هبطت أسعار النفط أمس بفعل مؤشرات على استمرار التخمة في أسواق الوقود العالمية، رغم تخفيضات الإنتاج بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، التي حققت نجاحاً أكبر مما كان متوقعاً في البداية. وبفعل دلائل متزايدة على زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 46 سنتا إلى 56.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 1302 بتوقيت غرينتش بعدما لامس أقل مستوى له خلال الجلسة عند 56.04 دولار للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 41 سنتا إلى 53.45 دولار للبرميل بعدما انخفض في وقت سابق من الجلسة إلى 53.29 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات نشرتها (أوبك) أمس أن المنظمة التزمت بأكثر من 90 % من التخفيضات المتفق عليها في إنتاج النفط في يناير الماضي بما يشير ضمنا إلى أن تخمة المعروض التي ضغطت على الأسعار قد تتلاشى هذا العام، كما سجلت البيانات خفضا كبيرا في إمدادات السعودية. وأبلغت السعودية أوبك بأنها خفضت الإنتاج بمقدار أكبر مما قدرته المصادر الثانوية إذ قلصت إنتاج يناير أكثر من 700 ألف برميل يوميا إلى 9.748 مليون برميل يوميا وهو مستوى إنتاج أقل من المطلوب منها بموجب اتفاق أوبك. وكانت أوبك اتفقت على خفض إنتاجها من الخام بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير. وأشارت بيانات من مصادر ثانوية تستعين بها أوبك لمراقبة إنتاجها إلى أن إمدادات الأعضاء الأحد عشر الملتزمين بمستويات مستهدفة للإنتاج بموجب الاتفاق انخفضت إلى 29.888 مليون برميل يوميا في يناير. ويمثل ذلك التزاما بنسبة 93 % بالاتفاق وفقا لحسابات رويترز التي استندت إلى أرقام أوبك، ولم تكشف المنظمة في تقريرها الشهري عن مستوى الالتزام. وقال عصام المرزوق وزير النفط الكويتي أمس إن أسعار النفط جيدة حاليا ومن المتوقع ارتفاعها مع تنامي نسبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بين أوبك والمنتجين المستقلين. وأضاف المرزوق أن نسبة التزام أعضاء أوبك باتفاق خفض الإنتاج تبلغ 92 % في حين تبلغ نسبة التزام المنتجين من خارج أوبك 50 %. وأضاف قائلا للصحافيين على هامش مؤتمر نفطي في العاصمة الكويتية «نسبة التزام المنتجين المستقلين جاءت بهذا الشكل نظرا لالتزامهم بتعهدات سابقة ولأن الالتزام تدريجي»... «متفهمون لدرجة التزام الدول خارج أوبك ونسعى للوصول إلى التزام 100 %». وقال بنك ايه.ان.زد أمس، «يترقب المتعاملون صدور تقرير أوبك الشهري إذا جاءت التخفيضات متماشية مع التقديرات فينبغي أن ترتفع أسعار النفط». عقد نفطي من ناحية ثانية، وقعت شركة أرامكو السعودية أمس عقدا مع شركة نورث هواجين للصناعات الكيماوية الصينية لتوريد الخام في 2017 وفقاً لما أفاد به مصدران مطلعان أمس. ويأتي العقد - وهو الأول بين أرامكو وهواجين- في الوقت الذي تحاول فيه المملكة استعادة مكانتها كأكبر مورد للخام إلى آسيا ثاني أكبر مستهلك في العالم هذا العام بعدما خسرت تلك المكانة لصالح روسيا في 2016. وقال مصدر مطلع أمس إن أرامكو ستورد الخام العربي الخفيف فائق الجودة لهواجين بما يسمح لشركة التكرير الصينية التي تسيطر عليها الدولة بإنتاج المزيد من النفتا لإنتاج البتروكيماويات. صادرات أظهر برنامج تحميل اطلعت عليه رويترز أن العراق ثاني أكبر منتج في أوبك يعتزم خفض صادرات النفط من مرفأ البصرة الجنوبي إلى 3.013 ملايين برميل يومياً في مارس المقبل، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس الماضي. ووفقا للبرنامج ستنخفض صادرات خام البصرة الخفيف في مارس إلى 2.207 مليون برميل يوميا، كما ستتراجع صادرات خام البصرة الثقيل قليلا إلى 806 آلاف برميل يوميا.
مشاركة :