من شروط تعجيز الموظف وإشعاره بعدم الرغبة في إنجاز الأعمال ومنحه الفرصة للمراوغة هو أن يقوم المدير بممارسة مهامه الإدارية بشكل أخطبوطي. بمعنى أن يوزع المهام دون أن يضع خطة واضحة. أن يفوض الأشخاص غير المناسبين. أن لايمنح فرصة للتعلم أو التطوير. أن يضع نفسه جهاز مراقبة ذاتيا يعمل على مدى 24 ساعة ليراقب عمل الموظف. أن يراكم المهام ولاينتظر من الموظف إنهاء مهمة إلا وغافله بمهمة أخرى. أن يشكك في أقوال موظفيه. أن يلاحق موظفيه بالاستفسار عن أحوال العمل حتى بعد نهاية ساعات الدوام. أن يحاسب الموظف بدقة متناهية متجاهلاً كم الأعباء الذي قد يدفعه لعدم إنجاز مهمة ما بالشكل المطلوب. أن لايربط بين قدرات الموظف والمهام الموكلة إليه فيكلف أشخاصاً دون المستوى المطلوب بمهام أكبر. أن يتناسى أهمية التحفيز المادي والمعنوي في رفع همة الموظف. بيئة عمل كتلك لا تساهم في تسريب الموظفين الأكفاء فحسب، بل إنها تنشر الإحساس بالعجز والاحتقان الداخلي الذي قد ينفجر في أي وقت أو أنها تحول الموظف إلى فرد لا مبالٍ لأنه لا يشعر بقيمة ما ينجز لعدم إيجاد الوقت الكافي لتحقيق المطلوب منه. فمن لا يملك الحس الإداري لفهم تلك المقومات لنجاح إدارته فسيكون هو المسؤول الوحيد عن مستوى جودة الأداء بها. ولا ننسى ما قاله تولستوي «لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين».
مشاركة :