صدر حديثا كتاب جديد للدكتور مارك ويليامز، أستاذ أمراض الشيخوخة في ويلمنجتون، نورث كارولاينا، بعنوان لماذا تعيش النساء عمرا أطول من الرجال؟!. يقول مارك ويليامز في كتابه: هناك تنوع مجتمعي كبير في فارق متوسط الأعمار العمر بين الإناث والذكور .. فعلى سبيل المثال، فإن الفرق في متوسط العمر المتوقع بين الجنسين منذ الولادة يصل إلى حوالي 6 سنوات ونصف أكثر للمرأة مقارنة بالرجل في الولايات المتحدة، و5.3 سنة في المملكة المتحدة، و12 عاما في روسيا، وحوالي نصف سنة في الهند، وهذا التنوع المجتمعي يعني أن العوامل الاجتماعية لها تأثير على طول العمر بالنسبة للذكور والإناث. ويقول في حين أن المرأة لديها ميزة بيولوجية، فإن بعض الظروف المعيشية والعادات الاجتماعية تاريخيا تلغى تلك الميزة، على سبيل المثال، ساهمت الإصابة بمرض أنيميا نقص الحديد بسبب فقدان الدم عند الإناث، في وفيات متزايدة للإناث في الماضي .. كما مثلت الاختلافات الاجتماعية بين الرجل والمرأة وتحديات الأمومة المزيد من التهديد لتلك الميزة البيولوجية للمرأة. ويشرح ويليامز في كتابه أن الأساس البيولوجي لطول عمر الإناث واضح، حيث أن الأنثى من كل الأنواع تعمر فترة أطول من الذكور مع بعض الاستثناءات القليلة جدا، وذلك بسبب وجود اثنين من الكروموسوم إكس يعطي النساء دعما احتياطيا عند حدوث طفرة جينية في إحدى الجينات، في حين أن الرجال لديهم كروموسوم (إكس) واحد فقط للتعبير عن جيناتهم، سواء تضررت أم لا. وربما يسمح هذا الاحتياطي الجيني للأنثى باستجابة للمطالب البيئية من جانب الأعصاب، والغدد الصماء، والجهاز المناعي للأضرار المحتملة. ويعتقد العلماء أن الهرمونات الأنثوية، وخاصة هرمون الإستروجين، ومرونة الجسد الأنثوي لاستيعاب الحمل والرضاعة الطبيعية،من العوامل التي تعزز طول العمر، حيث أن هرمون الإستروجين له آثار مفيدة على نسبة الدهون في الدم ،ويعمل على حماية المرأة من أمراض القلب المبكرة. ويقول مارك ويليامز إن هناك اختلافات كبيرة في سلوك الذكور والإناث و تظهر الاختلافات في تركيبة المخ البشري بين الجنسين في وقت مبكر للغاية من الحياة، وعلى سبيل المثال، أظهرت صور الموجات فوق الصوتية للجنين النامي البالغ 26 أسبوعا من العمر أن شريط الألياف العصبية الرابط بين نصفي المخ، كان أكبر عند الإناث من الذكور. ويوضح الكتاب أن عقول الإناث البالغات، تكشف وجود نشاط لغوي على جانبي الدماغ، في حين تميل عقول الذكور إلى استخدام الجانب الأيسر من المخ بالدرجة الأولى. كما يميل الأولاد أيضا إلى المعاناة من صعوبات في التعلم، وصعوبة القراءة (ديليكسيا)، والتلعثم بصورة أكبر من الفتيات، وأظهر مخ الذكر تفضيلا لمجالات الهندسة والرياضيات. كما أن أجزاء المخ المخصصة للتحكم في الدوافع العدوانية والغضب أكبر عند الإناث من الذكور. ويخلص الكتاب إلى أن سلوكيات الذكور تميل إلى أن تكون أكثر خطورة من سلوكيات الإناث، حيث يتعرض أعداد أكبر من الرجال للمخاطر في أماكن العمل، ويتعرض الرجال لحوادث السيارات أكثر من الإناث ،كما أن لديهم معدلات أعلى من التدخين وإدمان الكحول. بالإضافة إلى ذلك، يميل السائقون الرجال للعدوانية أكثر من السائقات الإناث، كل هذه السلوكيات الخطرة تسهم في زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان عند الرجال.
مشاركة :