عمّان: القاهرة، الخليج بحث الرئيس اللبناني ميشال عون أمس في عمّان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سبل التوافق الممكنة مع مختلف الأطراف المعنية بحل الأزمة السورية، وذلك بعدما كان حذّر في القاهرة من مخاطر الصهيونية والإرهاب على المنطقة العربية. وبحث الطرفان ضمن ما وصفه بيان الديوان الملكي بلقاء قمة، تداعيات الأزمة السورية على البلدين والتحركات الدولية الحالية لتطويقها والقضاء على التنظيمات الإرهابية. وذكر مصدر مطلع أن عون طرح إمكانية تولي لبنان تجسير الهوة بين أطراف ذات صلة في إشارة إلى محاولة تحقيق تقارب مع إيران، بهدف تطويق تداعيات الأزمة السورية. وأكد الطرفان ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات أستانة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، تمهيداً لحل سياسي ضمن مسار جنيف وأهمية معالجة الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة بما يضمن الاستقرار فيها وتكثيف الجهود إقليمياً ودولياً لمحاربة الإرهاب. وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الأمني بين عمّان وبيروت وسبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني ودعم استقرار لبنان ووقوف الأردن الدائم مع ذلك. وتوافق عبد الله الثاني وعون على موقف موحد للبلدين حيال أعباء أزمة اللجوء السوري وتداعياته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وكان الرئيس عون حذّر من القاهرة من مخاطر الصهيونية والإرهاب على المنطقة العربية في المرحلة الراهنة، حيث يواجه العرب حرباً عالمية جديدة، وقال إن الفكر الصهيوني نجح في تحويل الحرب الصهيونية العربية، وفقاً لتعبيره، إلى حرب عربية عربية، تقوم على صراع دموي طائفي ومذهبي داخل الوطن الواحد، مما يبرر لإسرائيل تهويد فلسطين. ولفت الرئيس اللبناني، في خطاب قصير أمام مجلس الجامعة العربية في اجتماعه أمس على مستوى المندوبين الدائمين، بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن ذلك يستوجب الإسراع في وقف حمام الدم في المنطقة العربية، وتغليب لغة الحوار، مشيراً إلى أن العالم يعيش اليوم ظروفاً مفصلية تشبه بمخاطرها ومآسيها ونتائجها الحرب العالمية الثانية، والتي لم يسلم منها شعب، ولكن القادة العرب في هذه الفترة بادروا إلى تأسيس الجامعة العربية، لتشكل إطاراً لموقفهم الموحد لمواجهة هذه التداعيات.
مشاركة :