سيرة المؤرخ فؤاد حمزة في مجلس حمد الجاسر الثقافي

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سلط الباحث قاسم الرويس بمحاضرته في مجلس حمد الجاسر الثقافي الضوء على مذكرات ومسيرة فؤاد أمين حمزة الذي تُوفِّي في بيروت بعد سنواتٍ من العمل الدبلوماسي والبحث العلمي والأدبي. بدأها عام 1926م في بداية تأسيس المملكة، إذ كان بجوار الملك المؤسِّس مستشاراً خاصاً، جامعاً بين العمل الدبلوماسي وبين الأدب الرفيع والثقافة الواسعة وامتلاك ناصية البيان، وقد ترك تراثاً خالداً من المؤلَّفات والمخطوطات من النَّوادر والنفائس في مختلف العلوم والآداب. جاء ذلك في محاضرةٍ بعنوان: فؤاد حمزة: آثاره وحياته وأدارها د. عبدالعزيز الهلابي. وأوضح المحاضِر: أنَّ فؤاد حمزة نال ثقة الملك عبدالعزيز، وهو ما جعله يتفانى في عمله وفي الولاء والإخلاص للملك، يُخلِص في الرأي ويصدُق القول ويُحسِن المشورة بما يتَّصف به مِن بُعْد نظره في الأمور، وعُمْق غَوْره، وخبرته المتنامية مع مرور الوقت، حتى أحبَّه الملك وقدَّره وقدَّر آراءه السديدة ومشوراته الحكيمة، فصار أحد ثِقات الملك عبدالعزيز وخاصَّته، ويكفي أن يجعله الملك مبعوثه للأُمَم والدول ممثِّلاً للمملكة. ومن علائم ثقة الملك عبدالعزيز بفؤاد حمزة دون غيره من الكُتَّاب، سماحه له بأنْ يروي على لسانه قصَّة استرداد الرياض، فكان الملك عبدالعزيز يُملي عليه تفصيلات القصة بما فيها من مفاجآت وتغيُّرات وإستراتيجيات، وكان فؤاد حمزة يدوِّن، ثم سمح له بنَشْرها في كتابه البلاد العربية السعودية؛ لأنه يرى في فؤاد حمزة الرجل النقيَّ السَّريرة، الأمين والدقيق في نَقْل الخبر والـحَدَث عِشْقًا للحقيقة ورغبةً فيها. وأشار إلى أنَّ فؤاد حمزة أثرى المكتبة التاريخية الوطنية بثلاثة مؤلَّفاتٍ قيِّمة، كانت من بواكير الرَّصْد والتوثيق وذات مرجعية أصيلة للتاريخ الوطني، حيث تحوي إحصاءات مبكِّرة عن الخدمات والسكَّان وتاريخ بعض مؤسَّسات السُّلطة التنفيذية والسُّلطة التشريعية بما يُشبِه توثيق مكوِّنات السياسة المحلِّية السعودية في ذلك الوقت. وأفاد المحاضر: أنَّ دارة الملك عبدالعزيز تحتفظ ضمن موجودات الراحل فؤاد حمزة بـ26 مخطوطة من النَّوادر والنفائس في مختلف العلوم والآداب، على رأسها العلوم الشرعية والتاريخ والشِّعْر واللغة العربية بعلومها المختلفة، وقد قامت الدارة بترميمها بأحدث الوسائل وتغليفها وتجليدها وأضافتها لمجموعة المخطوطات لديها التي تتجاوز ثلاثة آلاف مخطوطة، وشملت هذه المجموعة مخطوطةً لديوان سقط الزند للشاعر أبي العلاء المعرِّي، ومخطوطةً في الفِقْه بعنوان الأحكام المتضمِّنة لفِقْه أئمَّة الإسلام ومخطوطة غُنْية ذوي الأحكام بُغْية دُرَر الإحكام لمؤلِّفه حَسَن بن عمَّار الشرنبلالي بتاريخ 1659م، ونُسخت عام 1706م بيد أحمد بن علي بن خلاف المنوفي، ومخطوطة لديوان شِعْر شعبي للشاعر أحمد الصالح البسَّام، ومخطوطة في اللغة العربية هي مَنْهَج السالك في ألفيَّة ابن مالك لمؤلِّفها علي بن محمَّد الأشموني 1495م، ومخطوطة فَتْح القدُّوس لمغلقات القاموس لمؤلِّفه عبدالرحمن بن عبدالعزيز العمري التادلي، ومخطوطة أطواق الذهب في المواعظ والـخُطَب لمؤلِّفها محمود بن عُمَر بن محمَّد الزمخشري سنة 1075م، وهي منسوخة في عام 1878م، بالإضافة إلى مخطوطة الإعلام بأعلام بيت الله الحرام لمحمَّد بن أحمد بن محمَّد النَّهْرَوَالي، التي نُسخت عام 1719م، وغيرها من المخطوطات التي تشكِّل إضافةً مهمَّةً للمكتبة التُّراثية والعِلْمية في المملكة.

مشاركة :