عون يدعو القاهرة إلى إطلاق «مبادرة إنقاذ عربية» والسيسي يعد بدعم قدرات الجيش والأجهزة الأمنية

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق الرئيس اللبناني ميشال عون من القاهرة أمس، دعوة لمصر إلى إطلاق «مبادرة إنقاذ عربية» تقوم على وضع «استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب»، منبهاً إلى أن «لا خلاص لبلدان المنطقة من إجرام الإرهاب إلا بالتضامن الكامل في مواجهته». وكان عون عقد لقاء قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تعهد «أن تواصل مصر دعمها لبنان على كل الصعد»، مؤكداً استعداد بلاده لـ «دعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية»، ومعرباً عن ثقته بأن «تعزز ولايته وضع لبنان كبلدٍ للتعددية السياسية والتنوع الثقافي، وتحفظه بعيداً من أي محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتي تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربي خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش وتلاقٍ بين الأديان والمذاهب». وكان الرئيس اللبناني وصل مطار القاهرة صباح أمس في زيارة رسمية، وكان في استقباله وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل، قبل أن يستقبله الرئيس المصري في قصر الاتحادية الرئاسي حيث عقدت جلسة ثنائية أعقبها لقاء موسع حضره عن الجانب اللبناني وزراء: الخارجية جبران باسيل، الداخلية نهاد المشنوق، المال علي حسن خليل، الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، الاقتصاد والتجارة رائد خوري إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والقائم بأعمال سفارة لبنان في مصر أنطوان عزام. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن اللقاء «شهد تباحثاً حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وأبدى الرئيسان تطلعهما لاستئناف اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، والتي يجري حالياً التحضير لعقدها قريباً، ومن المقرر أن تشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات الجديدة بين البلدين في مختلف المجالات»، وأضاف أن الجانبين تناولا أوضاع الجالية المصرية في لبنان وأعرب السيسي عن ثقته بالتوصل إلى حل لكل المشاكل التي قد تواجه أبناء الجالية خلال إقامتهم وعملهم في لبنان»، مشيراً إلى أنه تمت أيضاً «مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية»، وأكد السيسي تقديره دور لبنان «الفاعل في إطار الأمة العربية باعتباره جزءاً لا يتجزأ منها». وأكد الجانبان «وقوفهما معاً في معركة مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف، فضلاً عن ضرورة معالجة جذور الأزمات في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ يضمن وحدة أراضي دول المنطقة واستعادة استقرارها». ودعا عون مصر إلى إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب والعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات الملحة في الوطن العربي، وبخاصة في سورية التي ألقت الأزمة فيها بتداعياتها على مختلف دول المنطقة، لا سيما لبنان، وأكد السيسي حرص مصر على الوقوف إلى جانب لبنان وحث المجتمع الدولي على مساعدته في تحمل أعباء استضافة اللاجئين على أراضيه». وعقب الجلسة، خرج الرئيسان إلى بهو القصر حيث تحدثا إلى الصحافيين، فأكد السيسي أن مصر «سعت دوماً للحفاظ على كيان الدولة اللبنانية ومؤسساتها واستقرارهما، فتواصلت مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساساً لحل الخلافات، كما كانت من أولى الدول التي رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية... صُنعت في لبنان بعيداً من تدخل القوى الخارجية، وحافظت على «النموذج اللبناني الفريد» في التعايش بين كامل طوائفه ما يجعل لبنان نموذجاً رائداً في المنطقة لتسوية الأزمات سياسياً». وأعرب السيسي أن «ولاية الرئيس عون ستُعزز وضع لبنان كبلدٍ للتعددية السياسية والتنوع الثقافي الذي تحكمه أسس المشاركة والتوافق بين القوى السياسية المختلفة... وستحفظه بعيداً من أي محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتي تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربي خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش وتلاق بين الأديان والمذاهب». وقال: «ستجدون منا كل الدعم في جهودكم من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومواصلة جهود البناء والتنمية». وأوضح السيسي أنه تم التباحث «حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي في أفريقيا بغرض الترويج لصناعات البلدين ومنتجاتهما في القارة الأفريقية. وأسعدني أن أستمع من الرئيس