وُلد من أب يعمل كمهندس وأراد والده أن يكون مهندساً ولكنه يفشل في الهندسة لكي يُبدع في عالم الطب والصحة ويكتشف مرض سرطان الفك اللمفاوي. إنه صاحب المقوله المشهورة السمك الميت عادةً ما يسبح مع التيار، إنه العالم والطبيب والجراح العالمي المشهور - والمعروف برجل الألياف الغذائية - دكتور دينيس بارسونز بيركيت والذي عاش بين 28 فبراير 1911 – و 23 مارس 1993. كان ولد مثل أقرانه يلعب معهم كما يلعب أي صبي مع أشياعه. فقد عينه اليمنى في حادث شجار وتعارك مع أبناء صفه. تخرج من الثانوية من مدرسة بورتورا الملكية في إنيسكيلين، إنجلترا. إنضم بيركيت لقسم الهندسة بكلية ترينيتي (الدينية) في دبلن عام 1929م والتى لم يجد فيها طموحه بل إن عميد الكلية أرسل برسالة لوالده يعرب فيها عن قلقه من أن ابنه لن يستطيع أن يكمل دراسته في هذه الكلية نظراً لضعف مستوى تحصيله الدراسي. تغيرت وجهت بيركيت من الهندسة للطب. حصل على شهادة البكالوريوس في عام 1933، وتخرج كطبيب في عام 1935. وبدأت على الفور التدريب كطبيب جراح، وأصبح زميل الكلية الملكية في أدنبرة للجراحين في عام 1938. وتقدم بطلب لمنصب طبيب في المستعمرات البريطانية الأفريقية، ولكن طلبه لم يُلبى لكونه جراح أعور وهذا لم يبدو عملياً مرة، ولأنه كان كبيراً في العمر وقتها فقد تجاوز الثلاثين من عمره مما جعله غير مؤهلاً للعمل في المستعمرات البريطانية وعلى هذا الأساس رُفضت طلباته عدة مرات، أو عدم وجود وظيفة شاغرة مرة أخرى. ولكن يبدو أن السبب الحقيقي وراء رفض طلباته غير ذلك! قدر الله لبيركيت أن يُقبل وأن يخدم مع الفيلق الطبي بالجيش الملكي الإنجليزي خلال الحرب العالمية الثانية (1943-1945). فشارك في الخدمة العسكرية برتبة رائد في كينيا والصومال وأوغندا، بعد أن أثبت جدارته العلمية والعملية في مجال عمله. بعد الحرب قرر بيركيت أن يقضي جزء من حياته ممارساً لمهنته في العالم النامي، فانتقل إلى أوغندا (1964م). عمل في البداية كطبيب عام في مدينة ليرة، حيث تتميز بحدوث ارتفاع غير عادي من حالات دوالي الخصية (وُجد أن سببها هو إصابة الإنسان بها بسبب دودة تنتقل عن طريق لسعة البعوض). أثارت هذه الحالات اهتمام بيركيت بأن يدرس الطب الجغرافي وطب الأوبئة. بعدها بحوالي العام تم نقله إلى مستشفى مولاغو التعليمي لكلية ماكاريري، الذي تقع خارج كمبالا في بحيرة فيكتوريا. ساهم دينيس أثناء بقاء وممارسة مهنته في أفريقيا بمساهمتين عظيمتين ساعدت كثير في إثراء مجال الطب في وقته. ففي عام 1957، قام أحد أطباء البعثة البريطانية بإستشارة بيركيت عن ورم في رأس ورقبة صبي لم يتجاوز الخامسة من عمره 5 في جناح الأطفال. وبعد بضعة أسابيع رأى فتاة تعاني الأمر نفسه. لاحظ بيركت أن هذا الورم سريع الانتشار ولا يمهل المصاب سوى أسابيع حتى يقضي عليه. لم يكن معروفاً هذا المرض له ولزملائه وبعد ملاحظة ما يقارب مئة حالة في عام واحد نشر تقريراً مفصلا عنه لسرطان غير موصوف سابقا. واتصل عدد كبير من المستشفيات في أفريقيا، ونشرت نتائجه بعد عام واحد. إعترف العالم بهذا الإنجاز وتم تسميت هذا السرطان بسرطان بيركن اللمفاوي. أما مساهمته المهمة الأخرى فتقع في لب تخصصي وهى ما أطلب المرضى أن يقوموا بفعله يومياً وجعله من روتينهم اليومي. عندما كان بيركيت في أوغندا لاحظ أن الأفارقة لا يشتكون من الإمساك وأن عدد مرات تبرزهم (تغوطهم – أجلكم الله) أكثر مما يفعله الإنسان الأوربي أو من يعيش في الغرب. بل