت: سجلنا حالات طبية عدة لمساعدة العازبات وغير المتزوجات، والعقيمات على إدرار الحليب لإرضاع الأطفال الأيتام، وهو بنفس خصائص حليب الأم الطبيعي التي أثبتتها المنظمات العالمية. أضرارها الدكتور عمار عزاوي، اختصاصي اجتماعي،أوضح لـ "سبق" أن تطور الثدي في الإرضاع لدى المرأة الحامل يمر بخمس مراحل لتهيئة الثدي ، وهذا ما تفقده السيدة العزباء التي تُهيأ للإرضاع، من خلال حقنها بإبر تحفز إدرار الحليب تدعى "برولاكتين". وبيّن "العزاوي" أن هرمون "البرولاكتين" يرتفع بشكل طبيعي لدى السيدة الحامل، ويستمر بالارتفاع خلال فترة الإرضاع، وإعطاء المرأة غير المتزوجة لهذا الهرمون قد يسبب لها مشاكل صحية، كانقطاع الدورة وعقم ثانوي، كونها لا تمر بالمرحلة الطبيعية التي تمر بها الحامل حيث تساعد هرمونات عدة منها "الاستروجين" و"البروجسترين" لتهيئة الثدي للإرضاع، وهذا ما تفتقده المرضع العزباء مما يسبب لها مشاكل أخرى في الثدي". ونوه العزاوي "أنه يجب ان تكون السيدة على دراية كاملة بالأعراض الجانبية في حال رغبتها بإرضاع الأطفال، وتعرف أضرارها وتتحمل المسؤولية كاملة". استئذان الزوج أما الدكتورة أنوار الحربي، اختصاصية توليد ونساء " قالت لـ"سبق" أولاً تعقيبًا على الكلام في الإباحة في موضوع كهذا مشكوك في أمرها، وبخصوص الشق الطبي لا يعد حليب غير المتزوجة حليب إرضاع هذا إذا كانت هناك مدرات للحليب كما يدعون مع علمي أنه لايوجد شيء لإدرار الحليب، والله أعلم، ثانيًا لابد من أن تكون متزوجة لأن الحليب حليب الزوج لذا يجب استئذانه قبل الإرضاع". لاضرر ولاضرار "سبق" تواصلت مع الشيخ سعود الحنان، إمام وخطيب جامع، لمعرفة الرأي الشرعي بهذا الخصوص.، الذي قال "بالنسبة لإرضاع المرأة غير المتزوجة للطفل من حليب يدر من ثدي غير المتزوجة بحبوب طبية أو إبر علاجية الفتوى تجيز ذلك ؛ ولكن بشرط أن الإبر أو الحبوب أو العلاج لا يؤثر على صحة المرأة في الحاضر وفي المستقبل لقوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )، وكذلك الحليب الذي يرضعه الطفل ليس فيه ضرر عليه . للآية السابقة ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)؛ ومن خلال اطلاعي على الفتوى واضح من الفتوى الجواز وتصبح أمه من الرضاع إن أرضعته ٥ رضعات مشبعات. أما الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد الزبيدي، عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض، فاختلف مع الشيخ حنان، بإيجاز الأمر وأوضح لـ"سبق": بخصوص إرضاع الأم غير المتزوجة من حيث الحكم الشرعي فقد اختلف العلماء في حكم الحليب الذي يدر من امرأة غير متزوجة أو من غير حمل، فذهب بعض العلماء إلى أنه لا ينشر المحرمية. وقال آخرون إن العبرة بوجوده، لا بوجوده من زوج ، فقالوا إنه ينشر المحرمية، وهذا هو الراجح ، وهو قول الجمهور، ويكاد يتفق عليه الأئمة الأربعة. وأضاف" وينبغي التنبيه على أمرين مهمين في هذا الباب الأول : أن يكون الطفل الرضيع دون السنتين، فإن كان عمره أكثر من ذلك : لم ينشر لبن المرأة التحريم .