بمناسبة قرب ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – التقت “الرياض” المحامي فيصل بن سعد الحربي الذي أكد أن البيعة بمفهومها تعد تكريسا وإرساء لدعائم الولاء والانتماء لحكومتنا الرشيدة التي دأبت على إرساء قواعد العدل والمساواة بين الحاكم والمحكوم، مؤكدا أن المملكة شهدت منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل وجسدت تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره. كما رفع أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات والمبايعة لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - داعيًا الله عز وجل أن يعين سموه ويوفقه لأداء ما يصبو إليه في خدمة الدين والمليك والوطن، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء وأن يحفظ لها قيادتها الرشيدة . الذكرى التاسعة * محامي فيصل بودنا أن تحدثنا عن مفهوم البيعة وكيف تكون المبايعة لولاة الأمر؟ البيعة بمفهومها تعد تكريسا وإرساءً لدعائم الولاء والانتماء لحكومتنا الرشيدة التي دأبت على إرساء قواعد العدل والمساواة بين الحاكم والمحكوم، والبيعة عهد على الطاعة من الرعية للراعي، وإنفاذ مهمات الراعي على أكمل وجه، وأهمها سياسية الدين والدنيا على مقتضى شرع الله، و البيعة في الإسلام لم تُفَرِّق بين الرجل والمرأة، أو بين الكبير والصغير، وهذا حسٌّ تربوي للرعية؛ حيث يُعَلِّم الإسلام المسلمين ضرورة المشاركة فيما بينهم على الارتقاء بمجتمعهم وأمتهم. ويقول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا. والمملكة شهدت منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل وجسدت تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره. ذكرى البيعة * بمناسبة قرب ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين كيف ترون مستقبل المملكة محليا وعالميا ؟ - الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم تعيد إلى أذهاننا مبايعته رعاه الله في يوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1426 ه الموافق 1 أغسطس 2005 حيث نصّب ملكًا للمملكة العربية السعودية خلفًا للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وتجعلنا هذه الذكرى نستعرض ما حققته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين من منجزات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية ، وتمكنه - حفظه الله – داخليا وخارجيا بحنكته ومهاراته في القيادة من تعزيز دور المملكة على المستويين الإقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا ، حتى أصبحت المملكة حاضرة في كافة المحافل الدولية وتشارك في صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته . ولو استعرضنا أبرز ماقام به خادم الحرمين من منجزات لما اتسعت الصفحات لذكرها ولكن من باب الإيجاز فقد تم بعهده : • الموافقة على انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية • الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي. • التوسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة 50%. • التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في كل من رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان وتبوك. • تأسيس جامعات جديدة في عدد كبير من مناطق ومحافظات المملكة . • إصدار نظام القضاء ونظام ديوان المظالم بصيغة جديدة بدلًا من النظامين السابقين. • إنشاء الهيئة العامة للإسكان وهيئة الخطوط الحديدية وجمعية حماية المستهلك وشركة المياه الوطنية. • الأمر ببدء التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة والتوسعة في المسجد النبوي الشريف . • القيام بأعمال توسعات للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات. • إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وتعتبر أول جامعة في السعودية متكاملة خاصه بالبنات. • اهتمامه بتقنية النانو وذلك بإنشاء مركز تقنية النانو • افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية - كاوست. • إنشاء مشاريع لتسهيل الحج مثل جسر الجمرات الجديد، وقطار الحرمين السريع للربط بين المدينة المنورة ومكة، وقطار المشاعر المقدسة للربط بين مكة ومنى وجبل عرفة ومزدلفة. • إصدار مرسوم لإنشاء مدينة للطاقة الذرية والمتجددة وذلك لتوفير مصادر بديلة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة. • إنشاء «مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية» • إنشاء