عون إلى رؤيته لتطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين، والرعاية التي تحظى بها الجالية المصرية الموجودة في لبنان»، مشيراً إلى أن المحادثات تطرقت إلى «العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي عانى منها لبنان، كما اتفقنا على ضرورة وقوف الدولتين معاً ضد مخاطر الإرهاب». وأضاف: «ناقشنا أيضاً الاستعدادات الجارية للقمة العربية المقبلة التي ستستضيفها المملكة الأردنية، والتي نعمل جميعاً على إنجاحها في مواجهة التحديات العصيبة التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها». ووجه عون دعوة للسيسي إلى زيارة لبنان، فرد السيسي شاكراً وقال: «قريباً سأكون في لبنان». وقال عون: «أكدنا ضرورة توطيد نشاط اللجنة العليا المشتركة ومتابعة أعمالها وتفعيل اجتماعاتها بشكل دوري». وأشار إلى أنه تم «التطرق إلى الوضع العام الملتهب في منطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربي»، معتبراً أن «الآمال معقودة على الدور الذي يمكن مصر أن تقوم به بقيادة السيسي»، ورأى أن «مصر الاعتدال والانفتاح، مصر السنَد، يمكنها إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب الذي يضرب في أرضنا ويستبيح أهلنا والعمل على إيجاد الحلول السياسية للأزمات الملحة في الوطن العربي وبالأخص في سورية، التي تستعر فيها النار منذ سنوات وقد طاولتنا شظاياها وألقت نتائجها حملاً كبيراً على كاهلنا تجلى بزيادة ما يقارب 50 في المئة من عدد سكاننا». ونبه إلى أن «العنف وما يستتبعه لا يمكن أن يرسي سلامًا ولا يبني مستقبلاً بل يباعد الحلول المطلوبة ويفاقم الانقسامات ويضاعف التشرذم ويزيد من مخاطر الفوضى الشاملة». وأضاف: «لقد توقفنا طويلاً عند ظاهرة الإرهاب التي عانى منها لبنان ومصر كثيراً ودفعا من دماء شعبيهما الزكية الكثير، فأكدنا أن الأديان السماوية وما تحمله من تعاليم سامية بريئة من كل أشكال التعصب والتطرف والجنوح إلى الإرهاب، وأن لا خلاص لبلدينا اللذين يفتخران بتنوعهما الديني، ولعالمنا العربي، من هذا الإجرام الإرهابي إلا بالتضامن الكامل في مواجهته، لأن الإرهاب لا يميز بين دول وشعوب وأديان بل يطبع عقيدة القتل والتدمير، وهي عقيدة منافية لمنطق الحياة». وتابع: «كما أكدنا ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتأكيد حق العودة ورفض التوطين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وعقب القمة المصرية - اللبنانية، زار عون بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني، الذي أكد عمق «العلاقات الرسمية والشعبية والكنسية مع لبنان وشعبه»، مثمناً دور لبنان في «استقبال اللاجئين السوريين ومحاربة الفكر المتطرف والحفاظ على وحدة لبنان، على رغم ما تمر به المنطقة من حروب». وأكد عون أن لبنان يشكل «نموذجاً للتعايش المشترك ويرعى حوار الأديان على أراضيه منذ عشرات السنين، على رغم وجود العصبيات المتعددة والقوميات المختلفة فيها»، ووصف عون مصر بـ «نموذج الاعتدال، وتنعم بالاستقرر على رغم الأوضاع الملتهبة التي تمر بها المنطقة». كما زار عون مشيخة الأزهر والتقى شيخها الإمام الأكبر أحمد الطيب، فيما من المقرر أن يزور الرئيس اللبناني والوفد المرافق اليوم جامعة الدول العربية ويلتقي أمينها العام أحمد أبوالغيط، كما يلقي كلمة أمام المندوبين الدائمين لدى الجامعة. قانون الانتخاب صعب...والموازنة صعبة علق أحد الوزراء المرافقين للرئيس ميشال عون في زيارته القاهرة على ما آلت إليه الاتصالات للاتفاق على قانون انتخاب جديد بالقول إن «لا نية لأحد بفرض قانون انتخابات ويجب ألا يكون هناك وهم بذلك، المهم حصول الانتخابات». وأقر الوزير نفسه في دردشة مع بعض الصحافيين على الطائرة بأن قانون الانتخاب «صعب والنقاشات ستتواصل ويفترض أن تأخذ زخماً إضافياً الأربعاء والخميس». وأضاف: «ربما لن يعود النقاش بشكله في اللجنة الرباعية وسيتخذ شكل ثنائيات أو ثلاثيات». وشدد على أن «من الضروري جداً حصول الانتخابات بمعزل عن شكل القانون ولن يحصل التمديد للمجلس النيابي». وعن اقتراح إدخال تعديل على قانون الستين قال: «الستين معدلاً هو أكثري والأكثري الصرف مرفوض وعبر عن ذلك الرئيس عون و (الأمين العام لـ «حزب الله») السيد حسن نصر الله». وإذ أمل بـ «أن يتم الاتفاق على مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (اعتماد النظام النسبي في 13 دائرة انتخابية) الذي قدم بصيغ عدة»، أشار إلى أن «تيار المستقبل» يرفضه حتى الساعة». وعن إقرار مشروع الموازنة في الحكومة أوضح أن هناك جلستين لبحثها هذا الأسبوع، الأربعاء والخميس واحتمال لعقد جلسة ثالثة الجمعة، من دون استبعاد إقرارها سريعاً.

مشاركة :