بغداد - في مركز الدعم للباحثين عن عمل بمدينة أربيل في شمال العراق يتعلم لاجئون سوريون ونازحون عراقيون الترميز وتطوير مواقع على الإنترنت وعمل تطبيقات وبرامج كمبيوتر. مشروع "عراق ريكودد" الذي تموله الأمم المتحدة برنامج ريادي لتعليم طلاب يكافحون ظروفا صعبة ليصبحوا من أوائل الخريجين فيه. وهؤلاء الطلاب فروا من مناطق تمزقها الحرب منذ استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة في العراق وسوريا في 2014. وتسعى شركات عالمية وراء بعض هؤلاء الطلاب نظرا لمهاراتهم في مجال الكمبيوتر على الرغم من أنهم يعيشون في مخيمات مترامية الأطراف ومُتربة قرب أربيل التي لا تبعد كثيرا عن آخر المعاقل الكبرى للتنظيم المتشدد في العراق. وكثير من هؤلاء الطلاب بلغ درجات رفيعة في التعليم لكنهم لا يجدون عملا لندرة الوظائف. وقالت طالبة لاجئة سورية تعيش في أربيل تدعى جوري العامد (27 عاما) "طبيعي إنه بسبب الأوضاع والظروف الصعبة خاصة إني تركت دراستي يعني أنا ما قدرت أكمل. فعندي أنا أقل فرص إني ألاقي شغل في هذا المجال". وأضافت "فلما إجيت (أتيت) لهون انضميت إلى ريكودد.. برنامج ريكودد فهو أعطاني أمل أنا ممكن بالمستقبل إنه أحقق حلمي اللي هو بالبرمجة". ويطبق البرنامج المنهج الدراسي المعمول به في مدرسة فلاتيرون للبرمجة في نيويورك والتي تشرف عليها جامعة نيويورك. وإضافة لتعليمهم الترميز يتعلم الطلاب اللغة الإنكليزية وأساسيات شبكة الانترنت وبرمجة الكمبيوتر. ويأمل برنامج الترميز أيضا أن يعلم الطلاب إقامة مواقع على الانترنت وعمل تطبيقات ليتسنى لهم العمل بشكل حر لشركات وعملاء في أنحاء العالم. وقالت نازحة عراقية من البصرة تدعى فاطمة محمد "الناس النازحين من هنا ومن السورين من أي أحد يعني إذا عنده إمكانيات الكودنج ويقدر إنه يتعلمها ويتقنها راح تكون جدا سهلة إنه يشتغل من بيته. أولا لأن كثير منهم ما عدهم إمكانيات ما عندهم سيارات ما عندهم والتنقل صعب." وفاطمة موظفة سابقة في الحكومة العراقية ونزحت مرتين بسبب القتال المحتدم في مناطق بالعراق. وتلقى مدرب تطوير البرامج الأميركي جابي جاكسون (26 عاما) نفس التدريب في نيويورك ليصبح مطور مواقع إلكترونية. وبعد تلقيه دورة الترميز في نيويورك حضر جاكسون للعراق ليفيد الطلاب بمهاراته. وقال "هناك نازحون كثيرون حاليا ليس بوسعهم إتمام تعليمهم. ليس بمقدورهم بشكل محدد الحصول على نوعية التعليم الذي يتوفر في نيويورك والذي يقدمه هذا البرنامج. هو نفس البرنامج الذي اجتزته لأصبح مطورا. الترميز يوفر هذه الفرصة للمهتمين هنا الذين يرغبون في أن يصبحوا مطوري مواقع إلكترونية مثل الذين لديهم أحلام خاصة بإبداع تطبيقات وإبداع كل هذه الأشياء. لأنه يُمَكن الناس الذين لا تتوفر لهم هذه الفرصة". وقال منظمو المشروع إنهم يعانون من زيادة التكاليف ويفتقرون للموارد والكفاح للإبقاء على طلاب يضطر بعضهم للانقطاع عن برنامج التدريب للعثور على فرصة عمل مؤقتة لتوفير احتياجات أُسرهم. لكن إتمام الدورة التدريبية حتى نهايتها يبشر بمستقبل أكثر إشراقا للطلاب. ويهدف المشروع لتوظيف طلابه في شركات أجنبية وشركات عراقية كبرى بينما يسعى بعضهم لمزيد من التعليم بما في ذلك الحصول على درجات عليا في علوم الكمبيوتر.
مشاركة :