هيئة مكافحة الفساد على أن تكون مرتبطة بالملك مباشرة • تخصيص مليارات الريالات لبناء مئات الآلاف من الوحدة السكنية بجميع مناطق المملكة • قرار دخول المرأة كعضو في مجلس الشورى والترشح والترشيح للمجالس البلدية • الأمر بإنشاء مدينة «وعد الشمال» الصناعية للاستثمارات التعدينية في عرعر. وعالميا قام خادم الحرمين الشريفين بالعديد من الإنجازات التي جعلت المملكة تتبوأ مكانة عالمية مرموقة، ويعدّ اختيار المملكة لعضوية مجموعة العشرين الكبرى في العالم دليلا على مكانتها ودورها القيادي على المستوى الدولي. وأضاف الحربي: إن ما تحقق للمملكة ولله الحمد تحت القيادة والسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مدعاة للفخر والاعتزاز، وبها احتلت المملكة مكانة متقدمة على الساحة العربية والإسلامية والعالمية، وحرصت على إشاعة الأمن والاستقرار والسلام العالمي، انطلاقا من رسالة الدين الإسلامي الحنيف. هذا قليل من كثير وأدعو الله عز وجل أن يحفظ قائد المسيرة ويمد في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية، ليواصل دوره الرائد في كافة المجالات داخليا وخارجيا. ولي ولي العهد * تابعنا قبل تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد الذي كان مدعاة للاستقرار والاطمئنان في بلادنا كيف تفسرون هذا الحدث؟ - الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد, بعد قرار تاريخيا يعبر عن الاستقرار السياسي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، ويخضع لنظام هيئة البيعة ويعد خطوة من الخطوات الاستكمالية والخطوات الإصلاحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وإكمال لحلقة دستورية في بناء الحكم واستقرار الملك. وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لديه مقومات شخصيه وقيادية ناتجة عن خبرته العسكرية والإدارية، ولما يتمتع به سموه من الخبرة السياسية والكفاءة العملية والقدرة على الإدارة وتأهيل متكامل في منظومة القيادة حيث كانت حياته حافلة بكل المعاني والقيم الإدارية . والأمير مقرن بن عبدالعزيز مكسب كبير للوطن حيث يلحظ المتأمل في سيرة سموه أنها كانت حافلة بالعطاء زاخرة بالإنجازات من خلال جميع المناصب الإدارية التي شَرُفت بتوليه لمهامها، التي أثبت من خلالها أنه رجل دولة من طراز خاص يتميز بالحرص التام على أداء ما يوكل إليه من مسؤوليات بصورة متوافقة مع متطلبات الوطن وتوجهات القيادة التي ترتكز في أساسها على رعاية مصالح هذه البلاد وتحقيق تطلعات شعبها, كما تؤكّد سيرة سموه التي تؤهله لتولي مثل هذا ، إلى جانب ما يتمتع به سموه من حنكة ودراية مكنته من التعامل بروية وتؤدة مع الأحداث والمستجدات التي شهدتها الساحة السياسية الدولية والإقليمية التي تعد المملكة العربية السعودية أحد أهم الدول المؤثرة فيها. قراءة المستقبل * بحكم عملكم كمحامي كيف تقرأون مستقبل بلادنا في ظل الوضع الراهن بالمنطقة من وجهة نظركم الشخصية ؟ لعل من أكثر ما يشغل الشعوب اليوم هو تحقيق الأمن والتنمية، وصدور القرار الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد بالإضافة لمنصبه يعد قرارا حاسما ويعد من أهم القرارات الإستراتيجية القائمة على المنفعة العامة، والمحققة لمصلحة البلاد والعباد، ومدعاة لترسيخ الاستقرار، وتحقيق مصلحة الوطن، وتأمين مستقبله، ووحدة الأمة بإذن الله . والقرار بما يحمله من شفافية يقرؤها كل مواطن ويفهما كل فرد يهمه استقرار المملكة العربية السعودية، والمملكة سهدت في عهد خادم الحرمين العديد من الإصلاحات المتتالية والتاريخية التي تؤسس لديمومة واستقرار سياسي أكبر لبلادنا ولمستقبل أجيالنا. كما يعد القرار طمأنة للشارع السعودي نحو مستقبل مؤسسة الحكم في بلادنا، فتعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد يعد رسالة تطمين للداخل السعودي، فهي أيضا رسالة للخارج بأن الاستقرار مبدأ لا تحيد عنه بلادنا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى عهدنا الراهن. والدليل القوي أن مستقبل بلادنا يبشر بالخير لنا ولأجيالنا من بعدنا أن الكثير من الدول باتت تعصف بها رياح القلاقل العاتية وتنتشر فيها الفوضى والدمار، وبلادنا بفضل الله ثم بفضل ما أسست عليه من أسس انطلقت من كتاب الله وسنة نبيه فإنها تسير على بركة الله بعيدا العواصف وبسلاسة ومهارة القادة ، وتعطي للعالم أكبر نموذج لاستقرار الحكم مما يجعلها محط أنظار العالم أجمع .
مشاركة :