البشر صانعو التغير المناخي ونزاعاته

  • 2/15/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - على الرغم من أن الطبيعة كانت سببا رئيسيا في كثير من المتغيرات التي حدثت للأرض بكل مفرداتها إلا أن دراسات كثيرة تؤكد أن النشاط البشري في القرن الماضي بالتحديد سارع من وتيرة الانقلاب المناخي. وذكرت صحيفة الغارديان أن التغيرات التي حدثت في المليار سنة الأولى من عمر الأرض كانت من فعل الطبيعة أما ما بعدها فقد اقترفته يد الإنسان. ووفقا لصحيفة نيويورك بوست كما أوردت صحيفة الغد الأردنية فقد قام البروفيسور ويل ستيفن الخبير بعلوم المناخ والباحث في الجامعة الوطنية الاسترالية مع شريكه الباحث اوين جافني من مركز ستوكهولم بوضع معادلة يمكن من خلالها حساب النشاط البشري الذي يتسبب في تغير المناخ أسموها معادلة "الأنثروبوسين". وأوضحت دراستهما التي نشرت في مجلة "ريفيو الانثروبوسين" أن البشر وما يمارسونه من أنشطة أدت إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة خلال الـ45 عاما الماضية. والأدلة على ذلك هو ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.7 درجة مئوية في القرن الحالي، وأكدت الجامعة أن التغير المناخي يحدث بصورة أسرع بسبب أنشطة الإنسان التي ساعدت على رفع وتيرة الظاهرة أضعافا خيالية. وذكر البروفيسور وشريكه في البحث، إنهما توجها من خلال المعادلة الى احتساب معدل التغير على النظام الداعم للحياة على الأرض، وهي تشمل كل شيء في البيئة مثل الغلاف الجوي والمحيطات والغابات والأراضي الرطبة والممرات المائية والغطاء الجليدي. وتبين لهما عندما قاما بعمليات قياس على البيئة وغيرها من المواصفات، أن الغلاف الجوي وصل الى حالته القصوى في الـ66 مليون سنة الماضية. وحسب الباحث فإن العديد من العوامل الأخرى أكدت نتائج أبحاثهم مثل فقدان التنوع البيولوجي وتوجه المجتمعات نحو الحقبة الصناعية. ويؤكد خبراء كثيرون في علم المناخ أنه ما يزال هناك فرصة كبيرة لكل شيء أن يتغير. ما يزال من الممكن وقف ظاهرة التغير المناخي عن طريق كبح تلك الأنشطة والتوجه نحو الطاقة النظيفة التي من شأنها إنقاذ كوكبنا للأجيال المقبلة. وأوضح البروفيسور توماس ديكسون، أستاذ التغير المناخي خلال جلسة "التغير المناخي وسلسلة إمداد الغذاء"، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها الثانية بدبي، أنه على مدى المائة عام المقبلة سترتفع درجة حرارة الأرض لتصبح أكثر سخونة بشكل لم يشهد له الإنسان مثيلا من قبل، مشيراً إلى أن نسبة التغير ستكون شديدة الوطأة بحيث إن العديد من الأنظمة البيئية ستفقد بعض أشكال الحياة البرية والقدرة على التكيف مع التغيرات، ومن ضمنها المحاصيل الزراعية التي تتأثر دورتها الإنتاجية بارتفاع درجات الحرارة. وأوضح ديكسون "إن لم نتمكن من إبطاء وعكس عملية تراكم الغازات وظاهرة الاحتباس الحراري، فلن تمهلنا هذه المستجدات آلاف السنين بل سيكون أمامنا بضعة عقود فقط للتعامل مع التغيرات الجذرية في الأحوال الجوية ومنسوب البحار والتهديدات الخطيرة لصحة الإنسان، كما أن زيادة فرص حدوث السيول والفيضانات والعواصف والخسائر الزراعية قد تقوض الاقتصادات العالمية". وتحدث ديكسون ضمن الجلسة عن أهمية توظيف الابتكارات التكنولوجية في إنتاج المحاصيل المعدلة التي تستطيع الصمود والتكيف مع الاحترار المناخي. وحذر ديكسون أن ندرة الموارد البيئية الناتجة عن الاحترار قد تدفع بالعالم إلى المزيد من الصراعات على الموارد الطبيعية حيث شهدت الفترة من 1990 إلى غاية 2002 حوالي 17 نزاعا يمثل التغير المناخي وقلة الموارد ضمن أسبابها.

مشاركة :