وعلاوة على ذلك، فبرازهم لين وبرائحة تكاد أن تنعدم، في تباين ملحوظ مع الإنسان الغربي. افترض بيركيت من هذه الملاحظة أن أحد الأسباب الرئيسة للإمساك ولكثرة أمراض الإنسان الغربي هو استهلاك كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة مع محتويات منخفضة من الألياف الغذائية. وكان يعتقد أن اخذ وضع القرفصاء للتغوط عند الأفارقة والآسيويين (الحمام العربي لدينا) يحمي الناس من أمراض عدة تصيب الجهاز الهضمي. إن فهم بيركيت لدور الألياف طور فهمنا مع الزمن لدور الألياف الغذائية في حالات مثل داء السكري من النوع الثاني والبدانة ومرض رتج القولون، ودورها الفاعل في تقليل إمتصاص الجسم للدهون وبالتالي تقليل مستوى الكوليسترول في الجسم. بل وبرزت أهمية كبيرة لدور الألياف الطبيعية التى تأتي من أكل الخضراوات والفاكهة من خلال أنها تلعب دورا رئيسيا في حماية ضد سرطان القولون والمستقيم – بإذن الله تعالى، فقد أظهرت دراسة في زمنه أن الأوروبي الذين يحتوي غذائه على كمية منخفضة جداً من الألياف أقل من 10 غرامات في اليوم الواحد، يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بمعدل 18٪ أعلى من الرجل أفريقي. ألف الدكتور بيركيت كتاباً أسماه لا تنسوا الألياف في النظام الغذائي الخاص بكم ذكر فيه قابلت العديد من الأفارقة الذين يعتمدون في غذائهم على منتجات أرضهم الطبيعية (الخضروات)، ونادراً ما عالجت أفريقياً مصاباً بمرض من أمراض الغرب الشائعة في الولايات المتحدة وإنجلترا. فأبناء القرى هناك نادرا ما يصابون بأمراض القلب التاجية (مثل انسداد الشرايين)، ومرض السكري الذي يصيب البالغين، وعروق الدوالي، والسمنة، والتهاب الزائدة الدودية، وحصى المرارة، وتسوس الأسنان، والبواسير والإمساك. ففي عشرين عاما من ممارستي للجراحة في أفريقيا، اضطررت للقيام بعملية إستئصال المرارة مرة واحدة فقط. في إحدى المقابلات المتلفزة له قال عن أميركا أنها أمة الإمساك وأنها أمة تعاني من صغر حجم البراز، لذا تعاني من أمراض كثيرة تجعلها تبني مستشفيات كبيرة.. في إشارة الى قناعته أن كثرة الألياف مع النمط الغذائي السليم تحمي من العديد من الأمراض. يعود الفضل في الشهرة التي حصل عليها الدكتور دينيس بارسون بيركيت لقدرته الفريدة على تتبع النمط الجغرافي لأمراض المجتمعات التي عاش فيها. ومثل العديد من الجراحين، فنادراً ما ساورت الدكتور بيركيت الشكوك حول قناعاته بشأن المسائل الطبية التى يعتقد بصحتها، وعلى عكس الكثير منا معشر الأطباء ما صنع الفرق مع الدكتور بيركيت أنه بقي ثابتاً على قناعاته الطبية التي أثبت الزمن صحتها. قام بيركيت بحملة عالمية توعوية عن محاسن الإكثار من الألياف النباتية في الغذاء اليوم مدعماً نظريته وحملته هذه بندرة إصابة الإنسان الأفريقي بالأمراض الأكثر انتشار في الغرب كالتهاب الزائدة الدودية، وأمراض القلب، وانسداد الأوعية الدموية، ومرض السكري، وبعض أنواع السرطان. ، وكتب في كثير من الأحيان على المواضيع الطبية. حصل على جائزة باور وجائزة في عام 1992. لخصت الكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا إنجازات الدكتور بيركيت في عام 1992 عندما منحته الزمالة الفخرية. توفي في 23 مارس 1993 في غلوستر ودفن في بيسلي، جلوسيسترشاير، انجلترا... وخلف ورائه علم أفاد الملايين من البشر في أقطاب المعمورة. للألياف الطبيعية التى تأتي من أكل الخضروات دور في الحماية من سرطان القولون
مشاركة :