عمان: محمد الدعمه شنت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، أمس، غارة على أربع آليات حاولت اجتياز الحدود الأردنية السورية ودمرتها بالكامل وقتلت من فيها دون أن يعرف عددهم بالضبط. ووسط ترجيحات بأن الآليات تعود لتجار سلاح أو مخدرات، نفت دمشق تحريك آليات باتجاه الحدود الأردنية، كما أنكر الجيش السوري الحر صلته بالموضوع. وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان إنه «في نحو الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم (أمس) شوهد عدد من الآليات المموهة تحاول اجتياز الحدود السورية الأردنية وبطريقة غير مشروعة وفي منطقة جغرافية صعبة المسالك». وأضاف البيان أنه على «الرغم من التحذيرات المتكررة التي دأبت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكيد عليها بأنها لن تسمح بأي خرق للحدود الأردنية السورية فقد وجه عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني رميات تحذيرية لهذه الآليات، إلا أنها لم تمتثل لذلك وواصلت سيرها حيث طبقت قواعد الاشتباك المعروفة وتدمير هذه الآليات». من جانبه، قال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية، إن «بلاده لن تسمح لأي جهة كانت باجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة». وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات اجتياز الحدود الأردنية ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة عدم ضبطها في الجانب السوري». وأكد أن «القوات المسلحة الأردنية تعمل كل ما بوسعها لضبط الحدود التي تمتد 375 كلم وذات تضاريس متنوعة بين سهول وجبال وعرة وصحراء». وأضاف «جرت مخاطبة الأشقاء في سوريا من أجل ضبط الحدود ولكن لا يوجد هنالك سيطرة في الجانب السوري». وأشار إلى «تدمير أربع آليات سورية ذات الدفع الرباعي وقتل من فيها، دون أن يحدد عددهم أو الجهة التي ينتمون إليها». من جانبه، قال مصدر أردني مطلع إن «المتسللين عبر الحدود، في العادة، هم من تجار السلاح والمخدرات وإن نوعية هذه العمليات التهريبية نشطت كثيرا في الآونة الأخيرة». وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأوامر الصادرة لقوات حرس الحدود هي عدم السماح لأي جهة كانت التسلل عبر الحدود سواء تجار أو من المعارضة أو من الجيش النظامي أو التنظيمات المتشددة». وأشار المصدر إلى أن أربع طائرات استخدمت في العملية للقضاء على تلك المركبات التي كانت تتحرك في منطقة تعرف بـ«الحدود الحرام» القريبة من الساتر الترابي، الذي يميز الحدود الأردنية عن الحدود السورية. وتقع بمحاذاة منطقة تسمى (الحرة) تبلغ مساحتها أكثر من 20 ألف كلم وتمتد من الحدود السورية شمال بلدة الصفاوي إلى المنطقة القريبة من بلدة الرويشد الواقعتين على طريق عمان - بغداد الدولي. وتمتاز المنطقة بحجارتها السوداء التي يستطيع الإنسان الاختباء بينها، كما يصعب السير بها ليلا في السيارة لشدة وعورتها. وأشار المصدر إلى أنها «المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات الأردنية إلى سلاح الجو الملكي للتعامل مع المركبات التي حاولت التسلل بطريقة غير شرعية ومشبوهة». وبينما لمحت جهات إلى أن الرتل الذي حاول التسلل يعود إلى السلطات السورية، نفت دمشق تلك الأنباء جملة وتفصيلا. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه «لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الأردنية وبالتالي ما جرى استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع للجيش العربي السوري». كما نفى الجيش السوري الحر علمه بتلك التحركات، ورجح أبو أحمد العاصمي، عضو المجلس العسكري الأعلى التابع لـ«الحر» عن الجبهة الجنوبية أن «تكون الآليات المستهدفة عبارة عن سيارات يستخدمها عادة المهربون لنقل البضائع من الأردن إلى سوريا»، نافيا لـ«الشرق الأوسط» دخول «أي دبابات أو مدرعات تخص المعارضة من جهة الحدود الأردنية». وأوضح العاصمي أن «قوات المعارضة غالبا ما تتنقل بسيارات (بيك أب) مكشوفة في المنطقة الحدودية ولا تستخدم آليات ثقيلة حرصا على العلاقة مع الطرف الأردني». وكانت القوات المسلحة الأردنية شددت في الكثير من البيانات الصادرة عنها أخيرا أنها لن تسمح باختراق حدودها أو اجتيازها بطريقة غير شرعية، وأنها «لن تتهاون مع أي كان ممن يحاولون المس بأمن الأردن ومواطنيه، وستقطع اليد التي تمتد لإيذاء أي أردني أو ترويعه داخل حدود المملكة». وحسب إحصائيات رسمية أردنية فإن عمليات التهريب عبر الحدود الأردنية - السورية ارتفعت بنسبة 300 في المائة خلال عام 2013 قياسا بعام 2012 فيما ارتفعت عمليات تسلل الأشخاص بنسبة 250 في المائة. وأحبط الأردن الكثير من حالات التسلل من وإلى المملكة عبر الحدود مع سوريا التي يتخللها 44 معبرا غير شرعي يدخل عبرها اللاجئون السوريون إلى الأراضي الأردنية، إضافة إلى إحباط عمليات تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والمخدرات والسجائر واعتقلت عشرات الأشخاص وحاكمت عددا منهم.
مشاركة :