لاهور - (أ ف ب): شهد إقليم البنجاب الباكستاني يوم حداد أمس الثلاثاء على ضحايا الاعتداء الذي تبنته حركة طالبان وأسفر عن سقوط 13 قتيلا في وسط لاهور، حيث يوجه السكان انتقادات إلى السلطات بسبب عجزها عن حمايتهم. وأعلن رئيس وزراء حكومة إقليم البنجاب شهباز شريف يوم الحداد بعد الاعتداء الذي يعتقد أنه استهدف عناصر شرطة كانوا يحاولون التعامل مع تظاهرة خرجت في ساعة الذروة على أحد الطرقات الرئيسية في عاصمة الإقليم التي تعد معقل الحزب الحاكم والجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير في باكستان. وقال مسؤول الإغاثة أحمد رضا لوكالة فرانس برس إن 13 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم ستة رجال شرطة فيما أصيب أكثر من 80 في الانفجار الذي وقع مساء وقت خروج الموظفين من مكاتبهم وتزامنا مع تظاهرة للعاملين في قطاعي الكيمياء والصيدلة. وكان المصدر نفسه قد قال في وقت سابق أمس الثلاثاء إن 15 شخصا قتلوا، إلا أنه عاد وصحح الحصيلة، وأضاف رضا أن الحصيلة كان يمكن ان تكون أكبر لو لم تخفف شاحنتان كانتا في المكان، من أثر الانفجار، إحداهما عربة للبث التلفزيوني المباشر والاخرى حافلة للمتظاهرين. وأقيمت الثلاثاء مراسم دفن رسمية لبعض الضحايا. وتبنى فصيل من حركة طالبان الباكستانية جماعة الاحرار، الاعتداء الذي وقع بعد ثلاثة أيام من إعلان المجموعة في شريط فيديو عزمها مهاجمة أهداف حكومية في مختلف انحاء البلاد. ويلقي الاعتداء الضوء على الصعوبات التي تواجهها باكستان في القضاء على مجموعات مسلحة مختلفة لا تزال قادرة على شن هجمات كبرى رغم الهجوم العسكري الواسع الذي شنه الجيش وأدى إلى تحسن أمني ملحوظ خلال عامي 2015 و2016. وأشاع الاعتداء في لاهور أجواء من الخوف لدى السكان الذين عبروا عن غضبهم تجاه الحكومة والمتمردين. وقال أحد السكان طارق سليم، الثلاثاء قرب موقع الانفجار إن منفذي الاعتداء «ليس لهم اي علاقة بالإسلام ولا يؤمنون بأي ديانة. كل ما يعرفون القيام به هو القتل». ودعا مواطن آخر يدعى نديم الحكومة إلى إحلال الأمن، مؤكدا ان «أطفالنا وأقاربنا يموتون في هذه الاعتداءات». وفي بيانين منفصلين، وصف كل من المفوض السامي البريطاني في باكستان توماس درو والسفير الأمريكي ديفيد هالي الاعتداء بأنه «جبان» وأكدا دعمهما لأهالي الضحايا، فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن «صدمته وحزنه» للحادثة. وعبر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف شقيق رئيس حكومة البنجاب، عن أسفه لهذه «المأساة» داعيا إلى مواصلة مكافحة الإرهاب حتى النهاية. وقتل أكثر من 60 ألف شخص وتم إنفاق 11 مليار دولار في الحرب ضد الإرهاب في باكستان كما أكدت وزارة الخارجية الاثنين ردا على انتقاد من الولايات المتحدة. وشهدت لاهور إحدى أكثر الهجمات الدامية في باكستان عام 2016، حيث فجر انتحاري من حركة طالبان نفسه في متنزه وسط مسيحيين يحتفلون بعيد الفصح أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا بينهم عديد من الأطفال. إلا أن التفجيرات أصبحت نادرة بشكل عام خلال السنوات الأخيرة في هذه المدينة المكتظة. وأعرب مشجعو مباريات الكريكت على مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من ان يعيق تفجير الاثنين خطط إقامة المباراة النهائية لكأس باكستان للكريكت في لاهور. وتجري مباريات للكريكت حاليا في الإمارات العربية المتحدة بسبب مخاوف امنية، رغم أن مسؤولين كانوا يأملون في أن تجرى المباراة النهائية في المدينة التي تعشق هذه الرياضة. وأكد مسؤولون أن اللاعبين سيتمتعون بحماية على مستوى تلك التي تتوافر لـ«زعماء الدول»، مع نشر آلاف عناصر الشرطة وحافلات مضادة للرصاص.
مشاركة :