كانت النجمة البريطانية أديل الفائزة الكبرى في حفلة توزيع جوائز «غرامّي» ليل الأحد - الإثنين، ودخلت تاريخ أعرق المكافآت الموسيقية الأميركية في أمسية تميزت بطابعها السياسي. وفازت أديل بخمس جوائز «غرامّي» ليرتفع مجموع ما حققته من هذه المكافآت الى 15 في مسيرتها الفنية. وهي أول فنانة تفوز بجوائز أفضل ألبوم وأفضل تسجيل وأفضل أغنية مرتين. وكان البريطاني ديفيد بووي الذي توفي قبل سنة، من أكبر الفائزين خلال الحفلة أيضاً، حاصداً في ليلة واحدة أكثر مما فعل طوال مسيرته الفنية مع نيله خمس جوائز عن ألبومه الأخير «بلاك ستار» الذي صدر قبل يومين من وفاته. وأبدت أديل تواضعاً على رغم فوزها الكبير، مشيدة كثيراً ببيونسيه التي كانت مرشحة للفوز بجوائز عدة خلال السهرة. فلدى تسلمها جائزة أفضل تسجيل عن أغنية «هيلو» توجهت أديل الى بيونسيه الحامل قائلة «كوين بي (لقب بيونسيه) أنا أعشقك. أنت تتركين أثراً في نفسي كل يوم (...)، أريدك أن تكوني والدتي»، ما أثار الضحك في صفوف الحضور. وللسنة الثانية على التوالي، واجهت النجمة البريطانية مشاكل تقنية خلال الغناء، ولم تتردد في التوقف عن الغناء خلال أدائها أغنية تكريماً لجورج مايكل الذي توفي قبل فترة قصيرة. ووقف لها الحضور مصفقاً لأدائها المؤثر. وتوج ألبومها «25» الزاخر بالأغاني الناجحة المفعمة بالحنين الى حب سابق، مثل «هيلو» او «ساند ماي لوف» أفضل ألبوم. وسبق لأديل أن فازت بالجائزة نفسها عن ألبومها «21» الذي سجل مبيعات قياسية وحصد مجموعة من جوائز «غرامّي». وقالت الفنانة البريطانية: «قبل خمس سنوات كنت هنا حاملاً من دون أن أدرك ذلك. وخلال حملي وبعدما أصبحت أماً فقدت شيئاً من ذاتي. لا أزال أواجه صعوبة في دوري كأمّ. الأمر صعب فعلاً». ووجهت تحية أخرى الى بيونسيه وألبومها «ليمونايد». وكانت بيونسيه قبل ذلك أبهرت الحضور بأداء شكّل تحية الى الأمومة، وهي حامل بتوأمين، مع زوجها نجم الراب جاي زي. وفي إخراج رائع صفق له الحضور في مسرح «ستايبلز سنتر» في لوس انجليس وقوفاً، ظهرت بيونسيه أولاً في شريط فيديو ترتدي فيه لباس بحر، وغنّت بعد ذلك «لوف دراوت» و«ساند كاسلز»، وهي مرتدية فستاناً ذهبياً ومرصعاً بالستراس مع شعر تعلوه طرحة مذهبة واضعة حول عنقها عقداً يذكر بالحلي القبلية. وأضافت بيونسيه الى رصيدها البالغ 20 جائزة «غرامّي» سابقة، مكافأتين جديدتين الأحد عن أفضل فيديو كليب لأغنية «فورمايشن» وأفضل ألبوم معاصر. وتُوّج مغني الهيب هوب تشانس ذي رابر (23 سنة) بلقب أفضل فنان جديد، كما نال جائزة أفضل ألبوم راب. المسرح...منبراً سياسياً على شاشة ضخمة توسطت مسرح تسليم جوائز «غرامّي» الموسيقية، عُرض الدستور الأميركي، لتصبح الحفلة هذا العام الأجرأ سياسياً حتى الآن. وأثار عرض الدستور الذي يبدأ بعبارة «نحن الشعب»، موجة من التصفيق دفعت الحضور للوقوف في ذروة عرض قدمته كايتي بيري مغنية البوب التي أدت أغنيتها الجديدة «تشيند تو ذا ريذم» (مقيّدون باللحن). وتتحدث كلمات الأغنية التي ترد فيها عبارة «نعتقد أننا أحرار» عن استدراج الناس إلى «فقاعة مريحة». وشارك بيري في تقديم الأغنية سكيب مارلي حفيد المغني الجاميكي الشهير بوب مارلي الذي كانت أغانيه عادة ما تنطوي على احتجاج على القمع والظلم الاجتماعي. وأثارت انتخابات الرئاسة الأميركية سلسلة من التعليقات من فنانين في حفلات تقديم جوائز كان أبرزها انتقاد الممثلة ميريل ستريب للرئيس دونالد ترامب أثناء توزيع جوائز «غولدن غلوب» في كانون الثاني (يناير) الماضي. واستمرت هذه الموجة ليل الأحد - الإثنين، بعدما أثار العديد من الفنانين مسألة الانقسام السياسي والحاجة للتعبير عن الرأي. وقالت الممثلة والمغنية جنيفر لوبيز في بداية الحفلة «إنها لحظة مميزة في التاريخ، وأصواتنا مطلوبة أكثر من أي وقت مضى». وفي منحى ساخر بدأ جيمس كوردن مقدم الحفلة العرض كلامه بالقول: «استمتعوا لأن هذه الحفلة هي الأفضل ومع الرئيس ترامب لا نعرف ما الذي سيأتي بعد ذلك». وقدمت فرقة إيه ترايب كولد كويست للهيب هوب عرضاً مشحوناً سياسياً مع المرشحَين للجوائز اندرسون باك وبوستا ريميس تحدثت فيه الفرقة عن «العنصر البرتقالي»، وهو اسم يطلق على ترامب، وكذلك اسم لمبيد استخدمه الجيش الأميركي سلاحاً في حرب فيتنام، وشكرته ساخرة على «محاولته الفاشلة لفرض حظر على المسلمين». وفي نهاية العرض انضمت نساء يضعن الحجاب إلى المغنيَين وسط هتافات تندد بالعصرية. وناشد نيل بورتناو رئيس أكاديمية التسجيلات التي تدير جوائز «غرامّي»، الرئيس الأميركي أن يجدد التزام الحكومة تجاه الفنون قائلاً إن الأميركيين «يجدون باستمرار ما يذكرهم بالأشياء التي تجعلهم منقسمين»، مشيراً إلى اللون والدين والسياسة، مستدركاً: «ما نحتاج إليه بشدة هو ما يذكرنا بكل ما يربطنا بعضنا ببعض».
مشاركة :