هل يتراجع ترامب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رغم وعده خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب يتريث في هذه المسألة الحساسة التي تشكل "خطا أحمر" بالنسبة إلى الفلسطينيين، في وقت يعطي الإسرائيليون أولوية لقضية الاستيطان. وقبيل استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء في البيت الأبيض، قال ترامب الجمعة لصحيفة "اسرائيل هايوم" إنه "يفكر جديا" بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، "لكن هذا القرار غير السهل" لم يتخذ بعد، فيما يعكس نوعا من التراجع عن تصريحات سابقة. ففي موقف يشكل قطيعة مع السياسة التاريخية للولايات المتحدة، وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل السفارة الأمريكية إليها، مثيرا استياء الفلسطينيين وشجبا من قسم كبير من المجموعة الدولية. كان ترامب عزز موقفه هذا بتعيينه في ديسمبر المحامي الأمريكي اليهودي المؤيد للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ديفيد فريدمان سفيرا في إسرائيل. وأعلن فريدمان الذي لا يحظى بتأييد جمعيات أمريكية يهودية ويمثل أمام مجلس الشيوخ الخميس في جلسة استماع من أجل تثبيته في منصبه، أنّه يتطلع للعمل "من السفارة الأمريكية في القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل". والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الأبدية والموحدة"، بينما يريد الفلسطينيون جعل الشطر الشرقي العربي المحتل من المدينة عاصمة لدولتهم.  ويقيم حوالي مئتي ألف إسرائيلي في أحياء استيطانية في القدس الشرقية. ورسميا، يواصل نتنياهو التأكيد أن "القدس الموحدة" أي التي تشمل القدس الشرقية المحتلة هي "العاصمة الأبدية لإسرائيل". وقال في نهاية يناير إن "سفارة الولايات المتحدة يجب أن تكون هنا في القدس"، وليس في تل أبيب. لكن بعيدا عن الأضواء، يبدو أن مسألة نقل السفارة ليست مدرجة في أبرز أولويات نتنياهو. ويرى خبراء ومعلقون في إسرائيل والولايات المتحدة أن موافقة من الرئيس الأمريكي الجديد، ولو ضمنية، على مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ترتدي أهمية أكبر بالنسبة إليه في الوقت الراهن. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة الاثنين، فقد تراجع ترامب عن مسألة نقل السفارة بعدما أوحى إليه نتنياهو بأن قرارا يرتدي هذه الرمزية الكبرى ومع ردود الفعل المترتبة عليه لدى الفلسطينيين والدول العربية، ليس في أعلى سلم أولوياته. وهددت منظمة التحرير الفلسطينية الأسبوع الماضي "بسحب الاعتراف بدولة إسرائيل" في اليوم نفسه الذي يصدر فيه إعلان محتمل عن نقل السفارة. وقبل انتهاء مهامه، حذر وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في نهاية يناير من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى "انفجار شامل" في الشرق الأوسط. وفي مطلع يناير، وحتى قبل تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يشكّل "خطا أحمر"، وأنّه سيخلف عواقب خطيرة على عملية السلام في الشرق الأوسط والعالم. م.ب;

مشاركة :