الثاني : أن يرتضع ٥ رضعات مشبعات ، فإن ارتضع أقل من ذلك : "لم يصر ولدًا في الرضاع لمن أرضعته" . اختلف العلماء وتابع الشيخ الزبيدي بخصوص حبوب الإرضاع التي تعطى للمرأة "من الناحية الطبية فأخذ المرأة للأدوية "المدرة للحليب"بغرض إنتاج حليب للرضاعة دون حدوث حمل ، يشكل خطرًا كبيرًا عليها ولا ينفع الجنين، بل قد يضره. لأنها عبارة عن هرمونات، ومحفزات للغدة النخامية لزيادة إنتاج البرولاكتين المسؤول عن إدرار الحليب؛ مع حقن المرأة بهذه الهرمونات سيحدث خلل وارتباك في الغدة النخامية، وتبعًا لذلك ارتباك وظائف الأعضاء التي هي تحت إمرتها مباشرة، وأخرى غير مباشرة ، فتضطرب وظائفها، وتحدث مضاعفات ثانوية أقلها زيادة الوزن مع ما ينجر عنه من أخطار، ومضاعفات أخرى في النظر، أو الإبصار. واحتمال الإصابة بورم في الغدة النخامية على المدى الطويل أو القصير وارد أيضًا". وأردف" قد يتسامح بعض الأطباء مع حالات تعاني أصلاً ارتفاع هذا الهرمون أو البرولاكتين، بنسبة زائدة على المقدار الطبيعي، وهي من بين العوامل المسببة للعقم، وقد ينتج حليب بكمية كافية نوعًا ما، ولكن تركيبه يختلف كثيرًا عن الحليب الطبيعي، ولا يحمل تلك الفائدة التي يحتويها الحليب الأصلي ، فليس هناك ما يسمى باللبأ الذي يحتوي على عناصر مغذية، وأخرى مسؤولة عن منح مناعة أولية للرضيع خلال الأيام الأولى، والتي تحميه من الكثير من الأمراض؛ وزيادة على ذلك خطر مرور الأدوية التي تناولتها المرأة إلى الطفل عبر الحليب والذي يحدث خللاً كبيرًا في نظام الهرمونات عند الطفل، ولو كان بنسبة قليلة". جو أسري أما الاختصاصي النفسي، مشعل القرشي، فيقول:" أعتقد من وجهة نظري دون الخوض في مشروعية أو سلامة هذا القرار وإن صح أن أسباب استعانة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عدة يمكن إجمالها في بضع نقاط.عزوف العوائل الطبيعية المكونة من أب وأم عن احتضان الأطفال اليتامى والتى تسعى الوزارة أن يعيش الأطفال في جو أسري؛ محاولة توسعة نطاق اندماج الطفل بالمجتمع؛ منح العديد من السيدات غير المتزوجات، والمحرومات من فرصة الإنجاب من احتضان طفل، وتلبية غريزة الأمومة لديهن، ومنح الطفل فرصة الشعور بالانتماء لأم تحبه وترعاه وذاك شعور لا يتطلب وجود أب ؛ فالعديد من الأطفال نشأوا تحت جناح أم عزباء"مطلقة_أرملة" وعاشوا بشكل طبيعي وفي جو أسري سليم. وأضاف القرشي" أما في مسألة أن الاستعانة بسيدات متزوجات لم يرزقن بأبناء وكونه أفضل من الاستعانة بغير المتزوجات فأعتقد أن الوزارة أتاحت الأمر منذ سنوات، وربما الآن قد تُمنح غير المتزوجة فرصة هي الأخرى طالما انطبقت عليها الاشتراطات التي لابد أن تتوافر في كل من يقدم مثل ذاك الطلب سواء من سيدات متزوجات أو غير متزوجات. رفض مجتمعي فيما يخص الآثار المترتبة على هذا القرار يجيب "القراش" فهو كأي قرار له جوانب إيجابية وأخرى سلبية ومن جوانبه الإيجابية التي ذكرناها منح الطفل فرصة العيش في كنف أم ترعاه وتمنحه الحب والعطف والحنان وكل المشاعر التي يحظى بها الطفل العادي من أمه؛ بالإضافة إلى تلبية حاجة وغريزة الأمومة لدى بعض السيدات اللاتي لم يُكتب لهن الزواج لأسباب مختلفة. أما من ناحية الآثار السلبية فقد تتزوج الأم الحاضنة لاحقًا وقد لا يتقبّل زوجها الطفل المحضون فيقع الطرفان"الأم والابن" في خضم مشاكل قد تؤدي لتفرقتهما أو لعيش الطفل لدى رجل لا يقبل بوجوده في منزله؛ كذلك قد تقع السيدة الحاضنة لضغوط مجتمعية غير متقبّلة فكرة الأم العازبة أو لفكرة الاحتضان بحد ذاتها خصوصًا أن فكرة احتضان الطفل من أسرة مكونة من أب وأم مازالت تواجه بعض الرفض المجتمعي بشكل أو بآخر".
مشاركة :