أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2017، مجدداً رفضه لسلاح حزب الله ولتدخل هذا الحزب في سوريا، مندداً بـجرائم نظام الأسد، كما شدد على أن هذه المواضيع لا تزال محور خلاف داخل الحكم اللبناني. وجاء كلام الحريري بعد يومين على تصريحات لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون اعتبر فيها سلاح حزب الله مكملاً للجيش اللبناني. وقال الحريري في مهرجان أقيم في وسط بيروت في الذكرى الثانية عشرة لاغتيال والده رفيق الحريري، نحن فاوضنا وساومنا من أجل الحفاظ على الاستقرار، لكن لم ولن نساوم على الحق أو الثوابت، معدداً بين هذه الثوابت المحكمة الدولية التي تنظر في التفجير الذي أودى بحياة والده و22 شخصاً آخرين في 2005، ونظرتنا لنظام الأسد وجرائمه، والموقف من السلاح غير الشرعي والميليشيات ومن تورط حزب الله في سوريا. وتابع هناك خلاف في البلد وخلاف حاد حول سلاح حزب الله وتورطه في سوريا، مضيفاً ليس هناك توافق حول هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء، ولا في مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار التي تعقد دورياً بين ممثلين عن أبرز الأطراف اللبنانيين في محاولة لإيجاد حلول للأزمات المتعددة في البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة. وقال الحريري ما يحمي البلد هو أن هناك إجماعاً حول الجيش والقوى الشرعية والدولة، وفقط الدولة. ورداً على سؤال حول سلاح حزب الله قال عون قبل يومين لقناة سي بي سي المصرية طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح، لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه. وأكد أن سلاح حزب الله لا يتناقض مع مشروع الدولة فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة. وقبل انتخابه رئيساً للبنان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في إطار تسوية سياسية جاءت بالحريري رئيساً للحكومة، كان عون يعد أبرز حلفاء حزب الله. وبعد وصوله إلى الرئاسة، قال عون أنه سيكون على مسافة واحدة من كل الأطراف. وساهم النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011، بتعميق الهوة على الساحة اللبنانية بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له، لا سيما مع بدء تدخل حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا. ويشارك حزب الله، وهو من أبرز حلفاء دمشق، إلى جانب الجيش السوري في محاربة الفصائل المعارضة بشكل علني منذ العام 2013. وقد خسر في سوريا مئات من عناصره فضلاً عن عدد من كبار قادته. ويتهم سعد الحريري النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال والده. وخاض منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاماً مواجهات سياسية عدة مع دمشق وحزب الله، لكنه اضطر مراراً إلى التنازل لهذين الخصمين القويين. إلا أنه لم يخضع للضغوط التي تعرض لها من الحزب الشيعي للتنصل من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال والده والتي أنشئت في العام 2009 واتهمت عناصر من حزب الله بالتورط في عملية الاغتيال.
مشاركة :