مخاطر السيل الجارف من المقيمين

  • 2/15/2017
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الأولى في مسيرتي في الإعلام والصحافة لم أكتب عن شيء بمثل ما سأكتبه الان بكل حرقة وألم، وسوف أترك لقلمي عنان حدته لسبب واحد هو حبي لوطني وحبنا جميعا لهذا الوطن الغالي، في البداية لا نختلف أن وطننا كبير وقلب الوطن ينبض حبا بالجميع ويحتضن عالم من البشر بكل أنواعهم وأطيافهم ولغاتهم وأديانهم وجنسياتهم وهذا من مرتكزات مجتمعنا وقيادتنا وقبل ذلك ديننا الإسلامي الذي نشأت عليه هذه الدولة المباركة ولا تفرق بين المواطن والمقيم في الحقوق، ما أقلق نفسي وأثار حفيظتي هو هذا السيل الجارف من الأجانب في البلد وهو ليس بجديد، لكن الملاحظ مؤخرا هو كثافة غير طبيعية من بعض الجنسيات المعروفة وسيطرتهم في الأسواق والحدائق وكل شبر من هذه الأرض أسر وشباب وأطفال ورجال ونساء، بشكل لا يوصف، حتى أحيانا يخيل لك أنك غريب وأجنبي معهم وأنت في وطنك، وهذا إن كان له مخاطر أمنية واضحة من تكتل بعض الجنسيات فهو له مخاطر اقتصادية واجتماعية واضحة جدا، ناهيك عن الضغط على الخدمات المخصصة للمواطنين، أنا هنا لا أحرض على الأجانب فهم شركاؤنا ولهم حقوقهم ولكن المسألة هنا نسبة وتناسب، وطغيان بعض الجنسيات العربية والاسيوية وهذا الطوفان الأخير لبعض الجاليات أمر مزعج جدا، كل دول العالم ليس فيها مثل ما لدينا من طغيان الأعداد بل هناك وسائل تحكم وضرائب ومراقبة للنسب حتى لا تتجاوز الحدود المعقولة، إذا كانت الإحصائية الأخيرة تقول إن نسب الأجانب في المملكة تصل إلى ٣٣٪، وهي أقل دول مجلس التعاون، مع أن من يشاهد واقع الأسواق والحدائق والطرقات يشكك في هذا الرقم ومتوقع أن يكون أكثر من ذلك، لان هناك أعدادا كبيرة لم تسجل رسميا، وإن كانت النسب في قطر والإمارات تصل ٨٩٪ كما تشير بعض التوقعات فهذا أمر لا يهمنا لأن ظروف دولتنا تختلف عن البقية في البطالة والدخل والخدمات ونحن بحاجة إلى تقنين نسب الأجانب لإعطاء المواطنين الفرصة الأولى، أدعو الجميع إلى التدقيق وملاحظة هذا الطغيان ليشعروا بحجم المشكلة وناقوس الخطر الذي قد يدق فجأة وبدون مقدمات ليعلن أننا في مشكلة أزلية يصعب حلها، صحيح أن لدينا تعاطفاً مع بعض حالات وظروف الشعوب الشقيقة والقريبة، لكن ليس على حساب مصلحة وطننا ومواطنينا فهم الأولى من ذلك، نحن بلد مضياف للجميع، ولكن ليس على حسب مصالحه الاستراتيجية العليا وأمنه واقتصاده ومجتمعه، فهو الأهم من أي اعتبارات أخرى.

مشاركة :