انتخبت حركة «حماس» الإسلامية القيادي يحيى السنوار، أحد مؤسسي جناحها العسكري، رئيساً لمكتبها السياسي في قطاع غزة خلفاً لإسماعيل هنية، بحسب ما ذكرت مصادر مقربة من الحركة أمس الإثنين (13 فبراير/ شباط 2017). وتجري الحركة منذ أشهر عدة انتخابات داخلية تتعلق بمراكز مسئولية فيها. ويقول متابعون للتطورات في القطاع إن هنية هو الأكثر حظّاً للحلول محل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الموجود في قطر، والذي يترأس فعليّاً الحركة منذ العام (2004) بعد اغتيال اسرائيل مؤسسها الشيخ أحمد ياسين ثم خليفته عبدالعزيز الرنتيسي. وقضى السنوار قرابة 20 عاماً في السجون الإسرائيلية وأطلق سراحه العام 2011 في إطار اتفاق للإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي - الفرنسي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس خمس سنوات في القطاع. ويقول المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة في قطاع غزة لوكالة «فرانس برس» إن تعيين السنوار أصبح مؤشراً على «أن كتائب القسام باتت من يحكم بشكل واضح» في القطاع. وأضاف «أعتقد أن هذا مؤشر على أننا قد نشهد تصعيداً مع الاحتلال الإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة؛ لأن شخصية السنوار لا تقبل بتسهيلات يمكن أن تخفف من حالة الاحتقان مع الاحتلال، وبالتالي قد نشهد خلال المرحلة المقبلة مزيداً من الاستفزازات باتجاه إسرائيل، ورد فعل إسرائيليّاً عنيفاً ضد غزة». وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة الذي يعمه الفقر والبطالة وشهد ثلاث حروب إسرائيلية منذ 2008، بينما تقفل مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد مع الخارج للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي. ويرى أبو سعدة أن من الواضح أن «من بات يسيطر على حركة حماس في الآونة الأخيرة هم عناصر القسام من دون جدال، ومن دون أي منافسة حقيقية من جانب التيار المعتدل». وتحافظ إسرائيل وحركة حماس على وقف هش لإطلاق النار منذ الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بين (يوليو/ تموز) و(أغسطس/ آب 2014) واستمرت خمسين يوماً وكانت الأطول والأكثر دموية بين الحروب الثلاث على القطاع. وتعرض اتفاق وقف إطلاق النار تكراراً لانتهاكات إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل غالباً ما تنسب إلى فصائل فلسطينية مسلحة. من جانبه، يقول كوبي ميخائيل، وهو مسئول الشئون الفلسطينية السابق في وزارة الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية، إن السنوار «يؤمن بالمقاومة المسلحة، لا يؤمن بأي نوع من التعاون مع إسرائيل أو مع المصريين. الأمر الوحيد الذي يهتم به هو القدرة العسكرية لحماس». ويؤكد ميخائيل أنه «منذ عودته إلى قطاع غزة (بعد إطلاق سراحه)، سيطر على الجناح العسكري لحماس واصبح المعارض الرئيسي للجناح السياسي للحركة».
مشاركة :